أما فخر قرط فلا بواكي له . بقلم / أيمن عبدالمجيد

أما فخر قرط فلا بواكي له

بقلم أيمن عبدالمجيد ، كاتب فلسطيني

لا جديد فيما رصدته عدسات الكاميرات وما شاهده العالم بأسره من قيام جرافات الجيش الاسرائيلي بالتنكيل بجثامين الشهداء الفلسطينيين على حدود قطاع غزة ، هذا العمل اللاأخلاقي والاإنساني من جيش يتغنى ليل نهار بأخلاقياته " القتالية العالية " ، فجرافاته هي نفسها التي هدمت البيوت على رأس ساكنيها في دير ياسين وقبيا ، وهي نفسها التي أهالت التراب على اسرى الجيش المصري في سيناء و هم احياء ،و هي نفسها التي قتلت الناشطة الامريكية راشيل كوري في القطاع ،وهي نفسها التي قطّعت الاوصال و بنت الجدار و جرّفت الشجر و الحجر .

لم يختلف المشهد في التعامل الوحشي والتنكيل الصارخ بجثمان الشهيدين فخر قرط 53 عاما من رام الله و محمد الناعم 30 عاما من خانيونس ، فبأمر من وزير الحرب الاسرائيلي نفتالي بينت ولحسابات سياسية وانتخابية ، قامت جرافات جيش الاحتلال بسحب جثماني الشهيدين محاولة بذلك فرض معادلات جديدة على المقاومة الفلسطينية باحتجاز الجثامين بأي طريقة كانت ، واهمة ان ذلك سيكون عامل ضغط على المقاومة التي قامت بأسر جنوده من قلب الدبابة ومن وسط الميدان في حرب ضروس في العصف المأكول .

صحيح ان لا جديد في المشهدين بانتهاك كرامة الشهداء ، لكن الجديد هو القدرة والشجاعة في قرار المقاومة في رد الاعتبار لكرامة الشهداء ،ومن خلفهم كرامة الشعب الفلسطيني بأكمله ، وحالة التوافق بين القيادات السياسية على أعلى المستويات ، والواضح ان تصريحات كل من السيد اسماعيل هنية والسيد زياد النخالة والتي حاول الاسرائيليون اللعب على التناقضات حين اغتيال القائد الميداني بهاء ابو العطا .

الجديد هو الدعم الكامل من الفصائل والحاضنة الشعبية التي طالبت بالثأر لهذا الفعل الشنيع ، رغم العمل المنفرد من قبل الأخوة في الجهاد الاسلامي ، والذي فهم على نطاق واسع " وهذا جيد " انه تناغم وشراكة وتوزيع الأدوار على المستوى الميداني بين القسام والسرايا والغرفة المشتركة ، كما ان الجديد هو الفرق في الثقافة والمنهاج بين الرد من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة والصمت القاتل من سلطة الضفة الغربية.

الجديد ان فخر قرط لا بواكي له

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023