هآرتس...مقال التحرير
يجب إقالة بن غفير فوراً..
الحكومة الكاهانية برئاسة بنيامين نتنياهو غير مهتمة بمحاربة الجريمة في البلدات العربية، ويمكن فهم ذلك من حقيقة أن رئيس الوزراء قام بتعيين شخص غير مناسب في المنصب الأكثر حساسية في الحكومة.
تعيين إيتمار بن غفير في منصب وزير الأمن القومي يكفي لنستنتج أن حياة المواطنين العرب مثيرة للاهتمام بالنسبة لنتنياهو مثل قشر الثوم.
التعيين كان إعلان نوايا، وأداء بن غفير حتى الآن هو تحقيقه: ترك العرب يقتلون أنفسهم.
ورغم ذلك، فإن بن غفير لا يخجل من إلقاء اللوم على الآخرين في تفشي الجريمة وعدد القتلى المروع الذي يرتفع بشكل شبه يومي، ويطلب منحه وسائل غير محدودة لمحاربة الجريمة في المجتمعات العربية.
وقال أمس: "يجب أن ندخل الشاباك في التحقيقات"، وأضاف: "لن يكون هناك مفر من الاعتقالات الإدارية لرؤساء المنظمات الإجرامية".
والإجراءات التي يطلبها بن غفير غير عادية وتستخدم عادة لمحاربة المقاومة الفلسطينية.
حيث يعتبر الاعتقال الإداري أداة صارمة تسمح باحتجاز المشتبه بهم دون قيود، دون محاكمة، ودون توجيه لائحة اتهام.
وتستخدم "إسرائيل" هذه الممارسة الدنيئة بشكل رئيسي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وينبع طلب بن غفير من رغبته في مقارنة وضع المواطنين العرب بوضع إخوانهم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية باعتبارهم محرومين من حقوقهم.
وينطبق الشيء نفسه على رغبة بن غفير في إشراك الشاباك، فمن وجهة نظره كعنصري؛ فإن العرب هم من الطابور الخامس، وبالتالي فإن منظمة مثل الشاباك يجب أن "تعتني بهم"، وليس الشرطة، التي يقع من ضمن مجالها الأمن المدني.
ومن يفكر مثله لا يستحق أن يشغل منصبا وزاريا، فإن وضع الأمن القومي بين يديه هو إهدار للحياة البشرية، وتعيينه لمحاربة الجريمة في البلدات العربية هو جريمة كراهية.
حكومة التغيير أرادت حقاً محاربة الجريمة؛ فقد تعاون وزير الأمن الداخلي عومر بارليف ونائب الوزير يوآف سيغلوفيتش، المسؤول عن مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، مع القيادة المحلية، وقدموا خطة طوارئ ("طريق آمن") وأسفرت عن انخفاض بنسبة 15% في عدد جرائم القتل.
ومن المؤكد أنهم أجروا نقاشاً حول الإجراءات اللازمة وضرورتها والمنفعة مقابل انتهاك الحقوق المدنية.
ولا يجوز منح مجموعة المصابين بجنون الحرائق التي تقود الدولة أي سلطة إضافية تتجاوز ما تمتلكه بالفعل والتي تستخدمها لتقويض أسس النظام الإسرائيلي.
وزار بيني غانتس الطيرة أمس مع رئيس حزب راعام منصور عباس، ودعا نتنياهو إلى إقالة بن غفير. وأضاف: "كل دقيقة تمر هي قنبلة موقوتة".
وطالما أبقى نتنياهو بن غفير في منصبه فإن الرسالة للمواطنين العرب واضحة: ستموتون من جهتنا.