تقرير: حبس الروس أنفسهم في فندق بعد أن قصفت "إسرائيل" مصنعا في إيران
القناة 12

تواصل روسيا الاعتماد على طهران في تطوير مجموعة طائراتها "الانتحارية" بدون طيار، كما كشفت الوثائق السرية المنشورة في صحيفة "واشنطن بوست".

وتوضح الوثائق أن موسكو أنشأت سرا مصنعا للطائرات بدون طيار في مقاطعة تترستان، حيث يعتمد المهندسون هناك على الطائرات "الانتحارية" الإيرانية.

أفادت التقارير أيضا أن وفداً روسيا قام بجولة في إيران وقت الهجوم على المنشأة العسكرية في أصفهان في شهر يناير، والذي نُسب إلى إسرائيل.

كشفت صحيفة واشنطن بوست اليوم (الخميس)، عن وثائق تصف تقدم روسيا نحو الإنتاج الضخم للطائرات المسيرة الهجومية، على أساس الطائرات "الانتحارية" التي تلقتها من إيران، وتظهر الوثائق أن موسكو تعمل على نسختها الخاصة من الطائرة بدون طيار شاهد 136، على الرغم من العقوبات التي تجعل من الصعب استيراد المكونات من دول أخرى.

وتظهر الوثائق أن وفدا روسيا قام بجولة في إيران، وقت الهجوم على المنشأة العسكرية في أصفهان والمنسوب إلى الموساد الإسرائيلي، وأن أعضاءه أجبروا على حبس أنفسهم في فندق خوفا من هجوم آخر.

وحصلت صحيفة واشنطن بوست على الوثائق من مصدر، قالت إنه شارك في العمل في المصنع الذي أقيم في منطقة تترستان، لكنه يعارض الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتصف الوثائق مصنع طائرات بدون طيار تم إنشاؤه سرا في روسيا، حيث يتم العمل على إنتاج طائرات "انتحارية" على مدار الساعة.

واعترفت إيران بإرسال طائرات بدون طيار إلى روسيا، لكنها زعمت سابقا أنها أرسلتها قبل غزو أوكرانيا.

فيما نفت روسيا في السابق أن قواتها تستخدم طائرات "انتحارية" إيرانية بدون طيار في أوكرانيا، على الرغم من أن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إلى زيادة إنتاج الطائرات بدون طيار محليا.

في أبريل، قال إن صناعة الطائرات بدون طيار في روسيا، قد تصل قيمتها قريبا إلى أكثر من 20 مليار دولار، ولم يعلق المسؤولون الروس بعد على تقرير واشنطن بوست.

وفي وقت سابق من هذا الصيف، قال البيت الأبيض: إن "روسيا تعمل على ما يبدو على تعميق تعاونها مع إيران"، وقد تلقت بالفعل مئات الطائرات بدون طيار من طهران، وهو ما تدعي الولايات المتحدة، أنه يتعارض مع شروط الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.

وأعلن البيت الأبيض في حزيران (يونيو) الماضي، أن إيران تنتج الطائرات المسيرة، ثم تنقلها إلى روسيا عبر بحر قزوين، وبحسب الأميركيين، فقد تسلم الروس منذ آب (أغسطس) الماضي عدة مئات من الطائرات بدون طيار من طهران.

ذكرت "فاينانشيال تايمز" هذا الأسبوع، أن واشنطن تضغط على إيران لوقف بيع الطائرات المسيرة لموسكو.

ومن ناحية أخرى، يسلط تقرير "واشنطن بوست" الضوء على جهود روسيا لإنشاء مصنعها الخاص لإنتاج الطائرات المسيرة "الانتحارية" في منطقة تترستان، 800 كيلومتر شرق موسكو. يهدف الروس إلى إنتاج 6000 طائرة بدون طيار في المصنع بحلول صيف عام 2025.

وأظهرت الوثائق، التي راجعها باحثون في معهد العلوم والأمن الدولي (ISIS) بواشنطن، أن المصنع حاليا متأخرا شهر واحد عن الجدول الزمني.

تظهر الوثائق أن بعض عمال المصانع في تترستان، سافروا إلى مصانع تصنيع الطائرات بدون طيار في إيران، لاكتساب الخبرة في هذا الموضوع، وضمت الوفود مديري المشاريع والمهندسين، إلى جانب الطلاب والعمال اليدويين.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، هاجم الموساد الإسرائيلي، في 29 يناير/ كانون الثاني، مصنع أسلحة في أصفهان، بينما كانت إحدى المجموعات في زيارة لطهران.

كما يذكر التقرير أنه بعد الهجوم على المصنع في أصفهان، طُلب من المديرين والمهندسين الروس البقاء في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه وعدم مغادرته، لأن المسؤولين الإيرانيين كانوا يخشون أن تقوم "إسرائيل" بمهاجمة المصانع التي كان من المفترض أن تزورها المجموعة.

كما زعم مسؤولوا المخابرات الأمريكية أن "إسرائيل" كانت مسؤولة عن الهجوم.

تشير الوثائق السرية إلى أنه على الرغم من التأخيرات العديدة في هذا الشأن، تمكنت روسيا، من إحراز تقدم كبير في هدفها المتمثل في إنتاج نسخة محلية من الطائرة الإيرانية "شاهد -136"، وهي طائرة هجومية بدون طيار قادرة على التحرك على مدى يزيد عن 1000 ميل.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023