وفق المصادر-993
إعداد ناصر ناصر
28-9-2020
http://t.me/naser10alnaser
20 عاما على انتفاضة الأقصى
1-عميد الاستخبارات يوسي بن آرييه السابق يؤكد في هآرتس:
اتهام الرئيس الراحل عرفات بالمسؤولية عن انتفاضة الأقصى لم يتوافق مع رأي معظم قادة المؤسسة الأمنية ، فهل كان سياسيا وخدمة لموقف الحكومة ؟
وقال يوسي بن آرييه بأن الرواية الرسمية لمسؤولية عرفات بالنتفاضة لم تتوافق مع موقف رئيس الشاباك حينها آفي ديختر ونائبه يوفال ديسكن ورئيس هيئة شعبة الاستخبارات في الجيش عاموس مالكا ، ومع استنتاجات تقرير خاص أعده بن آريه .
وأضاف بأن الرواية السائدة حول مسؤولية عرفات باندلاع الانتفاضة فرضها الجنرال القوي ذو النفوذ الواسع عاموس جلعاد والذي كان حينها رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات وذلك بخلاف موقف العقيد أفرايم ليفي رئيس القسم الفلسطيني في وحدة الأبحاث .
موقف جلعاد تم تبنيه من قبل يهود باراك وتحول لأساس مقولة ( لا يوجد شريك في الجانب الفلسطيني ) .
بن آرييه يتسائل مستنكراً كيف تمت صياغة الرسالة الاستخباراتية حول مسؤولية عرفات عن الانتفاضة وفي أعقابها الرؤية الاستراتيجية والعملياتية لاسرائيل بعكس موقف معظم شخصيات المؤسسة الأمنية .
وقال عميد الاستخبارات بن آرييه: لم أجد أثناء اعداد تقريري الخاص أي مادة استخباراتية تشير لتخطيط مسبق من قبل ياسر عرفات لاستخدام العنف في الانتفاضة الثانية ، بل على العكس فقد حاول الرئيس عرفات في اليومين الأولين تهدئة الأوضاع وكان يخشى من فقدان السيطة ولكنه وبعد أن أدرك ان وقف الانتفاضة قد يتسبب بحرب أهلية وبزعزعة مكانته قرر الركوب على ظهر النمر " وانضم " للفوضى " .
2- نتائج الانتفاضة وفق المحلل العسكري لهآرتس :
الانتفاضة الثانية تركت آثارا نفسية وسياسية عميقة في أوساط المجتمع الاسرائيلي والذي حاول إبعادها عن الذاكرة فلم يكتب عنها أو يصنع أفلام حولها بصورة مناسبة .
الانتفاضة تركت خلفها خوف كبير على الأمن الشخصي لدى كل اسرائيلي ، وهنا يكمن سر نجاح نتنياهو واليمين الاسرائيلي ، فبدت عملية أوسلو كسقطة اسرائيلية وسادت الرواية القائلة بأن كل انسحاب اسرائيلي من مناطق فلسطينية يؤدي لاستخدامها لمنطلق للهجمات ضد اسرائيل .
عاموس هارئيل في هآرتس والذي يمثل هنا فئات واسعة من جمهور المركز يسار يحمّل الانتفاضة المسؤولية عن توجهات عميقة وبعيدة المدى في المجتمع الاسرائيلي كالتحرك نحو اليمين وانتشار منظمات يهودية متطرفة وعنيفة مثل لافميليا حيث عمّقت الانتفاضة الكراهية والخوف من العرب وانعدام الثقة بهم .
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية د.ناصر ناصر :
أولا : مقال بن آرييه مهم ويضيىء مناطق هامة في التفكير والموقف الاسرائيلي لم تكن معروفة للكثيرين من قبل .
ثانيا: الاتهامات الموجهة ضد الفلسطيني مردودة وتتجاوز مسؤولية الاحتلال الأولى والرئيسية عن كل مصائب المنطقة .
ممارسات الاحتلال الغاشم سبقت وترافقت مع عملية أوسلو ، واصرار ايهود باراك على رفض أبسط الحقوق الفلسطينية في القدس والحدود والاستيطان واللاجئين رغم التنازلات التي قدمتها القيادة الفلسطينية هي السبب الرئيس في اندلاع الانتفاضة .
الانتفاضة كانت نتيجة للظلم والقهر والعدوان ، وليست سبباً لمشاكل وأمراض المجتمع الاسرائيلي التي تفاقمت كنتيجة طبيعية لقيام هذا المجتمع على أسس الاستيطان والاعتداء والتطهير العرقي .
يبقى السؤال الوطني الفلسطيني الضروري : هل استفادت فصائل وقوى الشعب الفلسطيني من دروس الانتفاضة الثانية وتحديدا في مجال إدارة المعركة ؟؟