أولاً : الموقف :
لم يتحرك الموقف الميداني للحرب في يومها 43 على بدئها ، وبدء مناورة العدو البرية في ي : 27/ 10/ 2023 الساعة: 22:30
ففي صفحة العدو القتالية في الـ 24 ساعة الماضية كان الموقف على الشكل الآتي :
- تحول ضغط العدو باتجاه المناطق الشمالية الشرقية ـ بيت حانون ، جباليا ، بيت لاهيا ـ لمدينة غزة ، في محاولة لكسر حدة المقاومة التي ما زالت تشهدها تلك المناطق .
- زيادة الضغط على الأحياء الداخلية لمدينة غزة ـ الصفطاوي ، الشيخ رضوان ، الزيتون ـ في محاولة لإشغال هذه المناطق ، والحد من قدرتها على التدخل الفاعل في معارك الشمال الشرقي للمدينة .
- تثبيت المناطق الشرقية لمدنية غزة ـ جباليا ، التفاح ، الشجاعة ـ وعدم تقدم العدو لاحتلال الهيئات الأرضية الحاكمة في هذه المناطق ـ تل الزعتر ، الكشاف ، الريس ـ حتى الآن ، مع زيادة الضغط على منطقة تل الزعتر في الشمال الشرقي لمخيم جباليا .
- قتال على القشرة الخارجية لأحياء وحارات مدينة غزة ، وعدم التوغل فيها ، تخوفاً من حجم الخسائر المتوقعة .
- عمليات تماس وقطع تماس مع تشكيلات المقاومة العاملة في هذه المناطق ، يتبعه ـ قطع التماس ـ استدعاء نار من مختلف الوسائط للتعامل مع العُقد الدفاعية فيها ، بعد كشف استعدادها وطبيعة انتشارها .
- التَحضُر لنقل منطقة الجهد الرئيسي المعادي باتجاه جنوب وادي غزة ، بعد تأكد العدو من تثبيت دفاعات المقاومة في الشمال ، وخفض منسوب التهديد الذي تشكله هذه المنطقة على الموقف العام في مسرح عمليات غزة .
أما في صفحة موقف المقاومةفلم تتغير في الـ 24 ساعة الماضية وبقيت على النحو الآتي :
- عمليات استطلاع وجمع معلومات عن الأهداف المعادية التي تتحرك في مناطق المسؤولية .
- الكر والفر والتعرض للأهداف المعادية بمختلف صنوف وتكتيكات حرب العصابات في المدن .
- الدفاع المرن والمتحرك من بقعة عمليات إلى أخرى ، دون خوض اشتباكات حاسمة مع العدو .
- الاشتباك بالنار مع العدو في عمق مناطق حشده ، ومراكز ثقله السياسية ، بواسطة سلاحي المدفعية والصواريخ .
أما في الجبهات الخارجية ؛ فاقتصر نمط العمليات على الاحتكاك مع العدو على كامل خط جبهة جنوب لبنان ومحاولة إبقاء الجبهة في حالة من التوتر والاستنفار ، لمنع العدو من نقل قوات باتجاه جبهة غزة . وفي جبهات الخط الثالث ـ سوريا ، العراق ، اليمن ـ أيضاً بقي نمط العمليات يقتصر على عمليات إيذائية للعدو الأمريكي عبر استهداف قواعده ومقار عمله ، أو محاولة إيصال النار إلى فلسطين المحتلة عبر المسيرات والصواريخ البالستية .
وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يكرر عمليات اقتحامه اليومي ــ وبنفس طرق العمل والتكتيكات الميدانية ــ لمدن وقرى الضفة الغربية في عمليات أمن جاري ساخن ، يُحيّد فيه مقاومين ، ويدمر بناً تحتيه وخدمية ، ويُثّبتُ قدرات للمقاومة ، يمكن أن تساعد في اشغاله ، وتشتيت جهوده ، وتجميد جزء من قدراته ، أو تعيق تحركه السلسل بالتجاه جبهات قتاله في الشمال أو الجنوب .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ لم يسجل شيء جديد يذكر في الموقف السياسي منذ أمس ، ينعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة ، وتنصب الجهود على تحرير الأسرى المدنيين ، ومنع تمدد الحرب إلى خارج فلسطين المحتلة ، مع ارتفاع منسوب الحديث عن غزة بعد الحرب ، وطبيعة إدارتها ، والجهة التي ستديرها .
ثانيا : التحليل والتقدير :
بقي الموقف الميداني في الـ 24 ساعة الماضية على رتابته من حيث الفعل الميداني المعادي ، أو الجهد العسكري المقاوم ، أو الحراك السياسي الإقليمي والدولي ؛ فما زال العدو يظهر تعنتاً وصلابة في مواجهة الضغوط السياسية التي تطالبه بوقف نار مؤقت ، وفتح ممرات مستدامة لإدخال المعونات إلى أهلنا في قطاع غزة ، كما يظهر إصراراً لافتاً على تحقيق ما أعلنه من أهداف لهذه المعركة . كما تُظهر المقاومة صلابة وقدرة كبيرة على إشغال العدو وتدفعيه أثمان بشرية ومادية في مناطق الجهد الرئيسي في منطقة عمليات شمال قطاع غزة . وعلى صلة يتزايد منسوب التوتر في جبهة شمال فلسطين ، حيث تنفذ المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " عمليات اشتباك بالنار مع العدو بشكل يومي ، وعلى طول خط الجبهة ؛ من رأس الناقورة غرباً وحتى العرقوب شرقاً . كما بقيت المقاومة في الساحات الخارجية تشتبك مع العدو الأمريكي في سوريا والعراق بنار الصواريخ أو الطائرات المسيرة .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- بقاء نمط عمليات العدو على ما هو عليه في كافة مناطق العمليات في مسرح عمليات غزة .
- بدء العدو بنقل جهود قتالية لعزل مناطق جغرافية داخل مدينة غزة ـ جباليا ، الرضوان ، بيت لاهيا ـ والتعامل مع مجموعات المقاومة العاملة فيها ، مع عدم اعتقدانا بأن العدو سيعمد إلى اقتحام هذه المناطق والتفتيش فيها بيت بيبت ، وبناية بناية ، وإنما سيبقى يعمل على القشرة الخارجية لهذه المناطق .
- بدء نقل جزء من جهود النار والمناورة المعادية ومن مختلف الوسائط للتركيز على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة ، حيث بدأ العدو بالتمهيد لعمليات التقدم باتجاه خان يونس عبر شنه غارات جوية مكثفة على عمق المدينة ، وعلى الحافة الأمامية للمناطق السكنية فيها .
- نعتقد أن العدو بعد أن يحكم حصاره على أهم أحياء مدينة غزة ـ بيت حانون ، جباليا ، الرضوانـ سوف يكون متاحاً له تحرير جزء من قواته المناورة في شمال قطاع غزة ، لنقلها إلى منطقة وسطة وجنوب غزةالأمر ـ نقل الجهود ـ يجب التنبه له من الآن ، وعدم تمكين العدو من نقل هذه الجهود بشكل مريح وسلس ، عبر قيام المقاومين بالإجراءات التالية :
- استهداف خطوط حركة هذه القوات باتجاه الوسط والجنوب .
- منع العدو من عمل رؤوس جسور في مناطق الجهد الجديدة ، عبر جهود المدفعية والهندسة.
- استهداف مقار حشد العدو الحالية ، بمختلف صنوف النار المتوفرة لدى المقاومة .
- التنبه للجهود الخداعية أو الثانوية التي يمكن أن يقوم بها العدو عبر المناطق الساحلية ، أو المجاورة لهذه المناطق ـ وسط وجنوب قطاع غزة ـ وتخصيصها بما يناسب من قدرات نارية وبشرية .
- بقاء العدو يستخدم مختلف وسائل الضغط على المواطنين في غزة ، كورقة قوة في يده يستثمرها في الضغط على قيادة المقاومة ؛ العسكرية في الداخل ، والسياسية في الخارج .
- بقاء نمط عمل جبهة شمال فلسطين على رتابتها القتالية اليومية.
- بقاء نمط عمليات الجبهات الخارجية على ما هو عليه من رتابة العمل ونوع الاشتباك.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية في الـ 24 ساعة القادمة ستفضي إلى نوع حل مؤقت أو دائم للحرب كون العدو لم يحقق في الميدان صورة انتصار ـ تحرير رهائن ، الوصول إلى مقرات قيادية حقيقية للمقاومة ، تحييد قيادات من العيار الثقيل في المقاومة ـ الأمر الذي سيطيل عمر عملياته الميدانية ؛ خاصة بعد موافقته على إدخال الوقود إلى قطاع غزة ، مع تغير محاور جهدها الرئيسي من مكان إلى آخر ، بما يخدم أصل هدف العدو من حربه العسكرية .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
عبد الله أمين
19/ 11/ 2023