أولاً : الموقف :
مع نهاية اليوم السابع للهدنة المؤقتة والذي انقضى في يوم: 01/ 12/ 2023 الساعة: 07:00 استأنف العدو ( الأمريصهيوني ) عملياته القتالية في عموم قطاع غزة ، كما استأنفت المقاومة الفلسطينية اشتباكها مع العدو على كافة محاور القتال ، خاصة في منطقة مدينة غزة ، حيث عمليات الجهد الرئيسي للعدو .
وفي صفحة العدو القتالية ، انسحب العدو أيام الهدنة السبع من عدة مناطق في مدنية غزة ، معيداً تموضع قواته في نقاط دفاعية أكثر أمناً ، ومناسبة لاستئناف العمليات مستقبلاً ؛ حيث خرج من منطقة عمليات الجهد الرئيسي في شمال قطاع غزة ما لا يقل عن 250 آلية . كما أعاد العدو تأكيده على الهدف من حربه على قطاع غزة ، حيث ذَكر قادته السياسيين والعسكرين على أن هدفهم من الحرب هو:
- القضاء على تهديد حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية " حماس " .
- استعادة ما تبقي من أسراه لدى حركات المقاومة .
- القضاء على مصادر التهديد وإزالتها من قطاع غزة .
أما فيما يخص قوات العدو العاملة في منطقة عمليات الجهد الرئيسي في شمال قطاع غزة ، فقد أفيد في تاريخ 24 11 2023 عن وجود التشكيلات القتالية الآتية :
- منطقة عمليات الشمال الشرقي لمدنية غزة / محور بيت حانون : تشكيلات الفرقة 252 والتي تضم الألوية 10 و 12 و 14 و 16 .
- منطقة عمليات الشمال الغربي لمدنية غزة / محور زكيم ساحل غزة حتى أبراج المقوسي : تشكيلات الفرقة 162 والتي تضم الألوية المدرعة 401 و 460 ، ألوية مشاة الناحال و جفعاتي و لواء الكومانودس .
- منطقة عمليات جنوب وجنوب غرب مدنية غزة / محور الزيتون الشجاعية تل الإسلام ، الشيخ عجلين شارع الرشيد حتى منطقة الميناء تقريباً : تشكيلات اللواء مدرع 188 باراك ، أولية المشاة غولاني و ساعر 7 و المظليين .
- كما تضم منطقة العمليات التشكيلات التالية : لواء تدريب المشاة 828 ، لواء تدريب المظليين 226 ، لواء المظليين الاحتياط 551 ، لواء المظليين احتياط 646 ، كتيبة من لواء المدرعات كرياتي ، كتيبة من لواء المظليين 55 ، كتيبة من لواء كفير ، قوات المهام الخاصة / شيطيت ، شلداغ ، يهلوم ، متكال .
وقد استأنف العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
- تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات ، خاصة منطقة الجهد الرئيسي ، حيث استهدفت بنيرانها مناطق المقاومة وأهدافها ، حيث ادعى العدو أنه وبعد عدة ساعات من استئنافه للعمليات القتالية ، قصف ما لا يقل عن 200 هدف للمقاومة.
- قصف الأحياء والحارات الداخلية في مدينة غزة ، وباقي مناطق القطاع ، حيث شن العدو أكثر من غارة على المناطق الوسطى في قطاع غزة ، ومحافظتي خان يونس ورفح .
- إلقاء منشورات يطالب فيها سكان مناطق شرق خان يونس / خزاعة ، عبسان الصغرة والكبري ، القرارة ، بالتوجه إلى جنوب قطاع غزة .
- تركيز القصف الجوي والمدفعي على محافظة خان يونس جنوب وادي غزة .
- قطع العدو الطريق الواصل بين محافظتي خان يونس ورفح .
- قصف بحري من زوارق العدو المنتشرة قبالة دير البلح جنوب وادي غزة .
- رد العدو على مصادر النار التي استهدفت قواته ومقاره في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ؛ حيث طال قصفه كل من : الناقورة ، حولا ، مركبا ، اللبونة ، دير ميماس ، القوزح .
أما فيما يخص صفحة المقاومة القتالية ؛ فقد ردت تشكيلات المقاومة على استئناف العدو لعملياته القتالية ، عبر الإجراءات التالية :
- الاشتباك مع العدو بالأسلحة الفردية والصاروخية والعبوات التفجيرية ، على كافة محاور القتال في مدينة غزة / الشيخ رضوان ، وتل الإسلام ( الهوا ) ، وبيت حانون ، والتوام ، نتساريم ، حي النصر ، مخيم الشاطئ .
- قصفت المقاومة مناطق غلاف غزة / سيدروت ، رعيم ، نتفوت ، نحال عوز ، مفساليم ، أفوقيم ، بالنيران المناسبة .
- استهداف العدو في بعض نقاط تمركزه في بعض مساكن بيت حانون .
- قصف عمق فلسطين المحتلة / تل الربيع ، عسقلان ، بئر السبع ، حيث وصلت نار المقاومة حتى مغتصبة " تكوعا " جنوب القدس .
- استأنفت المقاومة الإسلامية في لبنان " حزب الله " اشتباكها مع العدو في أكثر من نقطة في الشمال الفلسطيني ، حيث استهدفته في نقاط : مرغلوت ، الناقورة ، زرعيت ، راميا ، المرج ، جل العلّام ، برانيت ، مسكاف عام ، كريات شمونة .
- لم تُسجل بالأمس أي عمليات في ساحات العمل الخارجية / العراق ، اليمن ، سوريا .
وفي الضفة الغربية ؛ ما زال العدو يمارس عمليات الاقتحام والمداهمة لمختلف مدن وقرى الضفة الغربية معتقل للناشطين ، ومدمراً للبنى التحتية ؛ حيث اقتحم : جلود / جنوب نابلس ، دير بلوط وبديا / غرب سلفيت ، مسافر يطا / الخليل ، عرابة / جنين ، عين السلطان / أريحا ، بيتونيا / غرب رام الله ، قفين / شمال طول كرم .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
- مظاهرات ومسيرات .
- اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
- ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ بعد استئناف العمليات القتالية المعادية ؛ عادت الجهود السياسية لتنصب على محاولة الاتفاق على هدنة ثانية ، مع ما يرافق هذه الجهود من إعلان صريح للعدو الأمريكي تأييده لإجراءات العدو الصهيوني ، ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة ، مع زعمه ـ الأمريكي ـ أنه يضغط من أجل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين ، وتجديد الهدنة مرة ثانية .
ثانياً: التحليل والتقدير :
بعد أن أعلن عن هدنة مؤقتة بتاريخ 25/ 11/ 2023 ، لمدة 4 أيام ، تم تمديدها حتى وصلت إلى 7 أيام ، كان من الواضح أن العدو لم يحقق شيء من الأهداف التي أعلنها لحربه ـ تدمير حماس ، استرجاع الأسرى بالقوة ، القضاء على التهديد ـ ، وأن المقاومة ما زالت تمتلك قدرات قتالية ، ونظام قيادة وسيطرة فاعلة ، ظهرت ـ القدرات ـ جليةً في عمليات التفاوض على تبادل الأسرى ، وأثناء عمليات التسليم وإجراءاتها ، الأمر الذي جعل العدو أمام مجموعة من خيارات يمكن إجمالها ، وبدون تفصيل ، على النحو الآتي :
- الانسحاب من طرف واحد دون إعلان وقف للأعمال القتالية ، مع ما يؤمنه هذا الخيار له من حرية عمل مستقبلي ضد القطاع وبمختلف تكتيكات ووسائط النار ، دون أن يُقيد نفسه بنصوص هدنة ، أو وقف نار مكتوب ، وبضمانات وسطاء .
- هدنة أو هدن قصيرة ، قد تصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
- تفاوض تحت النار ، بحيث يستخدم العدو قدراته النارية للضغط على المقاومة لتحصيل نقاط لصالحه .
- العودة إلى القتال من حيث توقف .
وحيث أن العدو ، ووفقاً لما يعلنه من أنه لم يحقق إلى الآن أكثر من 40 % من أهداف عمليته العسكرية ، وحيث أن العدو يعتقد أن حركات المقاومة في قطاع غزة ما زالت تمتلك من القدرات والأصول القتالية ، ما يمكن أن يشكل تهديداً مستقبلياً لأمنه وأمن ( مواطنيه ) في غلاف غزة والعمق الفلسطيني ، وحيث أن العدو يعتقد أن حركة المقاومة الإسلامية " حماس " تمتلك قدرات و أصول قتالية ـ بشرية ومادية ـ ذات مصداقية في مناطق جنوب قطاع غزة ، خاصة في محافظة خانيونس ، يمكن أن تشكل هذه القدرات تهديداً مستقبلياً عليه ، وحيث أن العدو إلى الآن لم يحقق نصراً أو صورة نصر ، يمكن أن يرمم من خلاله صورته التي تهشمت ، ويرضي به جبهته الداخلية التي تضررت ، فإنه عمد إلى استئناف القتال من حيث بدء ، وبصورة أعنف ، على قاعدة التفاوض تحت النار ، مستخدماً كافة قدراته النارية ، البرية والجوية والبحرية.
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
- زيادة تركيز العدو ناره على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة ، خاصة محافظة خانيونس . الأمر الذي يتطلب من تشكيلات المقاومة عدم إعطاء فرصة للعدو لكشف جهازها الدفاعي عبر ما يقوم به من عمليات الاستطلاع القتالي ، أو القصف الجوي ، وتَحين المواقف القتالية الأنسب لها للاحتكاك والاشتباك معه ، كما يجب استخدام مختلف الجهود الهندسية والنارية لإرهاق قوات العدو أثناء تقدمها نحو مراكز ثقل المقاومة ، ومنعه ـ العدو ـ من تثبيت رؤوس جسور في منطقة العمليات ، يمكن أن تتحول إلى مقار عمليات متقدمة تهدد مناطق مسؤولية مختلف فصائل المقاومة في منطقة العمليات هذه .
- بقاء العدو مشتبكاً مع قوات المقاومة المنتشرة في مدينة غزة ، على أن يبقى قتاله على القشرة الخارجية للأحياء والحارات الداخلية ، دون التوغل إلى داخلها ، تحسباً من الخسائر والأضرار المتوقعة .
- بقاء تشكيلات المقاومة في مدينة غزة خصوصاً ، والقطاع عموماً ، مشتبكة مع العدو ، بمختلف صنوف النار ، وتكتيكات القتال في المناطق السكنية .
- بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار ، وفي كامل المنطقة الحدودية ، من رأس الناقورة غرباً ، وحتى العرقوب شمالاً .
- استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
- استئناف " أنصار الله " في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني.
- لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
02/ 12/ 2023