الأردن ضد الجدار الأمني ​​الإسرائيلي في غور الأردن

موقع نيوز 1 - يوني بن مناحيم



يتابع الأردن بقلق بالغ جميع تصرفات حكومة اليمين في "إسرائيل"، ويخشى أن تكون الحكومة تخطط لإجراءات مختلفة للسيطرة على الضفة الغربية من أجل نسف خيار حل الدولتين.

ويخشى الملك عبد الله أن تكون "إسرائيل" تتصرف سراً وفق خطة "الأردن-فلسطين" من أجل ضم الضفة الغربية ودفع الفلسطينيين تدريجياً للهجرة شرقاً إلى أراضي المملكة الهاشمية.

ولذلك فإن تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 3 أيلول/سبتمبر بأن "إسرائيل" ستبني جداراً أمنياً على حدودها الشرقية مع الأردن وتضمن عدم تسلله إلى الـ"أراضي الإسرائيلية" أضاء ضوءاً أحمر في البيت الملكي الأردني.

وكان رئيس الوزراء يعتزم بناء جدار أمني مماثل للسياج الذي أقامته "إسرائيل" على الحدود مع مصر، والذي يمنع تسلل مليون شخص من الدول الإفريقية إلى "إسرائيل"، والذين يتهمهم نتنياهو بالسعي إلى "تدمير إسرائيل".

ولـ"إسرائيل" أسباب أخرى لإقامة الجدار، وهي الخوف من توتر الحدود مع الأردن في المستقبل وتسلل الجماعات المعادية إلى الـ"أراضي الإسرائيلية"، فضلاً عن تهريب الأسلحة على نطاق واسع للجماعات المسلحة في الضفة الغربية، وهي ظاهرة انتشرت بشكل كبير وتزايدت في العامين الأخيرين، وإيران هي المسؤولة عن تهريب الأسلحة عبر شمال الأردن.

ولم ترد الحكومة الأردنية رسميًا حتى الآن على إعلان رئيس الوزراء نتنياهو، لكن المسؤولين السياسيين في الأردن يقولون إن بناء هذا الجدار يعد انتهاكًا لاتفاقية السلام بين "إسرائيل" والأردن لعام 1994 وانتهاكًا للقانون الدولي.

وبحسبهم فإن نتنياهو يلعب بمسألة الحدود والاتفاق الدائم بشأن المشكلة الفلسطينية، وأنها مسألة تجاوز للخط الأحمر الذي وضعه الأردن.

القلق الأردني من أن يكون بناء الجدار الأمني ​​الجديد خطوة أولى نحو ضم غور الأردن إلى "إسرائيل"، وهو الأمر الذي يضر بشكل خطير بخيار حل الدولتين، ويعتزم الأردن الاتصال بإدارة بايدن بشأن هذه القضية حتى يتمكن من الضغط على "إسرائيل" حتى لا تبني االجدار.

إن وعد رئيس الوزراء نتنياهو ببناء الجدار أمني على الحدود الشرقية مع الأردن ليس جديداً، فقد قيل بالفعل قبل عقد من الزمن، وأصبحت القضية ذات أهمية مرة أخرى في أعقاب أعمال الشغب الجماعية والعنيفة للمهاجرين الإريتريين في مدينة تل أبيب في نهاية الأسبوع الماضي.

إن بناء الجدار الأمني ​​الجديد على الحدود مع الأردن -وهي حدود طويلة جدًا- سيكلف دولة "إسرائيل" الكثير من المال، لكنه سيساعد بشكل كبير على أمن "إسرائيل"، ويجب على الحكومة التصرف وفقًا لاحتياجاتها الأمنية وحمايتها المواطنين.

الأردن يواصل البحث عن أي سبب لمهاجمة "إسرائيل"، وعليه أن يتحرك بشكل فعال في أراضيه لمنع التسلل وتهريب الأسلحة بكميات كبيرة إلى الـ"أراضي الإسرائيلية" قبل أن تصل إليها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023