نير دفوري
26-9-2020
ترجمة حضارات
صفقة F-35 ستدخل حيز التنفيذ في نوفمبر- وربما دول عربية أخرى ستكون قريباً في قائمة الصفقات- في إسرائيل يحاولون أن تستلم الإمارات طائرات "أقل جودة"
تشير التقديرات في اسرائيل أنه في غضون شهر كحد أقصى، سيتم توقيع اتفاقية لبيع طائرات الشبح بين الولايات المتحدة والإمارات. مع الادراك بأن مثل هذا الاتفاق لا يمكن منعه، إسرائيل تحاول "خفض" جودة الطائرات التي ستباع لأبو ظبي. وأيضاً - ما هي "قائمة الطلبات" التي ستعطيها الولايات المتحدة لإسرائيل في المقابل.
تشير التقديرات في اسرائيل إلى أنه في غضون أسابيع قليلة، حتى نوفمبر، سيتم توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة والإمارات لبيع طائرات F-35. هناك إدراك في إسرائيل أن ترامب قد يوقع اتفاقيات إضافية مع دول عربية أخرى، وبالتالي يحاولون، إن لم يمنعوه من ذلك، تقليل أو خفض جودة الأسلحة التي سيتم بيعها. في الوقت نفسه، تعد إسرائيل قائمة التعويضات التي ستحصل عليها من الأمريكيين بعد توقيع الاتفاق.
وزير الدفاع غانتس عاد مؤخراً من زيارة لواشنطن، حيث حاول العمل للحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي، هناك محاولة من قبل إسرائيل للتأثير على الاتفاق بين الأمريكيين والإماراتيين، وفهم ما الذي سيباع لهم بالضبط، وما هي الأنظمة والمكونات التي ستكون في الطائرات المتقدمة - ومتى ستهبط في سلاح الجو المحلي. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن نفس الطائرات لن تصل إلى الإمارات العربية المتحدة إلا في غضون 5 سنوات على الأقل.
بعبارة أخرى، تعمل إسرائيل لبيع أبو ظبي طائرة "أقل جودة" بصورة نسبية من طائرة لوكهيد مارتن F35 المباعة لإسرائيل. تواجه إسرائيل حقبة جديدة يُتوقع فيها تطبيع العلاقات مع عدد من دول المنطقة، بعد الإمارات والبحرين، ستنضم كما يبدو السودان وعمان وتشاد وربما حتى السعودية. هناك جهد هائل من قبل ترامب لإكمال القائمة حتى قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر. لذلك، تبذل إسرائيل حاليًا جهودًا هائلة لمنع بيع طائرات F-35 وأنظمة الأسلحة المتطورة لتلك الدول، وإذا لم تنجح في ذلك، فعليها على الأقل العمل لضمان أن تكون الطائرات المباعة "ذات مواصفات أقل" من تلك التي تمتلكها إسرائيل. تدرك إسرائيل جيدًا أن ضغوط ترامب لتحقيق إنجازات سياسية قد تدفعه إلى تأمين صفقات أسلحة متطورة لتلك الدول.
من جانبهم، يرون في ذلك فرصة هائلة، واعتراف دولي وإمكانية لتسليح أنفسهم بأفضل الأسلحة في العالم. وهذه التحركات تخلق سباق تسلح إقليمي سيكون له عواقب على إسرائيل، على المدى البعيد. بعد فشل الدول العربية في تدمير إسرائيل في الحروب على مدى سنوات طوال، توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه لا وجود لمثل هذا الاحتمال وأنه من الأفضل التعاون معها في مجالات متنوعة، لا سيما الأمنية - العسكرية - والسياسية.
قد يؤدي اختلال ميزان القوة الإسرائيلية على المدى الطويل الى عدم استقرارها، وبالتالي خلقت علاقة مثيرة للاهتمام ومهمة مع الولايات المتحدة، التي التزمت وما زالت تلتزم بالحفاظ على الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل. هذا الالتزام منصوص عليه في القانون الأمريكي - الذي يُلزم الولايات المتحدة بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. المعنى العملي لذلك هو أن الولايات المتحدة تمتنع وكسياسة ملتزمة بها قانونيا عن بيع أنظمة أسلحة متطورة لدول عربية حتى لتلك التي تعيش في سلام مع إسرائيل، والخوف في إسرائيل هو أن هذه المعادلة ربما تتغير الآن. يقول مسؤولون أمنيون مطلعون على المفاوضات الجارية: "إذا لم ننجح في التأثير على عملية البيع نفسها، فسنحاول التأثير على الجودة". فمقابل الاتفاقية التي سيتم توقيعها بين الولايات المتحدة والإمارات، قاموا في اسرائيل بوضع "قائمة طلبات"- حزمة تعويضات تطلبها وزارة الدفاع من الأمريكيين- تضمن التفوق لإسرائيل، بتكلفة قرابة 10 مليارات دولار. ترغب إسرائيل في دفع عملية شراء سرب آخر من طائرات الشبح F-35 وسرب هجوم وتفوق جوي من طراز F-15 X. هذه طائرة في بداية الإنتاج ولديها قدرة حمل كميات من القنابل والصواريخ أكثر بكثير من طرازها السابق ولديها مدى طيران كبير. ووفقًا لذلك، فإن سعرها أيضًا أغلى ب- 20 مليون دولار من F35. حوالي 100 مليون دولار للطائرة. تضغط إسرائيل للحصول عليها في غضون عامين. وينطبق الشيء نفسه على شراء طائرة التزود بالوقود الجديدة من قبل بوينج KC46 والتي يهتم بها سلاح الجو الإسرائيلي أيضًا في غضون عامين. أيضاً على الطاولة شراء 8 طائرات من النوع المتقدم للتزود بالوقود، سيأتي التسليم السريع على حساب القوات الجوية الأمريكية التي تنتظر أولاً على الدور، وربما أكثر الآن. بالإضافة إلى ذلك، تهتم إسرائيل بـ 12 طائرة هليكوبتر من طراز V-22 - مروحية ذات عزم دوران متغير ويمكنها الطيران بسرعة ولمسافات بعيدة. تهتم إسرائيل بها بشكل أساسي كبديل لطائرات اليسعور التي تعمل خلف خطوط العدو كجزء من العمليات الخاصة التي تزايدت في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، تواجه القوات الجوية قرارًا حاسماً بشأن من ستكون طائرة النقل التالية في سلاح الجو، هل ستكون "شينوك" التابعة لبوينج أو اليسعور الجديد "كاي"، من شركة لوكهيد مارتن.
هناك فرق كبير في الأسعار – فسعر يسعور واحدة يساوي طائرتي هليكوبتر من طراز شينوك، ويجب أن يقرر سلاح الجو بالفعل من أجل وضع النموذج المختار في قائمة المشتريات. بالمناسبة، في التجارب التي أجريت على اليسعور الجديد في الولايات المتحدة، تم تسجيل رقم قياسي في نطاق الطيران للمروحية - 2300 كم بدون التزود بالوقود. هذا له أهمية بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون للوصول إلى إيران.
وكجزء من القائمة، تطلب إسرائيل كذلك آلاف القنابل الذكية، والأسلحة الموجهة الدقيقة التي تشمل أيضًا "مخترق التحصينات"(الانفاق والملاجئ). في السنوات الثلاث الماضية، هاجمت إسرائيل سوريا مئات المرات و "ألقت" آلاف القنابل. هذا المخزون يحتاج إلى استكمال. وتريد إسرائيل أيضا اتصالات بأنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية "دون أن تحدد علنا ماهيتها.
يتمثل الجهد الأخير في توسيع وزيادة المساعدة الأمنية. وقعت إسرائيل على اتفاقيات مساعدات مدتها عشر سنوات في عهد أوباما وتسعى الآن إلى التخطيط للسنوات العشر المقبلة بعد عام 2026. الاتفاقيات التي بموجبها ستتلقى إسرائيل 38 مليار دولار من المساعدات خلال تلك الفترة. والسؤال الآن ماذا ستشمل المساعدات، وكم ستكون بالدولار، وكم بالشيكل؟ وماذا ستشمل من أجل الحفاظ على ميزة الجودة الإسرائيلية؟ كل هذا مهم جدا للصناعات الأمنية الإسرائيلية.