إيلي كوهين... لا مكان للاعتدال هنا

القناة الـ12
إيهود يعاري
ترجمة حضارات



وزير الخارجية إيلي كوهين -تعيين غريب من قبل رئيس الوزراء نتنياهو لسنة واحدة فقط- لا يتوقف عن الإدلاء بتصريحات، ضرورية وغير ضرورية.

هذا الأسبوع ابتكر شيئًا ونشر مقالًا (كتبه له شخص ما) في صحيفة مهمة مثل "وول ستريت جورنال" يقترح فيه تبني النموذج الكوري في الشرق الأوسط.

 هذه فكرة خطيرة للغاية لم يتم أخذها في الاعتبار بشكل صحيح ولا قدر الله أي شخص في الولايات المتحدة يأخذها على محمل الجد.

وكتب كوهين أن النموذج الكوري، حيث يكون الضمان الأمني الأمريكي رادعًا كافيًا لكوريا الجنوبية ضد كوريا الشمالية، يمكن نسخه في الشرق الأوسط ضد إيران، وهو يعد بأن مثل هذا الضمان يمكن أن يشمل كلا من الدول السنية و"إسرائيل"، ولكن من منطلق الإعجاب بسجلات زيارته السريعة إلى سيول والمنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين البلدين، وبسبب حرصه على ابتكار حلول سحرية، نسي وزير خارجيتنا المتمرس بعض الأشياء.

لا توجد طريقة أسهل -هكذا استجابت مصادري الجيدة في واشنطن- لتشجيع عناصر الإدارة المستعدين لتحمل قنبلة نووية إيرانية بدلاً من اقتراح "النموذج الكوري"، هناك أمر يتعلق بالردع ضد عدو محمّل بالقنابل الذرية، مع 10000 مدفع ثقيل موجه إلى عاصمة كوريا الجنوبية.


بالنسبة لـ"إسرائيل"، فإن الانحراف الأمريكي عن الالتزام بمنع إيران من الحصول على قنبلة إلى سياسة الاحتواء يعني فشل جهود العقدين الماضيين لمنع الجمهورية الإسلامية من تعبئة ما لديها من أجل قنبلة.

سنذكر أيضًا أن حوالي 30 ألف جندي أمريكي يتمركزون بشكل دائم في كوريا الجنوبية منذ سبعين عامًا، لم يكن للسعودية مثل هذا الوجود منذ سنوات، وبالطبع ليس لـ"إسرائيل" أيضًا قاعدة دائمة مع القوات الأمريكية.

ما الذي ينوي السيد كوهين اقتراحه؟ أن الولايات المتحدة التي تسعى جاهدة لتقليص استثماراتها في المنطقة سترسل قوات إضافية لخلق رادع ضد إيران التي سلحت نفسها بالفعل بقنبلة؟ في كوريا، استمر الصراع لمدة 70 عامًا دون اتفاق سلام، هل يتوق كوهين إلى استمرار المواجهة مع إيران 70 عامًا أخرى؟

باختصار، أنا مقتنع بأن وزير الخارجية تأثر كثيراً عندما رأى مقالاً بتوقيعه في إحدى الصحف التي برأيي هي الأهم في العالم.

ولكن إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنك نشر مقالات حتى من دون التعلق بالحواشي الخاملة التي لم يتم اختبارها بشكل صحيح ويمكن أن تتسرب إلى الخطاب الدبلوماسي في المستقبل.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023