صرخة طفل : حسبي الله عليهم ..

وليد الهودلي

كاتب وأديب فلسطيني


لما تطلع من طفل من قحف صدره فالامر مختلف، صرخة تلامس كلّ من لديه بقايا قلب وشيء من سمع ولمحة أمل في شهادة حق.


يقولها طفل غزّة وهو خارج من تحت الركام، تختلف عما نقولها نحن في رام الله وهواء التدفئة الساخن يحيط بنا من كل جانب عندما نرى مشاهد الاكشن أمامنا على شاشة التلفاز.  


حسبي الله عليهم، ضيّعوا علينا قعدات الكوفي شوبات وسهرات رام الله الشقراء..  

أكيد تختلف عن حسبي الله عليهم لأنهم دمّروا البيت وراح الاهل بين شهيد وجريح ومشرّد في العراء.  


حسبي الله عليهم لما يحوّلوا المقاصّة وراح نصف الراتب وتركونا مكشوفي الحساب، الشيكات الراجعة والتخلّف عن دفع التزامات الجيبات الفارهة وشمّات الهوا والمنتزهات راحت في خبر كان.  


أكيد تختلف عن حياة الباحثين عن الشهادة يحملون روحهم على أكفّهم تتملّكهم إرادة الاخرة، يفرّون من الدنيا وكلّ مغرياتها يريدون وجه الله وتحرير الوطن والمقدّسات من رجس أرذل خلق الله.


حسبي الله عليهم ، قالها هذا الطفل ببراءة وهو ينظر ويعايش بكل ألم وقهر ما فعلت بهم حثالة بشريةلم تترك ذرّة شرّ إلا ورمتها بهم.  

#فلسطين_تنتصر بإذن الله

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023