المؤتمر الصحفي لحركة حماس الذي عُقد اليوم الأربعاء في العاصمة اللبنانية بيروت لمواكبة تطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل ضد قطاع غزة منذ 33 يوماً
- في البداية نحيي شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط في قطاع غزة.
- الشعب الأسطوري الجبار الذي يواجه آلة الحرب النازية والعدوان الصهيوني الفاشي.
- والتحية متصلة لكتائب القسام البطلة وكل قوى المقاومة التي تدك جيشهم الجبان والمهزوم وتتصدى لتوغلاته في غزة العزّة.
- والمجد والخلود لشهداء شعبنا والمقاومة على طريق القدس والتحرير بإذن الله.
نود الحديث اليوم في عدد من المسائل:
🔻 أولها: الصمود البطولي لشعبنا العظيم وبطولات المقاومة في الميدان:
- لعل الكلمات تعجز ولا تتسع لوصف الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم في غزة، هذا الشعب الصابر المحتسب المتمسّك بأرضه وحقه في الحرية، ونحن نقول له لن نخذلكم وسندافع عنكم، وسنحمل آمالكم على أعناقنا وأرواحنا فداءاً لكم أيها المرابطون على هذه الأرض الطاهرة.
- كما قلنا وأكدنا مراراً العدو الجبان وجيشه المهزوم، ينتقم لفشله أمام المقاومة بارتكاب ما يبرع به ألا وهو مجزرة القرن والهولوكوست والمحرقة في غزة، وحرب الإبادة ضد الأطفال والنساء والمدنيين، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها.
- أما المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام المظفّرة فهي ترفع رأسنا ورأس الأحرار في العالم، فالعدو يتلقى ضرباتها بطريقة لم يتخيلها في أسوأ كوابيسه، وما ترونه من مشاهد تبثها كتائب القسام، ما هي إلا جزء بسيط من الملاحم البطولية التي يسطرونها.
-المقاومة وكتائب القسام، تُنزل في العدو يومياً وعلى مدار الساعة الخسائر المادية والبشرية، وأنتم تتابعون مراوحة جيش الاحتلال لذات الأماكن التي دخل إليها ويعجز عن التقدّم، بل يقصف ذات الأماكن تكراراً في شمال قطاع غزة وغربها وفي بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والشاطئ ويرتكب المجازر تعبيراً عن فشله في الميدان.
ونشدد هنا ان أبطال المقاومة ثابتون يخرجون للعدو من فوق الأرض ومن تحتها يدمرون دباباته وآلياته وهو ما شاهده كل العالم، وما سمح العدو بنشره فقط عن مقتل 32 جندي وضابط في المعركة البرية - والعدد أضعاف ذلك بكثير -، وآخرهم كان اليوم ضابط برتبة كولونيل من وحدة شلداغ المتخصصة في حروب الشوارع.
- المقاومون معنوياتهم عالية، ويتحكّمون ويسيطرون على الميدان، وواثقون من أدائهم وواثقون من هزيمة المحتل، وتدفيعه ثمن عدوانه على غزة، وقادم الأيام ستكشف لكم المزيد.
- وهنا تود التأكيد على أن العدو المجرم النازي، وخصوصاً نتنياهو الإرهابي المتعطش للدماء الذي لا يهمه حياة جنوده، والذي يزج بهم إلى حتفهم في غزة، لحساباته الشخصية؛ أنه يتحمّل شخصياً إعاقة الإفراج عن المحتجزين الأجانب لدينا.
ونحن نقول له أنك ستتحمّل كامل المسؤولية عن حياتهم وتداعيات التأخير في الإفراج عنهم.
- ويواصل نتنياهو وأركانه جيشه ترديد أكاذيبهم تجاه المستشفيات ومزاعم استخدامها من قبل المقاومة، وهو الأمر الذي تم تفنيده ودحضه، وأكدنا أنه أكاذيب لا أساس لها من الصحة ، وها هم يكذبون أنفسهم، فالقناة 12 الاسرائيلية تقول أن تقييم جيشهم هو أنه لا يوجد مقر لحماس تحت مستشفى الشفاء، وكبار قادة حماس لا يتواجدون فيه.
- وسنبقى ندعو ونجدد دعوتنا للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إرسال وفود تزور كل مستشفيات غزة، ولتتأكد بنفسها كذب المزاعم الاسرائيلية.
🔻 ثانياً: رسالتنا إلى الإدارة الأمريكية:
- نقول للرئيس بايدن وإدارته؛ توقّفوا عن التفكير في وهم التخطيط لحكم غزة بعد العدوان، فالغلَبة للمقاومة ولشعبنا، وهذا أمر لا جدال فيه، فلا تضيّعوا وقتكم في الرهان على نتنياهو وجيشه المهزوم، وتعلّموا من دروسكم السابقة في الشرق الأوسط.
- ونؤكّد أنه لا يوجد قوّة في الأرض يمكن أن تفرض على شعبنا الوصاية، ونحن بدأنا الطريق نحو التحرير وتقرير المصير وغير ذلك ليس بوارد، وليس له مكان.
وفيما يتعلق ببعض المواقف الأمريكية التي يروّجون لها:
- بالأمس جون كيربي تهرّب من الأسئلة عن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لانتهاكات جسيمة في غزة، بالقول؛ إن الولايات المتحدة لم تصل إلى المرحلة لتحديد ما إذا كان ما يحدث فيه انتهاك لحقوق الانسان أم لا.. وحاول بكل وقاحة وغطرسة التهرب من الحقيقة، ومن دماء أكثر من 4 آلاف طفل شهيد ونحو 3 آلاف امرأة فلسطينية، ونحن نقول لهم؛ إن دماء الأطفال ستبقى وصمة عارٍ على جبينكم وجبين الاحتلال الفاشي المهزوم.
- أما بخصوص الحديث المتكرر للإدارة الأمريكية عن قرب التوصّل لهدنة إنسانية أو وقف تكتيكي للعدوان على شعبنا لدواعٍ إغاثية، فنقول لهم العالم كله وحتى الشعب الأمريكي نفسه بات يكتشف خداعكم ومماطلتكم لإعطاء الاحتلال الوقت ليرتكب المزيد من المجازر، ظناً بأن ذلك سيكسر إرادة الفلسطينيين، ونقول لكم أيضاً أنتم واهمون، وحكمنا على أقوالكم هو نراه على أرض الواقع لا ما نسمعه في وسائل الإعلام، هذا إن بقي لديكم ذرة خجل على ما تفعلونه بالأطفال والمدنيين العزّل.
- أما هتلر العصر وهو الإرهابي والنازي نتنياهو، الذي يقول لن يكون وقف لإطلاق النار دون عودة ما يسميه جميع المختطفين، فنقول له خسئت وستدفع الثمن مقابل الإفراج عن جنودك. وعبثاً تحاول وضع العسكريين الأسرى مع المحتجزين في خانة واحدة، فالأجانب سيطلق سراحهم وهم كما قلنا ضيوف، لكن لا بد من توفر الظروف الميدانية والامنية لضمان سلامتهم، أما جنودك فأنت تعرف ما هو الثمن المطلوب.
🔻 ثالثاً: كارثة قطع المياه عن قطاع غزة:
- الاحتلال منذ بِدْء العدوان تعمّد قطع المياه عن كامل قطاع غزة، وخلال الأيام الماضية تعمّد استهداف وتدمير خزانات المياه المتبقية، وخصوصاً في مدينة غزة ومحافظة الشمال.
- حرب المياه.. وجريمة التعطيش.. جريمة ضد الإنسانية وسياسة عقاب جماعي ترقى لحرب الإبادة الجماعية، وتعكس سادية ووحشية الاحتلال الذي يروّج للعالم بأنه واحة للديموقراطية والسلام.
- وحتى يكون الجميع في صورة المأساة التي صنعها الاحتلال، فقد بلغ ما هو متوفر للفرد الفلسطيني الواحد الآن في قطاع غزة نحو 3 ليتر من المياه فقط (وهي مياه مالحة ملوثة في أغلبها يحصل عليها بعد 5 ساعات من الانتظار على الاقل)، هذا في وقت يحتاج فيه الإنسان في الوضع الطبيعي إلى 100 ليتر لتلبية احتياجاته الأساسية من مياه للشرب والطهي والنظافة، حسب منظمة الصحة العالمية.
في هذا السياق؛
-نحذّر من استمرار هذا الوضع الكارثي في غزة، حيث باتت المياه الصالحة للشرب مفقودة بنسبة تزيد عن 90% ما يدفع المواطنين لاستخدام مياه ملوثة، على قلّتها.. ما سيتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة.
نحمل وكالة الأونروا وادارتها مسؤولية النكبة الإنسانية خاصة لسكان مناطق غزة وشمالها التي انصاعت منذ اللحظة الأولى لإملاءات الاحتلال وهربت من مواقعها وتخلت عن مسئوليتها تجاه مئات الآلاف من السكان واللاجئين، وتركتهم دون مأوى أو ماء أو غذاء أو علاج.
إن تخاذل الأونروا ومسئوليها عن دورهم المثبت في المواثيق الدولية هو تواطؤ واضح وصريح مع الاحتلال ومخططاته بالتهجير القسري وشراكة واضحة في جريمة الاحتلال، وتتحمل عواقبه قانونيا وأخلاقيا وإنسانيا، أمام العالم وأمام التاريخ وأمام شعبنا الصامد.
نقول للمجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص؛ من العار السماح لهذا الكيان المحتل بأن يقطع المياه عن شعب كامل والسماح له باستخدام المياه كأداة ابتزاز لدفع الناس لترك منازلهم والهجرة من أرضهم تحت سيف الإبادة الجماعية.
🔻 رابعاً: شح الخبز وقصف الاحتلال للمخابز
- اتصالاً بجريمة قطع إمدادات المياه، الاحتلال النازي يطبّق سياسة التجويع على شعبنا في القطاع، وبالأخص في مدينة غزة ومحافظة الشمال.
- بسبب نقص الدقيق، وشح المياه، والقصف الهمجي المتعمد والمباشر للمخابز في قطاع غزة، ونخص بالذكر هنا مدينة غزة ومحافظة الشمال، حيث قصف الاحتلال جميع المخابر فيهما وحتى الطاقة الشمسية للمخابز والمنازل، أصبح هناك نحو 900 ألف في شمال قطاع غزة، يعانون من كارثة إنسانية وخطر المجاعة، وبالكاد يحصل المواطن على كسرة خبز أو لقمة طعام بسبب الحصار ومنع دخول المواد الغذائية.
- نقول للعالم المتحضّر؛ إلى متى سيتم السكوت عن جريمة العقاب الجماعي التي يفرضها العدو الصهيوني على شعب بأكمله، أليست هذه جريمة ضد الإنسانية؟ أليست هذه جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي على مرآكم ومسمعكم؟!!
- ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى عدم الرضوخ لإملاءات الاحتلال الذي لا يحترم الإرادة الدولية ولا القوانين والمواثيق الدولية، فلا تشجعوه بصمتكم.
- نداؤنا أيضاً إلى دولنا العربية والإسلامية، إلى متى ستبقى المساعدات الإنسانية والإغاثية تتكدس على معبر رفح تنتظر موافقة الاحتلال؟ متى ستتغلب إرادتكم على إرادة الاحتلال الذي ينتهك حرمة الإنسان؟ متى ستتحوّل قراراتكم إلى واقع على الأرض؟ أليس الفلسطينيين بشر وإخوانٌ لكم في العروبة والإسلام والإنسانية؟!!
🔻 خامسا: استهداف المستشفيات
- لا يزال الاحتلال يتوسّع في قصف المستشفيات والمراكز الطبية، آخرها كان قصف مستشفى النصر للأطفال، وتهديده بالأمس لمستشفى الرنتيسي لأطفال السرطان بضرورة إخلائه تمهيداً لقصفه، ما يضع آلاف الأطفال في خطر (فالمستشفى يتابع نحو 3 آلاف حالة من الأطفال المرضى والجرحى، ويأوي إليه نحو 6 آلاف نازح).
- استهدف الاحتلال بصواريخ طائراته وقذائف المدفعية 120 مؤسسة صحية في قطاع غزة وأخرج 18 مستشفى و40 مركز صحياً عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود.
- المستشفيات في قطاع غزة دخلت دائرة الخطر، وتقارير وزارة الصحة أفادت أن عدد من المرضى والجرحى استشهدوا نتيجة غياب الأجهزة والأدوية.
- نقول للعالم نحن على بعد خطوات قليلة من كارثة صحية في غزة، وعليه فإننا؛
- ندعو منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر إلى القيام بدورهم الحقيقي وأن يتحركوا بجدية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
- ونقول للمجتمع الدولي والأمم المتحدة - ألا يكفي أن أصبح حوالي 2٪ من أهل غزة هم إما شهيد أو جريح أو مفقود، أليست هذا النسبة المهولة وصمة عار في جبين الإنسانية، أليست كافية لتتحركوا لوقف قتل الأطفال والمدنيين العزّل.
حتى ظهر اليوم الأربعاء بلغ عدد الشهداء 10569 شهيد، منهم 4324 طفل و2823 سيدة، وأكثر من 26 ألف جريح، و2550 مفقود منهم 1350 طفلا لازالوا تحت الانقاض منذ بدء العدوان.
والمستشفيات المتبقية تعمل الآن على المولدات الكهربائية الثانوية التي تمثل الشريان الأخير في عملها وتوقفها خلال الساعات القادمة يعني قتل مئات الجرحى والمرضى يتحمل مسؤوليتهم العالم المتواطىء.
🔻 سادساً: إلى أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم
- وختاماً نقول لجماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم؛ هذه المعركة معركتكم، والاحتلال عدو الإنسانية، عدونا وعدوكم، فلتستمرّوا في حراكم حتى يتوقف النازيون الجدد عن مجازرهم، وحتى نحمي الإنسانية من هؤلاء النازيون الأشرار.
كل التحية لكل الشعوب في قارات العالم التي لا زالت تحتشد بمئات الالوف رفضا للعدوان وجرائم الإبادة ، وتضامناً مع شعبنا وقضيتنا.
واثقون من نصر شعبنا ومقاومتنا
وواثقون أن كابوس الاحتلال إلى زوال
حفظ الله شعبنا وقضيتنا... والنصر لنا والخزي والعار للمحتل وأعوانه
الموقع الرسمي - حركة حماس