مكور ريشون
آساف جبور
ترجمة حضارات
على الرغم من تمسك السعودية بمبادرة السلام العربية التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية، إلا أن الفلسطينيين يفهمون أنه في المناقشات التي تجري تحت السطح بين الرياض وتل أبيب، يتم دفع القضية الفلسطينية إلى الهامش وليست ذات أهمية خاصة.
وإدراكًا منهم أن إعلان التطبيع الإسرائيلي السعودي هو مسألة وقت فقط، يحاول الفلسطينيون فهم ما يمكن أن يكسبوه منه.
وقد وصل وفد من السلطة الفلسطينية صباح يوم (الأربعاء) إلى الرياض لتلقي تحديثات من السعوديين حول التقدم المحرز في تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
ويشارك في الوفد مقربون من أبو مازن: رئيس المخابرات ماجد فرج وأمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ والمستشار السياسي لعباس مجدي الخالدي، وسيجتمعون، من بين آخرين، مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
وستطالب السلطة الفلسطينية بخطوات مهمة على الأرض كتعويض عن تطبيع العلاقات، بما في ذلك تجميد البناء في المستوطنات.
وأجرى رئيس السلطة أبو مازن خلال الفترة الماضية اتصالات مع مسؤولين سعوديين، ونقل إليهم رسالة مفادها أن الفلسطينيين يعتزمون الانضمام إلى أي موقف تتخذه الرياض تجاه "إسرائيل".
وكشفت مصادر فلسطينية أن أبو مازن أوضح للسعوديين أنه لن يعارض التطبيع بين السعوديين و"إسرائيل" طالما أنه يقدم للفلسطينيين الحلول.
ونشرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن أبو مازن عقد اجتماعًا مع عدد من المسؤولين البارزين في السلطة الفلسطينية، تشاور معهم حول قدرة رام الله على مواجهة القرار السعودي بالتطبيع مع "إسرائيل".
ويتحدث، من بين أمور أخرى، عن تجربة الفلسطينيين السابقة في معارضة اتفاقيات إبراهيم والتطبيع بين "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وكما أذكر، فقد أعربوا في رام الله عن معارضتهم الشديدة لاتفاقيات إبراهيم، بل إن الرئيس التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت، صائب عريقات، أدلى بتصريحات قاسية ضد دول الخليج واتهمها بالخيانة.
كما هاجم رئيس الجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي لم يتخذ عقوبات على الدول الموقعة على الاتفاق، ودعاه إلى الاستقالة.
ولم تلق هذه التصريحات استحسان الدول العربية التي اتهمت الفلسطينيين بالمحسوبية، بعد سنوات من الدعم السياسي للقضية الفلسطينية والدعم المالي للسلطة الفلسطينية.
عريقات اعتذر بأثر رجعي عندما أدركوا في رام الله، من جيوبهم، أن الأمر لا يستحق الدخول في مواجهة مع الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم.
هذه المرة، الشخص الذي أقنع أبو مازن بقبول تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل" كأمر واقع هو الأمين العام الحالي لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الذي قال له في أذنيه أن اتفاقاً بين "إسرائيل" والسعودية سيحدث سواء وافقت السلطة الفلسطينية على ذلك أم لا، ولذلك فإن السؤال هو كيفية الاستفادة من الأمر لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح من هذه الخطوة.
وفي وقت سابق، أبلغ أبو مازن السعوديين أنه سيرسل وفدا إلى الرياض لعرض وجهة النظر الفلسطينية، بما في ذلك الطلب الفلسطيني من المملكة العربية السعودية للمساعدة في تعزيز السلطة الفلسطينية ومنع انهيارها الاقتصادي.
وينبع الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، جزئياً على الأقل، من خصم أموال الضرائب التي تقوم بها "إسرائيل"؛ بسبب دعم السلطة الفلسطينية للأسرى.