بقلم:
رجائي الكركي
أفادت المقاومة: "أن معركة مواجهة الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة تحتلّ رأس أولويات الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة، وأضافت "أنه في حال أقدم العدو على خيارات عسكرية أو امنية، سيجد نفسه أمام معركة مطلبها الرئيس الانسحاب من الضفة الغربية لوقف القتال، هذا ما أوردته الكثير من وسائل الإعلام، إذا رسالة المقــاومة واضحة تمامًا وهي رفع وتيرة التحدي مع المحتل الذي يهدد ويتوعد، وإن فرضت المعركة فسيكون الحال العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.
ويعتبر الشيخ العاروري رجـل حمــاس الثاني ومهندس مقاومتها في الضفة الغربية، تصريحاته وصوره أفزعت المسؤولين الأمنيين السابقين والحاليين فحاولوا مواساة جمهورهم برد عاجز وهزيل، "بن شبات" مسؤول سابق وكبير في جهاز الشاباك "الإسرائيلي" قائلاً: "نتحدث عن جيل جديد ليس مرتدعًا كما الجيل الذي سبقه، فلم يكن شاهداً على عملية السور الواقي ونتائجها، وفي عصر شبكات التواصل عمليات المقاومة الناجحة أضحت مثالاً يحتذى به ومدخلاً لمحاكاتها"، وأضاف "بن شبات": الفرق بين عملية الخليل وعملية حوارة، أنها نُفذت بعد تخطيط دقيق من خلال خلية منظمة، وهذا يدلل عن توجيه وتمويل وتنفيذ متقن"، هذه التصريحات وغيرها لن تسعف المستوطنين في شيء ولن تقدم لهم أي شيء، فالمنظومة الأمنية والعسكرية منذ أكثر من عام وهي تهدد بالقضاء على جيوب المقاومة في ربوع الضفة الغربية المحتلة لكن دون جدوى، بل على العكس تماما ضراوة وحدة عمليات المقاومة تتقدم بضرباتها المفاجئة والنوعية.
ومن الواضح أن اختلاف الظروف الزمنية التي مرت على الشعب الفلسطيني بدءاً من الانتفاضة الأولى والثانية وصولاً إلى انتفاضة القدس لم ينجح المحتل بكل ما أوتي من قوة إيقاف عجلة المقاومة، رغم أنه أبرم اتفاقية "أوسلو"، فحسب تقدير المحتل تلك الاتفاقية كانت ستخلق جيل يؤمن بالسلام والعيش بهدوء بعيداً عن ضجيج البنادق، لكن تقديره خاب تمامًا، فتفاجئ بالشباب الفلسطيني ليتصدروا واجهة العمل المقاوم، فكلما توغّل المحتل في إراقة الدم الفلسطيني دفع شباب الضفة والغربية وغيرها لينتفضوا بقوّة أكبر وبجرأة غير معهودة، على سبيل المثال: مخيم جنين شكّل نموذج عظيم من الصمود، ليعترف رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي بقوله: " تعاظُم أعمال المقاومة التي تشهدها الضفة الغربية، مردّها بروز جيل جديد، لم يشهد عدوان "السور الواقي" ولم يرتدع..
إذن المقــاومة ستهزم الاحتلال "الإسرائيلي" في الضفة الغربية كما هزمته في قطاع غزة الذي انسحب منها مهزوزًا، حتى وإن كانت القدرة محدودة، وحتى إن كانت معايير تكافؤ ميزان القوى غير موجودة، فحالة التحدي التي يظهرها الشعب الفلسطيني لا مثيل لها اليوم، فالاحتلال استخدم أقصى قدراته البرية والجوية والتقنية المتقدمة، لكنه بقي هشا وضعيفا أمام عمليات فرديّة ونوعيّة حققت الكثير من الصمود والبقاء.