طوفان الأقصى... الموقف اليوم الأربعاء : 15/ 11/ 2023 الساعة: 08:30

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

أولاً : الموقف :  

بقيت الحرب في يومها 38 على رتابتها اليومية  :  

ففي صفحة العدو القتالية في الـ 24 ساعة الماضية كان الموقف على الشكل الآتي :  

1. تعرض للعدو في مسرح العمليات عبر الجهود التالية   :

 شمال وادي غزة : جهد رئيسي / شمالي غرب و جنوبي غربي .  جهد ثانوي /  شمالي شرقي ، و شرقي ، وجنوبي شرقي.  

 وسط وجنوب وادي غزة : جهود ثانوية وتثبيت قدرات المقاومة ، ومنعها من المناورة فيها وبها.  

 جهد بحري وجوي : إسناد للجهود البرية وداعمة لها .  

2. قتال في مدينة غزة تضمن الأنماط والتكتيكات الآتية  :  

 حصار كامل المدنية .  

 تثبيت اتجاهات عمل على حساب التعامل مع اتجاهات أخرى ـ تثبيت شرق المدينة للتفرغ للتعامل معها من الغرب .  

 توغل داخل الأحياء عبر الشوارع الرئيسية .  

 قتال على القشرة الخارجية للأحياء ، دون التوغل فيها لإجراء عمليات تطهير للبنايات والشقق السكنية .  

 عمليات تفتيش وبحث عن أصول المقاومة البشرية والمادية ، ومراكز ثقلها ، والتعامل مع كل هدف بما يقتضيه من إجراءات تعبوية ونارية .  

3. تثبيت القدرات القتالية في وسط وجنوب قطاع غزة ، ومنعها من التدخل الفعلي والفاعل والمؤثر في معركة مدينة غزة .  

4. الضغط على الجبهة الداخلية للمقاومة ، عبر استهداف المدنيين ، والمراكز الخدمية والاجتماعية.  


أما في صفحة موقف المقاومة  فلم تتغير في الـ 24 ساعة الماضية وبقيت على النحو الآتي :  

1. عمليات استطلاع وجمع معلومات عن الأهداف المعادية التي تتحرك في مناطق المسؤولية .  

2. التعرض للأهداف المعادية بمختلف صنوف وتكتيكات رجال العصابات في المدن .  

3. الدفاع المرن والمتحرك من بقعة عمليات إلى أخرى ، دون خوض اشتباكات حاسمة مع العدو .  

4. الاشتباك بالنار مع العدو في عمق مناطق حشده ، ومراكز ثقله السياسية ، بواسطة سلاحي المدفعية والصواريخ .  

5. أما في الجبهات الخارجية ؛ فاقتصر نمط العمليات على الاحتكاك مع العدو على كامل خط جبهة جنوب لبنان ، ومحاولة إبقاء الجبهة في حالة من التوتر والاستنفار ، لمنع العدو من نقل قوات باتجاه جبهة غزة .  

6. وفي جبهات الخط الثالث ـ سوريا ، العراق ، اليمن ـ أيضاً بقي نمط العمليات يقتصر على عمليات إيذائية للعدو الأمريكي عبر استهداف قواعده ومقار عمله ، أو محاولة إيصال النار إلى فلسطين المحتلة عبر المسيرات والصواريخ البالستية .  


وفي الضفة الغربية ، عمليات اقتحامات للمدن والقرى تتضمن :  

1. الدفع بقوات إلى داخل هذه المدن بناء على معلومات استخبارية .

2. جهود هندسية مصاحبة لعلميات الاقتحام لتوقى خطر العبوات الشعبية ، وكياً لوعي الحاضنة الشعبية عبر تخريب الشوارع والبنى التحتية  . 

3. جهود جوية للسيطرة على بقعة العمليات ؛ بصرياً ونارياً .  

4. عمليات تفتيش عن مطلوبين أو مطاردين مطلوب القبض عليها ، ثم يتم تحيدهم ؛ قتلاً أو اعتقالاً.  

5. البحث والتفتيش عن مقرات وورش تصنيع ، بغض النظر أكانت الورشة حقيقة  تستعمل كساتر، أو كانت مخفية ضمن المباني والشقق السكنية .  


وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :  

1. مظاهرات ومسيرات .  

2. اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .  

3.  ندوات وخطب ولقاءات .  


وفي الجهود السياسية ؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس ، ينعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ، وتنصب الجهود على تحرير الأسرى المدنيين وأصحاب الجنسيات المزدوجة ، ومنع تمدد الحرب إلى خارج فلسطين المحتلة . لكن ما خرق الموقف السياسي وشكل غطاء لعمل العدو الميداني ، ما صرح به البيت الأبيض بالأمس أن معلوماته تقول أن حركة "حماس" تستخدم مستشفى الشفاء كمقر لأعملها ( الإرهابية ) مما شكل غطاء للعدو مكنه من اقتحام المستشفى مع بدايات هذا اليوم ، تقريباً الساعة 0200 .  


ثانيا : التحليل والتقدير :  

دخلت الحرب في حالة من الرتابة القتالية من قبل العدو ، يقابلها عمليات دفاع واحتكاك من المقاومة على كامل محاور تعرضه ـ العدو ـ  في منطقة الجهد الرئيسي / مدينة غزة ، ومنطقة الجهد الثانوي / جنوب وادي غزة . وستبقى على حالها ما لم يحدث تغير دراماتيكي في إدارة نار المقاومة ـ الداخلية ، والخارجية ـ وتشغيل ما لديها من قدرات بشرية ونارية ؛ خاصة في جنوب وادي غزة ، بحيث تجبر العدو على إعادة تموضعه في منطقة الجهد الرئيسي عبر :  

1. استهداف مناطق حشده وتجمع قواته الرئيسية في مناطق عملياته شمالاً وجنوباً وشرقا .  

2. تزخيم وتكثيف عمليات الاطلاق الثقيلة على العمق المعادي حيث مركز القرار السياسي .  

3. تغير في نمط ووتيرة وزخم وأثر عمليات المقاومة من خارج فلسطين المحتلة .  

4. تسارع الحراك السياسي المفضي إلى هدنة إنسانية مؤقتة ، أو وقف إطلاقا نار دائم بقرارات دولية أو محلية ،  أو توقف الأعمال العدائية الذاتية من كلا طرفي الحرب .  


وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :  

1. بقاء نمط عمليات العدو على ما هو عليه في كافة مناطق العمليات في مسرح عمليات غزة .  

2. بدء نقل جزء من جهود النار والمناورة المعادية ومن مختلف الوسائط للتركيزعلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة .  

3. بقاء العدو يستخدم مختلف وسائل الضغط على المواطنين في غزة ، كورقة قوة في يده يستثمرها في الضغط على قيادة المقاومة ؛ العسكرية في الداخل ، والسياسية في الخارج .    

4. بقاء نمط عمل جبهة شمال فلسطين على رتابتها القتالية اليومية.  

5. بقاء نمط عمليات الجبهات الخارجية على ما هو عليه من رتابة العمل ونوع الاشتباك.

6. لا نعتقد أن الجهود السياسية في الـ 24 ساعة القدمة ستفضي إلى نوع حل مؤقت أو دائم للحرب كون العدو لم يحقق في الميدان صورة انتصار ـ تحرير رهائن ، الوصول إلى مقرات قيادية حقيقية للمقاومة ، تحييد قيادات من العيار الثقيل في المقاومة ـ الأمر الذي سيطيل عمر عملياته الميدانية .  

الخلاصة :  


بات الموقف يحتاج إلى قرار سياسي أو عسكري يخرجه عن رتابته ، الأمر الذي لا يمكن تصوره ما لم يتم :  

1. تشغيل قدرات قتالية في مسرح غزة ، أو خارجها ، يضغط على صانع القرار السياسي للعدو ، أو يجبر أهم حلفائه ـ أمريكا ـ على التدخل الفعلي لوقف حالة الاستنزاف والمراوحة الحالية .

2. التوصل إلى صورة اتفاق سياسي يحقق للعدو بعض أهم ما أعلنه من أهداف ـ تحرير الأسرى ـ أو ترتيبات سياسية تضمن له فترة طولية من الأمن .    

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .  

عبد الله أمين

15/ 11/ 2023


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023