احتجاجات تل أبيب.. هل تغير المسار؟

رجائي الكركي

مختص بالشأن الإسرائيلي

 

بقلم:
 رجائي الكركي  


 ما جرى من احتجاجات في شوارع تل أبيب من طرف أشخاص ذات اريترية،  ليس مفاجئاً على "إسرائيل" ولن يكون نهاية الأمر، وإنما نتيجة لأزمات داخلية متراكمة، الجديد هنا ان  أزمات الاحتلال كانت معيدة عن الإعلام، لكنها اليوم أصبحت مكشوفة للعلن، منذ تولي المتطرف "بن غفير" وزارة الامن القومي ومصائب الكيان في تزايد ملحوظ، بدأها بصدام مع رأس الهرم في المؤسسة الشرطيّة "كوبي شبتاي" المفوض العام للشرطة، فأحدث فيها انقسامات حول مسألة الصلاحيات، انتقالاً لأزمة أخرى مع مصلحة السجون في محاولة منه فرض عقوبات على الأسرى الفلسطينيين، وليس بعيداً جرائم القتل بحق فلسطيني الـ 48 التي تحدث بوتيرة ملحوظة ومنظمة، بل وبتغطية أجهزة "الإسرائيلية".


 متظاهرو أريتريا هما فرقين من ذات العرق تقاتلا مع بعضهما، لكن الملفت في الامر انهما كسروا أعراف الكيان الإسرائيلي بعمليات تخريب ونهب وحرق بحيث تجاوزوا حدود الانضباط المعروفة لدى "إسرائيل"، فكانت وسط وجنوب تل أبيب ساحة حرب حقيقية، كما وصفها الاعلام العبري.

أحد المعلّقين اليهود قائلاً: احداث لم نشهدها من قبل، في حين انه ولأول مرة منذ 2020 (وباء كورونا) يفرض حظر التجول في تل أبيب.

 ويتساءل البعض هل ما جرى في تل ابيب سيغير من سياسة "الاحتلال" نحو ضربه للمقاومة !!

بالتأكيد لا؛ لأن منظومة أمن المحتل لها أفرعها المتخصصة في مهامها الموكلة بها، أعتقد أن حرص المقاومة وفطنتها الواسعة حتى اللحظة تحبط خطط المحتل الأمنية والاستخبارية.  

ختاماً ما يشهده الكيان "الإسرائيلي" من عنصرية متنامية وانشقاقات اجتماعية وسياسية وعسكرية داخل مؤسسة الجيش وغيرهما ما كان و إلاّ نتيجة لحالة التطرف التي تقودها الحكومة.


يا ترى هل تقضي "إسرائيل" على نفسها بنفسها؟!


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023