لماذا ينشر الاحتلال الإسرائيلي أخباراً كاذبة
حضارات


الكاتب: محمد كمال



المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي/ الأناضول

أثناء الصراعات والحروب تبدأ آلة الأخبار الكاذبة في الانتشار، ربما للتأثير في الرأي العام أو زعزعة الثقة وبث الخوف والرعب في النفوس أو حتى من أجل شيطنة الطرف الآخر في الصراع وتصويره على أنه إرهابي وقاتل ويرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفي الحقيقة يمتلك الاحتلال الإسرائيلي كافة المهارات التي تجعله كاذباً مثالياً، فلديه الإمكانيات التكنولوجية والوحدات المدربة والأموال التي يدفعها لمنصات التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لهذه الأخبار الكاذبة، بل يمتلك أيضاً القدرة على توجيه سياسات هذه المنصات لقتل الروايات الأخرى وفرض القيود على الطرف الآخر من الصراع.

ومع بداية عملية طوفان الأقصى، انتشرت عدة أخبار بشكل متوازٍ على وسائل التواصل الاجتماعي مصدرها الاحتلال الإسرائيلي، مثل قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء وغيرها من الأخبار التي سنسرد بعضها للتدليل على وجهة النظر التي نطرحها، لكن ومع ذلك سرعان ما تتكشف هذه الأكاذيب أمام الرأي العالم ربما بفضل التكنولوجيا أيضاً، فلا يفل الحديد إلا الحديد، ولا نقاوم تكنولوجيا إسرائيل الكاذبة إلا بتكنولوجيا أخرى قادرة على فضح هذه الأكاذيب وكشفها وتحقيق الأخبار حتى تظهر لنا الحقيقة، أولى وأهم هذه الأدوات التي تفضح الأكاذيب والشائعات والفبركة على منصة X هي الـ Community Notes أو ملاحظات المجتمع وتهدف إلى تزويد جميع مستخدمي X بالمعلومات اللازمة من خلال تمكينهم من مساعدة المنصة في إضافة سياقات إلى التغريدات التي قد تكون مضللة، وهي تظهر تحت كل خبر مشكوك في أمره، يمكنك أن تنضم إليهم وتضع ملاحظاتك تحت أي خبر أو تغريدة مُضللة وكاذبة وستظهر ملاحظاتك تحت هذه التغريدة للمستخدمين.

أصبحت ثقافة تحقيق الأخبار وتدقيق المعلومات Fact Checking ضرورة ملحَّة بالأخص هذه الأيام، ومن خلال انتشار هذه الثقافة نهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموثوقة يمكن أن نعتمد عليها، وذلك من خلال عدة خطوات منها التحقق من المصدر، ومقارنة المعلومات، والتحقق من سياق الأخبار وكذلك التحقق من الصور والفيديوهات، وغيرها من الأمور التي تضع أمامنا الأخبار هكذا عارية دون فبركة أو تضليل، وهنا يمكن الاعتماد على أدوات عديدة يُمكن أن نسرد بعضها حتى يتسنى للجميع -حتى المستخدمين والجمهور- من التحقق من أي خبر أو صورة أو فيديو بأنفسهم قبل أن يشاركوها على حساباته على وسائل التواصل الإجتماعي.


ذكاء اصطناعي أم لا AI or Not

يمكنك الاعتماد على أداة AI or Not وهي عبارة عن خدمة ويب تساعد المستخدمين على تحديد ما إذا كانت الصورة قد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI) أم لا، تساعدك هذه الأداة على التحقق من الصور بسهولة جداً؛ حيث تقوم فقط بارفاق الصورة للموقع وانتظار نتيجة التحليل، فمثلاً لو كنت تتذكر صورة روج لها الاحتلال الإسرائيلي كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال صغيرة متفحمة واتهام حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بأنهم هم من فعلوا ذلك، عندما قمت باستخدام هذه الأداة ورفع الصورة على الموقع ظهرت أنها مفبركة وأنها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي بالكامل، كذلك انتشرت صورة لمخيمات إسرائيلية قالوا على أنها لإسرائيليين يعيشون الآن في خيام نتيجة ما حدث لهم بعد عملية طوفان الأقصى، وبتحليل الصورة باستخدام نفس الأداة تبين أنها مصنوعة أيضاً بالذكاء الاصطناعي، إذن يمكنك أن تعتمد على هذه الأداة للتحقق من أي صورة قبل أن تشاركها على حسابك.


أداة Fake Image Detector

قمتُ كذلك بالاعتماد على أداة Fake Image Detector، وهي أداة قوية لاكتشاف الصور المعدلة باستخدام تقنيات متقدمة مثل تحليل البيانات الوصفية (Metadata Analysis) وغيرها من الأمور التقنية التي تساعد على معرفة ما إذا كانت الصورة أصلية أم مفبركة ومعدلة، وقد قمت باستخدام هذه الأداة عندما انتشرت صورة لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مع أخبار تقول إنه ترك أهالي غزة تحت القصف وذهب ليستمتع بعطلة في إحدى الجزر، ورغم أن الصورة واضح أنها مفبركة إلا أن البعض قد انخدع فيها وصدق الخبر، لكن باستخدام هذه الأداة ستجد أن الصورة معدلة أو مصنوعة بالكامل من خلال برامج الكمبيوتر.


الجأ إلى جوجل Google it

ربما لست في حاجة إلى كم كبير من الأدوات لتعرفها حتى تتحقق من الصور والأخبار، يمكنك أن تعتمد على جوجل نفسه في معرفة مصدر الخبر أو التحقق من الصور والفيديوهات، حيث توفر لك مثلاً Google Reverse Image Search وتعد هذه الخدمة جزءاً من محرك البحث Google، حيث يمكن للمستخدمين رفع صورة أو إدخال رابط لتحديد مصدر الصورة والعثور على الصور المشابهة. يُعتبر هذا أداة فعّالة للتحقق من صحة ومصداقية الصور المتداولة على الإنترنت، وكذلك أدوات أخرى مثل TinEye وForensically وInVID WeVerify وJeffrey's Exif Viewer وغيرها، الأدوات لا تنتهي ويمكنك أن تقوم بالتجربة بنفسك، بجانب المتعة التي ستشعر بها مع تحقيق كل صورة أو فيديو أو خبر، إلا أنك بذلك أيضاً تمارس المقاومة لكن بطريقتك الخاصة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023