بقلم/ رجائي الكركي
27-9-2023
صحيفة "إسرائيل اليوم" كتبت: "إسرائيل" باتت تعاني من فقدان للإدارة في كل المجالات، مشاكل الهجرة وجرائم القتل في الوسط العربي وأسلوب الخاوات داخل "إسرائيل"، وقضية سكان بدو النقب، ومسألة السيادة والسيطرة في النقب والجليل، والأمن الغذائي، إضافةً إلى احتجاجات الإرتريين في تل أبيب، وتضيف الصحيفة لا حلول في الأفق، ومن يهمل معالجة الثقوب السوداء ستلاحقه ولو بعد حين.
من جهتها صحيفة هآرتس كتبت: عن وقوع مواجهات بين "الإسرائيليين" أنفسهم، على خلفية منع إقامة صلوات تلمودية تفصل بين (الرجال والنساء) في عدد من مدن الاحتلال، نتنياهو مُعلقاً على الأحداث: "على ما يبدو ىن كراهية متطرّفي اليسار لا حدود لها"، تصريح كهذا مثير للانتباه نتنياهو باعتبار أن هناك يسار متطرف يتحدّى يمين متطرف.
أزمات "إسرائيل" ليست حديثة عهد وإنما بدأت منذ احتلالها لأرض فلسطين، فمصادر التاريخ أشارت أنه كان من المفترض أن تعلن "إسرائيل" عن دستورها في نفس العام الذي أعلنت فيه عن دولتها عام 1948، لكن خلافات بين مكوناتها السياسية حالت دون الإعلان عن الدستور، فامتدت القضية إلى عام 1954 ليعلن عن "قوانين الأساس"، والتي تضمنت قرابة 14 قانون، تلك الخطوة لم تساعد على لملمة الخلافات، ومنذ حينها لم تتفق المكونات "الإسرائيلية" على رؤيا تجمعهم تحت مظلّة "ديمقراطيتهم النموذجيّة" حسب وصفهم، فصراع العلمانيين مع المتدينين والشرقيين مع الغربيين، وعنصرية العرق اليهودي التي استحقرت الإثيوبي، كل ذلك قائم وازدياد.
أزمة التعديلات القضائية وتداعياتها المستمرة هي نتاج لِما سبق ذكره آنفاً، بل كشفت عن مدى الانشقاق والتمزّق الذي تمر به "إسرائيل"، فحكومة نتنياهو الفاشية أشعلت النار ببرنامجها المتطرف، والآن تعجز عن السيطرة على لهيبها، ببساطة لأن اليمين "الإسرائيلي" لا يرى إلا نفسه في ساحة السياسية.
خلاصة القول: حتى لو تعافت "إسرائيل" مما وقع فيها، فلن تعود كما كانت، لأنه صراع ممتد ومتدحرج منذ سنوات، وقد يقضي على ما تبقى من هويّة "إسرائيل".