ماذا طلبت السلطة الفلسطينية من السعودية؟

واللا
براك رابيد
ترجمة حضارات



قدمت السلطة الفلسطينية للسعودية قائمة مقترحات تنازلات تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس يمكن للمملكة أن تطلبها من "إسرائيل" مقابل اتفاق تطبيع، هذا ما قالته ستة مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة على الأمر لموقع واللا.

ومن بين المطالب الفلسطينية: نقل أجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية إلى السيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية، وفتح قنصلية أمريكية في القدس، واستئناف المفاوضات مع "إسرائيل" بشأن إقامة دولة فلسطينية.



لماذا هو مهم؟



إن الاتصالات بين القيادة الفلسطينية والحكومة السعودية هي علامة على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومستشاريه قرروا اتباع نهج عملي وتجنب المواجهة مع المملكة العربية السعودية.

وفي عام 2020، بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم، كان رد فعل الفلسطينيين قويًا ضد الإمارات العربية المتحدة والبحرين، حتى أنهم استدعوا السفراء الفلسطينيين من أبو ظبي والمنامة كدليل على الاحتجاج.

ويبدو أن القيادة الفلسطينية قررت في الجولة الحالية اتباع نهج مختلف، ويدرك الرئيس عباس أنه لن يتمكن من منع اتفاق التطبيع الإسرائيلي السعودي، وبدلا من المواجهة، يحاول استخدام الخطوة لتحقيق مكاسب للفلسطينيين.



خلف الكواليس

بحسب المصادر الأميركية والإسرائيلية فإن نائب عباس الوزير حسين الشيخ هو الشخص في القيادة الفلسطينية الذي يقود الاتصالات مع السعوديين حول هذه القضية ويجري محادثات مع مستشار الأمن القومي السعودي مسعد العيبان.

وقبل ثلاثة أشهر، سلم الشيخ العيبان وثيقة تتضمن قائمة بالإجراءات المحتملة التي من شأنها أن تفيد الفلسطينيين والتي يمكن أن يطلبها السعوديون كجزء من اتفاق مع "إسرائيل".

 وذكرت المصادر أن أحد مبادئ الوثيقة هو أن "إسرائيل" ستتخذ خطوات لا رجعة فيها في الضفة الغربية.

وكان أحد المقترحات الفلسطينية هو أن يطلب السعوديون من "إسرائيل" تغيير وضع أجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية حيث تحتفظ بالسيطرة المدنية والأمنية الكاملة إلى وضع المنطقة (ب) حيث تسيطر السلطة الفلسطينية من وجهة نظر مدنية.

ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد من أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وتسمح بمزيد من التنمية الاقتصادية للفلسطينيين، لكنها ستترك السيطرة الأمنية على تلك المناطق في أيدي "إسرائيل".

وبحسب المصادر، فإن الخطوة الأخرى التي اقترحها الفلسطينيون هي إنشاء قنصلية سعودية في القدس، وقبل بضعة أسابيع أعلن السعوديون تعيين سفير السعودية في الأردن قنصلاً غير مقيم في القدس.

وذكرت المصادر أن الفلسطينيين طرحوا أفكارا لخطوات إضافية مثل إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس التي أغلقتها إدارة ترامب والتحركات لزيادة الاعتراف بفلسطين كدولة في مؤسسات الأمم المتحدة.

وتنص الوثيقة التي قدمتها السلطة الفلسطينية إلى المملكة العربية السعودية أيضًا على أنه بعد أن تتخذ "إسرائيل" الخطوات الأولى، ستبدأ فترة انتقالية مدتها عدة سنوات ستجري خلالها مفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية حول تسوية دائمة وفق جدول زمني محدد مسبقًا.



وتضمنت الوثيقة الفلسطينية أيضًا طلب تجديد المساعدات الاقتصادية السعودية للسلطة الفلسطينية، والتي أوقفها السعوديون قبل بضع سنوات.

من جانبها، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بالأمس أن المملكة العربية السعودية ستكون مستعدة لتجديد التمويل للسلطة الفلسطينية.

وذكرت المصادر أن إدارة بايدن على علم بمضمون المقترحات التي نقلها الفلسطينيون إلى السعوديين.

ولم يرد الشيخ على الاستفسارات حول الموضوع. ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن.



الصورة الكبيرة



تهتم إدارة بايدن بالتوصل إلى صفقة شاملة مع السعودية و"إسرائيل" قبل نهاية الربع الأول من عام 2024 عندما تهيمن الحملة الرئاسية بالكامل على جدول أعمال الرئيس بايدن.

وأوضح البيت الأبيض لمكتب رئيس الوزراء أنه سيتعين على "إسرائيل" تقديم تنازلات كبيرة تجاه الفلسطينيين كجزء من هذه الصفقة مقابل التطبيع مع المملكة العربية السعودية، كما لا يرغب نتنياهو في تقديم مثل هذه التنازلات التي تقابل بمعارضة كبيرة من أحزاب اليمين المتطرف في الائتلاف وكذلك من الكثيرين داخل حزب الليكود والتي قد تؤدي إلى سقوط الحكومة.



صورة الوضع



باربرا ليف، المسؤولة عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، التقت في الأردن هذا الأسبوع مع الشيخ ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، وبحثت معهما الجهود الأميركية للتوصل إلى صفقة شاملة بين السعودية و"إسرائيل".

ومن المتوقع أن يزو الشيخ السعودية الأسبوع المقبل لمواصلة المحادثات حول هذه القضية.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023