أولاً : الموقف :
دخلت الحرب في يومها 37 في مستوى رتابة الحرب التي تطول مدتها ؛ خاصة تلك تدور رحاها في المدن والأماكن السكنية :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ بعد بدء العدو في يوم: 27/ 10/ 2023 الساعة: 22/00 مناورته البرية ؛ بقي العدو يتعرض على منطقة الجهد الرئيسي في مدنية غزة من خلال محاور عدة :
المحور الأول : المحور الشمالي الغربي ـ محور الجهد الرئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : حيث تضم بقعة العمليات هذه: شمال غرب بيت لاهيا ، السلاطين ، العطاطرة ، مخيم الشاطئ ، شمال حيي الصفطاوي الشيخ رضوان منطقة الكرامة والصبرا .
المحور الثاني : الشمالي الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ : حيث ما زال العدو يتعرض على منطقة بيت حانون من ثلاث اتجاهات فرعية :
- شمالي غربي : إيرز صلاح الدين تل الزعتر .
- شمالي شرقي : سدروت الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الشمال الشرقي من بيت حانون .
- الجنوب الشرقي : مفساليم الحافة الأمامية للمناطق السكنية في الجنوب الشرقي من بيت حانون باتجاه تل الزعتر .
المحور الثالث : الشرقي ـ محور جهد ثانوي في منطقة العمليات الشمالية ـ : " مفساليم " المقبرة الريس الكاشف جباليا التفاح .
المحور الرابع : الجنوبي الشرقي ـ محور جهد رئيسي في منطقة العمليات الشمالية ـ : كارني صلاح الدين الزيتون تل الإسلام جنوب الشيخ عجلين .
لمحور الخامس : محور الجهد الثانوي في مسرح العمليات : حيث مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية الواقعة جنوب وادي غزة
المحور السادس : الساحل البحري : جهد إسناد وتغطية لقواته العاملة على البر.
حيث يسود نمط عمليات العدو رتابة قتالية في محاور الجهد الرئيسي والثانوي تتمثل في :
- عمليات تقدم وعزل للأحياء داخل المدنية ، والقتال على ( قشرة ) المناطق السكنية.
- تقدم عبر الشوارع الرئيسية مع تغطية جوية للقوات المتقدمة .
- عمليات تفتيش عن مقرات وأصول مادية للمقاومة ، وتحييد ما يمكن تحييده منها .
- الاحتكاك مع تشكيلات المقاومة عبر التصدي لعملياتها الدفاعية ، أو عبر المبادرة بضرب أي هدف بشري عن طريق البر أو الجو .
- مناوشة وتثبيت مناطق الجهد الثانوي جنوب وادي غزة ، ومنعه من التدخل الفاعل والمؤثر في إسناد منطقة عمليات مدينة غزة .
أما في صفحة موقف المقاومة ؛ فأعمالها هي الأخرى دخلت في مرحلة رتابة الأعمال الدفاعية لحروب العصابات داخل المدن من :
- عمليات استطلاع وجمع معلومات عن الأهداف المعادية التي تتحرك في مناطق المسؤولية .
- التعرض للأهداف المعادية بمختلف صنوف وتكتيكات رجال العصابات في المدن .
- الدفاع المرن والمتحرك من بقعة عمليات إلى أخرى ، دون خوض اشتباكات حاسمة مع العدو .
- الاشتباك بالنار مع العدو في عمق مناطق حشده ، ومراكز ثقله السياسية ، بواسطة سلاحي المدفعية والصواريخ .
- أما في الجبهات الخارجية ، فاقتصر نمط العمليات على الاحتكاك مع العدو على كامل خط جبهة جنوب لبنان ، ومحاولة إبقاء الجبهة في حالة من التوتر والاستنفار ، لمنع العدو من نقل قوات باتجاه جبهة غزة .
- وفي جبهات الخط الثالث ـ سوريا ، العراق ، اليمن ـ أيضاً بقي نمط العمليات يقتصر على عمليات إيذائية للعدو الأمريكي عبر استهداف قواعده ومقار عمله ، أو محاولة إيصال النار إلى فلسطين المحتلة عبر المسيرات والصواريخ البالستية .
وفي الضفة الغربية ؛ بقي العدو يبادر بعمليات الاقتحام والمداهمة في معظم مدن وقرى الضفة الغربية ، واعتقال النشطاء ، ومنع المشاركة الحقيقية والفعلية التي من شأنها أن تخفف الضغط عن أهلنا في قطاع غزة ، في عمل روتيني لا يستثني أي قرية أو مدينة يمكن أن تشكل تهديداً على العدو .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ فقد استمرت التظاهرات الحاشدة تخرج مؤيدة للمقاومة ، وداعمة لشعبنا في معظم عواصم العالم العربي والإسلامي وبعض العواصم الغربية ، مطالبة بوقف الحرب ، وتوقف دعم آلية القتل الصهيونية .
وفي الجهود السياسية؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس ، ينعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ، وتنصب الجهود على تحرير الأسرى المدنيين وأصحاب الجنسيات المزدوجة ، ومنع تمدد الحرب إلى خارج فلسطين المحتلة .
ثانيا : التحليل والتقدير :
دخلت الحرب في حالة من الرتابة القتالية من قبل العدو ، يقابلها عمليات دفاع واحتكاك من المقاومة على كامل محاور تعرضه ـ العدو ـ في منطقة الجهد الرئيسي / مدنية غزة ، ومنطقة الجهد الثانوي / جنوب وادي غزة . وستبقى على حالها ما لم يحدث تغير دراماتيكي في إدارة نار المقاومة ـ الداخلية ، والخارجية ـ وتشغيل ما لديها من قدرات بشرية ونارية ؛ خاصة في جنوب وادي غزة ، بحيث تجبر العدو على إعادة تموضعه في منطقة الجهد الرئيسي عبر :
- استهداف مناطق حشده وتجمع قواته الرئيسية في مناطق عملياته شمالاً وجنوباً وشرقا .
- تزخيم وتكثيف عمليات الاطلاق الثقيلة على العمق المعادي حيث مركز القرار السياسي .
- تغير في نمط ووتيرة وزخم وأثر عمليات المقاومة من خارج فلسطين المحتلة .
- تسارع الحراك السياسي المفضي إلى هدنة إنسانية مؤقتة ، أو وقف إطلاقا نار دائم بقرارات دولية أو محلية ، أو توقف الأعمال العدائية الذاتية من كلا طرفي الحرب .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- بقاء نمط عمليات العدو على ما هو عليه في كافة مناطق العمليات في مسرح عمليات غزة .
- بقاء العدو يستخدم مختلف وسائل الضغط على المواطنين في غزة ، كورقة قوة في يده يستثمرها في الضغط على قيادة المقاومة ؛ العسكرية في الداخل ، والسياسية في الخارج .
- بقاء نمط عمل جبهة شمال فلسطين على رتابتها القتالية اليومية.
- بقاء نمط عمليات الجبهات الخارجية على ما هو عليه من رتابة العمل ونوع الاشتباك.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية في الـ 24 ساعة القدمة ستفضي إلى نوع حل مؤقت أو دائم للحرب كون العدو لم يحقق في الميدان صورة انتصار ـ تحرير رهائن ، الوصول إلى مقرات قيادية حقيقية للمقاومة ، تحييد قيادات من العيار الثقيل في المقاومة ـ الأمر الذي سيطيل عمر عملياته الميدانية .
الخلاصة :
بات الموقف يحتاج إلى قرار سياسي أو عسكري يخرجه عن رتابته ، الأمر الذي لا يمكن تصوره ما لم يتم :
- تشغيل قدرات قتالية في مسرح غزة ، أو خارجها ، يضغط على صانع القرار السياسي للعدو ، أو يجبر أهم حلفائه ـ أمريكا ـ على التدخل الفعلي لوقف حالة الاستنزاف والمراوحة الحالية .
- التوصل إلى صورة اتفاق سياسي يحقق للعدو بعض أهم ما أعلنه من أهداف ـ تحرير الأسرى ـ أو ترتيبات سياسية تضمن له فترة طولية من الأمن .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
14/ /1 2023