معهد بحوث الأمن القومي
الدكتور محمد وتد
إن اقتراح إنشاء حرس مدني في المجتمع العربي في "إسرائيل"، من داخل المجتمع العربي نفسه، هو اقتراح مفهوم، ناشئ عن الإحباط المدني واليأس القومي لدى الأقلية العربية، لكنه اقتراح خاطئ ولا يجوز تبنيه.
لا داعي للمبالغة في الوضع الإنساني الذي يعيشه المجتمع العربي في "إسرائيل"، وأسباب هذه الحالة كثيرة ومتنوعة ومعقدة، وعلى هذا النحو، يجب على الدولة وقادة المجتمع العربي إجراء عملية بحث مؤثرة للغاية عن الذات، كيف وصلنا إلى هنا؟
لكن الحساب أمر يحتاج إلى وقت، وفي هذا الوقت لا بد من حل عاجل للقضاء على الجريمة المتصاعدة في المجتمع العربي، وهذا الأمر الأخير لا يمكن أن يعالجه المجتمع العربي نفسه، وبالتأكيد ليس من خلال الحرس المدني، هذه مسألة دولة تستحق الاهتمام الفوري والفعال من قبل وكالات إنفاذ القانون.
بأي سلطة سيعمل الحرس المدني؟ ما هي الأدوات التي يملكها في يديه للعمل بفعالية؟ هل سيحمل المشاركون أسلحة (ساخنة أم باردة)؟ بحكم ماذا؟ هل يحتاج المجتمع العربي إلى المزيد من الأسلحة في المجتمع؟ ألا يحول هذا الاقتراح من يلتحق بالحرس إلى دائرة الجريمة، مع أن الهدف من البداية يستحق؟ ألن يؤدي إنشاء الحرس إلى تحويل أولئك الذين ينضمون إلى الحرس إلى ضحايا محتملين للعنف المتصاعد في المجتمع العربي؟ ألا يوجد خوف من سيناريو التهديد الذي تتولى فيه المنظمات الإجرامية مسؤولية الحرس المدني ويعمل تحت رعايتها، تماماً كما تفعل اليوم مع مختلف الشركات الأمنية؟
