أولاً : الموقف :
وفي ختام اليوم الـ 46 للحرب ؛ أفضت المفاوضات السياسية بوساطة قطرية ، إلى موافقة العدو (الأمريصهيوني ) على هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام ، لم يتم حتى كتابة هذا الموقف الإعلان عن بدء سريانها .
كما بقي الموقف في صفحاته المختلفة على النحوي الآتي :
ففي صفحة العدو القتالية؛ بقي العدو مستمراً في تقطيع المدينة إلى بقع عمليات منفصلة عن بعضها البعض ، بحيث يدفع قواته باتجاه الأكثرها سهولة للمناورة وتحقيقاً للأهداف ، مثبّتاً البقع الأكثر صعوبة وصلابة ، للعودة لها لاحقاً ، وفي هذا السياق ؛ فقد أعلن العدو بالأمس إتمام حصاره لمنطقة جباليا في شمال مدنية غزة . كما بقي الموقف المعادي ففي الـ 24 ساعة على النحو الآتي :
وفي سياق متصل ؛ قامت طائرات العدو المسيرة بالأمس باستهداف فريق قناة الميادين العامل في جنوب لبنان ، حيث ارتقت في القصف مراسلة القناة " فرح عمر " والمصور المرافق لها " ربيع معماري " ، كما قصفت طائرات العدو سيارة كانت تقل 4 اشخاص من ضمنهم أحد كوادر حركة المقاومة الإسلامية " حماس " " خليل خراز " ، أثناء تحركهم في الجنوب بالقرب من قرية " الشعيتية " اللبنانية . كما بقي ـ العدو ـ يستهدف المراكز الخدمية والصحية التي تقدم الخدمات لأهلنا وشعبنا خاصة في شمال قطاع غزة .
أما في صفحة موقف المقاومة فلم تتغير في الـ 24 ساعة الماضية وبقيت على النحو الآتي :
وعلى صلة ؛ فقد تصدت المقاومة الفلسطينية للعدو على محاور بيت حانون ، وجباليا ، حيث يركز العدو جهده الآن ، كما بقيت ـ المقاومة ـ تتعرض للعدو على باقي محاور عمله في الزيتون ، والرضوان ، وشرق مستشفى الشفاء ، وفي محيط المستشفى الإندونيسي ، كما قصفت المقاومة الفلسطينية بالأمس منطقة " تل الربيع " برشقة ثقيلة من الصواريخ .
أما في الجبهات الخارجية / لبنان ، سوريا ، العراق ، اليمن :
وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يكرر عمليات اقتحامه اليومي ــ وبنفس طرق العمل والتكتيكات الميدانية ــ لمدن وقرى الضفة الغربية في عمليات أمن جاري ساخن ، يُحيّد فيه مقاومين ، ويدمر بناً تحتيه وخدمية ، ويُثّبتُ قدرات للمقاومة ، يمكن أن تساعد في اشغاله ، وتشتيت جهوده ، وتجميد جزء من قدراته ، أو تعيق تحركه السلسل باتجاه جبهات قتاله في الشمال أو الجنوب ، حيث اقتحم العدو مدن طول كرم ، والخليل ، ومخيم عقبة جبر ، الذي درات فيه اشتباكات بين المقاومين و قوات الاحتلال ، كما اقتحم العدو مخيم وقرية الفارعة في طوباس .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
وفي الجهود السياسية ؛ أفضت المفاوضات القطرية مع العدو ( الأمريصهوني ) إلى التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد ، تنص بنودها على :
ثانيا : التحليل والتقدير :
أفضت المفاوضات السياسية بين العدو (الأمريصهيوني) وبين المقاومة بوسطة قطرية إلى الوصول إلى هدنة مؤقتة ، الأمر الذي سيمنح كافة الأطراف المشاركة في هذه الحرب ، إن في داخل فلسطين المحتلة أو خارجها ، سيمنحهم فرصة لتقييم ما تم تحقيقه على مدار الـ 46 يوم الماضية ، كما أنها ـ الهدنة ـ ستساعد في التخفيف عن أهلنا وشعبنا في قطاع غزة ، عبر توفير أجواء أكثر أمناً لتفقد ممتلكاتهم ، وتأمين بعضاً من حاجاتهم ومتطلباتهم ، أما في الشق العسكري ؛ فإن هذه الهدنة سوف تمنح المقاومين فرصة لإعادة تنظيم تشكيلاتهم ، وحصر خسائرهم ، وترميم ما يمكن من قدراتهم ـ البشرية والمادية ـ والتحضر لاستئناف القتال حال عدم تمديد هذه الهدنة .
أما في صفحة العدو ؛ فإنه سيستغل هذه الهدنة بالإضافة إلى إعادة تنظيم قواته ، سيستغلها في الاستطلاع وجمع المعلومات بمختلف وسائط الجمع العسكري والأمني ، بحثاً عن رؤوس خيوط يمكن أن تُستثمر ويستفاد منها للتتبع المقاومين ، والتعرف على مقارهم ، وخطوط حركتهم ، ليستفيد مما جمع وسجل من معلومات ، حال تجدد عمليات القتال ، إذا لم يتم تمديد هذه الهدنة .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
22/ 11/ 2023