من 1973 إلى 2023 .. حرب يوم الغفران والصدمة الإسرائيلية

من 1973 إلى 2023 .. حرب يوم الغفران والصدمة الإسرائيلية

الذكرى الخمسين للحرب التي كانت ولا تزال الصدمة الوطنية الأكثر إيلاما لـلكيان الهيوني

هآرتس 

مقال التحرير

ترجمـــة حضـــارات


تستمر المذكرات والدراسات التاريخية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي ظهرت تكريما للذكرى في حفر الجرح وتتساءل كيف تفاجأنا، لماذا فشل الجيش الإسرائيلي في المعارك الصادمة في سيناء، من أنقذ الجولان، أين كان الجيش الإسرائيلي؟ 

سلاح الجو؟ ومن يتحمل المسؤولية الأكبر عن الفشل؟ رئيسة الوزراء غولدا مائير التي رفضت اقتراح السلام المصري قبل الحرب، أم رؤساء المخابرات والجيش الذين فشلوا في إعطاء تحذير في الوقت المناسب وتحقيق نصر سريع؟

ربما لن يتم حسم الجدل التاريخي، ولكن ليس هناك شك في أنه عشية يوم الغفران 1973، كانت القيادة الإسرائيلية مقتنعة بأنها تستطيع الاحتفاظ بالضفة الغربية إلى الأبد بفضل قوة الجيش الإسرائيلي، الذي سيصد أي هجوم عربي، وبفضل الدعم الأمريكي الذي من شأنه أن يوفر الدعم الدبلوماسي للاحتلال.

إن الصدمة التي تلقتها "إسرائيل" من جرأة الهجوم من قبل مصر وسوريا والثمن الباهظ الذي دفعته من قتلى وجرحى وأسرى، والعزلة الدولية والأزمة الاقتصادية، كانت أقوى بكثير من الإنجازات التي تحققت في ساحة المعركة كطرد السوريين من الجولان ونجاح قناة السويس.

وعلى الرغم من الذكريات المؤلمة التي لا تزال تطفو على السطح، فإن القيادة الإسرائيلية في عام 2023 مذنبة بنفس الشعور بالرضا عن النفس الذي حدث مع أسلافها في عام 1973.

يتجاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدرس الذي تعلمه من الحرب، التي خدم فيها كضابط احتياط، وهو أن الاحتلال لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، وأن الواجب الأسمى لقيادة إسرائيل هو منع الحرب والسعي من أجل السلام.

وتتابع حكومته بحماس لا حدود له ضم الضفة الغربية وشرقي القدس وإصلاح وضع ملايين الفلسطينيين باعتبارهم رعايا لنظام الفصل العنصري اليهودي، أو كسجناء في قطاع غزة المحاصر؛ بل إن شركائه السياسيين يدعون إلى الترحيل الجماعي للفلسطينيين، ويهددونهم بـ "نكبة ثانية".

ومثل غولدا، التي اعتقدت أن المصريين سيعتادون على السيطرة الإسرائيلية في سيناء، يعتقد بيبي أيضًا - كما أظهر خطابه أمس في الأمم المتحدة - أن قوة الجيش الإسرائيلي والقبول الأمريكي للاحتلال، الذي يتمتع اليوم أيضًا بتفهم السعوديين سيكون كافيا لقمع التطلعات الوطنية للفلسطينيين إلى الأبد.

ومثل مئير، فإن نتنياهو مخطئ أيضا ويقود "إسرائيل" إلى الكارثة الوطنية التالية وعيناه مفتوحتان على مصراعيها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023