قلق وتذكير بالأيام التي سبقت حرب لبنان الأولى: هل سيتم تجديد ولاية قوات اليونيفيل؟

يسرائيل هيوم

سريت أفيتان كوهن



"مثل ما قبل 2006": هناك إجماع في "إسرائيل" على أن مجموعة الظروف على الحدود الشمالية تذكرنا كثيراً بالأيام التي سبقت حرب لبنان الأولى.

فقط خلال العام الماضي تراكمت سلسلة خروقات حزب الله على الحدود، بدءاً من إنشاء قوة الرضوان على الحدود الزرقاء، مروراً بإطلاق الصواريخ ونصب الخيام ومحاولة الهجوم في مجدو، وعلى خلفية هذه الخروقات، من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على تجديد ولاية قوات اليونيفيل العاملة في لبنان.

وقد عملت وزارة الخارجية خلال الأشهر القليلة الماضية على إظهار أهمية عمل اليونيفيل لأعضاء مجلس الأمن، بل وقامت بتسيير دوريات على الحدود.

عندما يكون الهدف في "إسرائيل" ليس فقط رؤية تجديد التفويض، بل أيضاً الحفاظ على شروط حرية اليونيفيل، ومن بين أمور أخرى، تعارض "إسرائيل" طلب الجيش اللبناني إلحاق دوريات اليونيفيل على الحدود بالجيش اللبناني، لأن الأخير يعاني من نقص في القوى البشرية، لذلك من المتوقع أن تحد اليونيفيل من وجودها على الحدود.

بالإضافة إلى ذلك، فقد عملوا في "إسرائيل" في الأشهر الأخيرة ليثبتوا لأعضاء مجلس الأمن أن حزب الله، الذي يعمل تحت ستار منظمة "أخضر بلا حدود" من أجل ترسيخ وجوده على الحدود، قد أنشأ حتى الآن أكثر من 30 نقطة تفتيش على الخط الأزرق.

في "إسرائيل"، تشير التقديرات إلى أن هذا تحضير عسكري ليوم الأمر المصمم لاستبدال نظام الأنفاق الذي كشفته "إسرائيل" على الحدود، بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الاستقرار في لبنان والأزمة الاقتصادية المستمرة إلى جانب الضغوط الإيرانية يزيد من فرص قيام حزب الله بارتكاب انتهاكات إضافية ستجبر "إسرائيل" على الرد.


يقول المسؤولون السياسيون في "إسرائيل": "هذا يذكرنا بشدة بعام 2006"، على هذه الخلفية، ورغم أن "إسرائيل" لا تعهد بأمنها إلى اليونيفيل، إلا أنها تعتبر عاملاً يقلل الاحتكاك على الحدود، لذلك فبينما يهدد حزب الله بأن يبقى تجديد تفويض اليونيفيل مجرد "حبر على ورق"، فإن "إسرائيل" مهتمة في تفويض فعال يؤدي إلى وجود نشط لقوات الأمم المتحدة على الحدود.

إن عمل "إسرائيل" تجاه مجلس الأمن لا يتم من فراغ، ففي لبنان يعملون أيضاً بنشاط لضمان أن ينسق التفويض مصالحهم.

تلعب قوات اليونيفيل دوراً في خفض التصعيد بيننا وبين حزب الله"، كما يقولون في "إسرائيل" استناداً إلى عدم وجود اتصال مباشر مع لبنان نفسه، ومن المتوقع في "إسرائيل" أن يشمل التفويض الجديد لليونيفيل هذه المرة التعامل مع "خضر بلا حدود" وتنظيم حزب الله القشي والحاويات الموضوعة على الخط الأزرق.

إن كافة الجهود السياسية في "إسرائيل" موجهة بنفس الطريقة التي تتجه بها جهود المجتمع الدولي لتحقيق استقرار الوضع في لبنان واستمرار أنشطة اليونيفيل على الحدود كجزء من هذا الاستقرار.

عندما تبدو فرص التصعيد على الحدود أعلى مما كانت عليه - في "إسرائيل"، لا يمكن الاستهانة بأي عامل استقرار أو تثبيط على حدودها الشمالية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023