أمريكا تختبر أسلحتها الفتّاكة وتجعل من غزّة مختبرا لها

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني

من فكّر وقدّر وقرّر  في القاء هذه القنابل التي تزن الواحدة منها طنّا أراد أن يختبر أثرها وقوّة فعاليتها فاختار مختبرا بشريا لهذا الاختبار هو مخيّم جباليا الفلسطيني.  


أو لعلّه قد استفاد من تجربة الاستعمار الفرنسي في الجزائر حيث كان يجرّب تجاربه النووية في صحراء الجزائر ويحضر لها من الاسرى الجزائرين فيضعهم على أبعاد متفاوتة ليرى أثر الفتك النووي وما يفعله بأجساد البشر مع حسابات مسافة القرب والبعد من مركز التفجير.  


توفّرت فرصة ذهبية للعقل الامبريالي الامريكي مستفيدا من العقل الفرنسي في مختبرات بشرية لتجربة القنابل شديدة التفجير والفعالية.  ستكشف الايام لنا أنّهم  أرادوا أن يجرّبوا قنبلة دخلت الخدمة حديثا فأراد أن يرى أثرها فاختار مختبرا للتجارب الجهنّمية من الشعب الفلسطيني، اختار مخيّم جباليا. ولأنّ أبنية المخيم ضعيفة اساسا فهذا يحقّق له المزيد من حجم الدمار، ولأنه مكتظ السكن فإنّ ذلك يتيح له قتل المزيد من البشر، وهذا حتما يساعد في تسويق هذه الصواريخ في سوق بيع الاسلحة فيحقّق أرباحا عظيمة.  


وعندما نقول القنبلة تزن طنّا أيّ الف كيلو غرام أيّ أنّهم ألقوا ستة آلاف كيلو غرام، ولو افترضنا أن عدد سكّان الحي السكني في جباليا مثلا الفين من الحيوانات البشرية! فإن حصة النفر منهم 3 كيلو غرام، هل هناك من البشر قد بلغ بهم الاجرام إلى هذا الحدّ؟  


ستة أطنان من المتفجّرات تلقى على رؤوس الناس بضربة واحدة، تطوّر حجم التوحش والاجرام إلى أبعد ما يصل اليه خيال مؤلفي افلام الرعب، لم نشاهد فيلم رعب من صنع مخرج سينمائيّ وإنما كان رعبا من صنع العقل الامريكي المجرم تم تنفيذه من قبل سلاح الطيران العظيم! للصهيونازيّة الجديدة.


وقد يفاجئنا من الاعظم المخفي أن من مكوّنات هذه القنابل: اليورانيوم المنضّب أو من مسمّيات جديدة في عالم أسرار الصناعات العسكرية المجرمة التي تتكشّف فيما بعد، يبقى مما لا شكّ فيه انّهم  يرون فينا أننا نستحقّ بجدارة أن نكون مختبرا صالحا لتجربة كل ما هو جديد من صناعاتهم التي تهلك الحرث والنسل وتدمّر الحياة البشرية أعظم أشكال التدمير.  


وبكلّ تأكيد فإنهم الغافلون عن: "إن ربّك لبالمرصاد" " ولا تحسبنّ الله غافلا عما يعمل الظالمون" . لم يعتبروا مما جرى معهم في العديد من الدول التي مارسوا مثل هذا الاجرام فيها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023