هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
داهمت قوة من الجيش الإسرائيلي، تضم جنودا من وحدة الكلاب البوليسية وضباط شرطة في كريات أربع، منزل عائلة عجلوني في الخليل، في أعقاب معلومات استخباراتية عن وجود "سلاح".
وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإنه خلال تفتيش المنزل الذي أجري ليلة 10 يوليو/تموز، تم العثور على بندقية إم 16 وذخيرة، وتم اعتقال الابن الأكبر، وهو متزوج وأب لثلاث بنات، ومنذ ذلك الحين تم تمديد اعتقاله عدة مرات.
وتجمع أفراد الأسرة الـ 26، بينهم 15 طفلاً، في شقة الأخ عبد الله وزوجته أمل، وكالعادة في مثل هذه المداهمات، تم فصل النساء والأطفال عن الرجال، واحتجزوا في غرفتين يحرسهما جنود مسلحون.
أجرى الجنود تفتيشًا جسديًا للرجال، وكانوا يرتدون ملابسهم، وتم نقل النساء الخمس: الأم البالغة من العمر 53 عامًا وابنتها البالغة من العمر 17 عامًا وزوجات أبنائها الثلاث في العشرينات من عمرهن إلى غرفة الأطفال على حدة.
وبحسب إفادتيهما لمحققة "بيتسلم" منال الجعبري و"هآرتس" (أميرة هيس، 4.9)، طالبتهما جنديتان مسلحتان وملثمتان بخلع جميع ملابسهما.
أمل، أول من طُلب منها خلع ملابسها، اضطرت إلى القيام بذلك بينما كان أطفالها المذعورون موجودين في الغرفة، وشهدت النساء أنه كان هناك أيضًا كلب في الغرفة، وعندما رفضن خلع ملابسهن الداخلية، قمن المجندات بتقريب الكلب منهن وهددن بإطلاق سراحه.
وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لم يكن الكلب موجودًا في الغرفة، لكنه لم يوضح سبب ضرورة تجريد النساء من ملابسهن: إذا كن يحاولن إخفاء ذخيرة أو أسلحة، فيمكن اكتشافها بسهولة حتى دون لمسهن، حتى لو بقوا في ملابسهم الداخلية.
تعتبر المداهمات العسكرية لمنازل الفلسطينيين أمرا روتينيا، وتنفذ كل ليلة، سواء بقصد اعتقال مسلحين أو نشطاء في النضال الشعبي ضد الاستيطان، أو بقصد جمع المعلومات أو الردع.
وكما هو الحال في المداهمات الأخرى، استيقظ أفراد عائلة العجلوني أيضاً من نومهم على أصوات الضرب والصراخ، ليكتشفوا أن عشرات الجنود المسلحين، معظمهم ملثمون، قد دخلوا منزلهم.
وكما هو الحال دائمًا، زادت الكلاب (اثنان على الأقل) من الشعور بالرهبة، خاصة بالنسبة للأطفال. وفي هذه الحالة أيضاً سارعت النساء إلى لبس ثياب النوم الخفيفة عباءة الصلاة الخفيفة للارتداء السريع.
من النادر أن يطلب الجنود من النساء خلع ملابسهن بالكامل، كما تقول باحثة في بتسيليم، لكنها تقدر أن وتيرة مثل هذه الحالات تزايدت في الأشهر الأخيرة.
وفي عملية تفتيش جماعية لمنازل الخليل -بعد عملية إطلاق نار قبل أسبوعين- جاء جنود أيضًا إلى منزلها، وطُلب منها خلع ملابسها، على الرغم من عدم الاشتباه في حيازتها للأسلحة.
وبعبارة أخرى، لا ينبغي فهم مطالبة النساء بخلع ملابسهن أمام المجندات بحجة على أنها "احتياجات عملياتية"، بل كتكتيك إذلال في حد ذاته، لغرض العقاب التلقائي والقمع والترهيب.
وإذا كانت هناك أعمال ترفرف عليها راية عدم الشرعية السوداء، فهي بلا شك هذا العمل.