للأسف؛ تجرّد العرب والمسلمون من كل القيم والمبادئ، فلا حرّكتهم أخلاق الإسلام، ولا مروؤة الجاهلية لنصرة إخوانهم في الدين!!
ما هذا الصمت والجمود أمام شلال الدم النازف؟! هل تخشون النزول للشوارع ونصرة المستضعفين من الأطفال والنساء فزعاً من الحبس؟ أم تخافون أن تستنشقوا الغاز المسيل للدموع فتنهمر دماعتكم وتضطرب أنفاسكم؟ أم أنها الهراوات التي قد توجع ظهوركم وأجنبتكم قد كوت وعيكم؟!!
يا ناااااس... يا عاااالم.. يا مسلميييين..
أهلكم في غزة يغرقون بدمائهم.. أطفال غزة مزقوا أشلاءً أمام أعينكم.. نساء غزة هدمت البيوت على رؤوسهن ورؤوس أبنائهن.. شيوخ وأطفال غزة بلا دواء ولا طعام ولا ماء...!!!
أليس فيكم عرٌق ينبض؟؟
هل ماتت ضمائركم بعد أن ألفتم قتلنا وذبحنا؟!
هل أزعجكم صراخنا فسئمتم صوتنا؟!
هل رضيتم بالقعود والهوان والعدو يتحداكم أمام العالم، وانتم أمة المليارين، وهو يذبحنا على البث المباشر أمام الشاشات؟!!
يا شعب مصر.. هل عجزتم أن تكسروا القيد وتفكوا الحصار وتفتحوا معبر رفح لإدخال الطعام والماء لأهلكم الجوعى على بعد أمتارٍ منكم؟!
يا أهل الجزائر.. يا من صدعتم رؤوسنا بأنكم مع فلسطين ظالمة ومظلومة.. هل عجزتم عن التظاهر أمام سفارات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا؟؟!
يا أهل العراق الأردن.. هل عجزتم عن التظاهر بالملايين والتوجه للحدود الشرقية فتقتحموها على العدو وتوقفوا هذه الجريمة البشعة والمأساة المفزعة؟!
يا أهل سوريا ولبنان.. ما هذا الصمت والعجز الذي يعتريكم، وما بينكم وبين نصرة أهلكم سوى أسلاك شائكة تقتلعوها من جذورها فتنقذوا إخوانكم؟؟!
أين أهل المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا والسودان والصومال؟؟!!
أين أهل السعودية واليمن والكويت والإمارات وعُمان وقطر؟؟!
أين الأتراك والأفغان؟؟ أين أهل ماليزيا وأندونيسيا وملايين المسلمين في شرق آسيا؟؟!
هل هانت عليكم أخوة الإسلام؟!
هل هانت عليكم دماء العروبة؟؟!
هل تركتم غزة وأطفال غزة ونساء غزة يذبحون من الوريد إلى الوريد وأنتم تتذرعون بالسلطة والحكام؟؟!
أما عن مجاهدي غزة، فهم لاينتظرون منكم شيئ، لا سلاح ولا عتاد، فقد تكفل الله بتأييدهم، وهو حسبهم وناصرهم، فهم في سبيل الله يقاتلون وعلى ربهم يتوكلون.
فئن شئتم فاخلفوهم في أطفالهم العطشى ونسائهم الجوعي خيراً، وأنتم على ذلك قادرون..
فتوكلوا على الله، وانفضوا عنكم غبار القعود والدعة، وهبوا لنصرة المستضعفين من إخوانكم، وليكن لكم سهمٌ في معركة الإسلام الكبرى أمام وحشية الحلف الصهيوصليبي.
"وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا"
بقلم: أحمد قنيطة