نتنياهو يشجع معاداة السامية

هآرتس - مقال التحرير


في العام العبري الماضي الذي انتهى للتو، دهورت حكومة نتنياهو "إسرائيل" إلى مستوى متدني جديد فيما يتعلق بمعاداة السامية، وفي اللحظة التي أطلت الكراهية القديمة برأسها في جميع أنحاء العالم، فإن الحكومة الإسرائيلية هي التي أضفت الشرعية على ناشريها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك قرار وزير الخارجية، إيلي كوهين، منح الشرعية العامة للحزب اليمين الروماني المتطرف "التحالف من أجل اتحاد الرومانيين" AUR، على الرغم من التاريخ الطويل لإنكار المحرقة ومعاداة السامية من جانب قادته.

ومن المتوقع أن تستمر هذه السياسة مع بداية العام الجديد، وهذه المرة بمشاركة مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأول لقاء سيعقده في العام الجديد سيكون مع الملياردير إيلون ماسك الذي اشترى شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" العام الماضي وغيرت اسمها إلى X.


تزعم المنظمات اليهودية الرائدة في الولايات المتحدة أنه منذ استحواذ ماسك على الشبكة، حدثت زيادة كبيرة في المحتوى المعادي للسامية المنشور عليها، وفي نطاق التعرض لها، وقد دفع هذا الاتجاه رابطة مكافحة التشهير، وهي الرابطة اليهودية الرائدة منظمة في الحرب ضد معاداة السامية، لانتقاد ماسك بشدة، ورداً على ذلك، اتهم الرابطة بتعمد الإضرار بأعماله، وأعرب عن دعمه لمنشورات اليمينيين المتطرفين التي تدعو إلى فرض حظر على أنشطة المنظمة، ويتابع ماسك على شبكة التواصل الاجتماعي حوالي 160 مليون شخص.


ومن المنتظر أن يدخل نتنياهو في هذا الجدل الساخن اليوم، الذي طار خصيصاً إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة قبل وصوله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك للقاء ماسك، ليس هناك شك في أن ماسك سيستغل اللقاء مع رئيس وزراء إسرائيل للرد على الاتهامات الموجهة إليه بدعم معاداة السامية، ومن جانبه، سيستخدم نتنياهو الاجتماع للتخفيف من الانتقادات الموجهة للضرر الذي ألحقته حكومته بصناعة التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية في العام الماضي، وستخرج الشخصيتان من اللقاء رابحتين، لكن مكافحة معاداة السامية ستتضرر، وسياسة غض الطرف عن نشر المحتوى المعادي للسامية على شبكات التواصل الاجتماعي ستحظى بختم شرعي إسرائيلي.

وأرسل المجلس اليهودي العام لمنطقة سان فرانسيسكو، وهو منظمة توحد الجاليات اليهودية هناك، رسالة إلى نتنياهو قبل رأس السنة اليهودية يطلب منه مقابلة ممثلي المجتمع والاستماع إلى مخاوفهم بشأن ماسك.

ومن المشكوك فيه -إلى حد كبير- ما إذا كان نتنياهو سيوافق على الطلب، فهو يقود منذ سنوات خط ازدراء ليهود الولايات المتحدة، ويفضل الطائفة المسيحية الإنجيلية، التابعة للحزب الجمهوري، على اليهود الذين يميلون إلى دعم الحزب الديمقراطي.

وكما هو الحال في أوروبا، كذلك في الولايات المتحدة، لا يجد نتنياهو مشكلة في توحيد الجهود مع أولئك الذين يشكلون تهديداً لسلامة اليهود، ما دام ذلك يخدم مصلحته السياسية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023