موعد وقف القتال في غزة
حضارات


الكاتب: د. عبد الله المَشوخي


المتابع لمعركة طوفان الأقصى التي ألحقت بالكيان الصهيوني هزيمة مذلة منكرة بدأت في اليوم السابع من أكتوبر حيث أصيب  الكيان  بمقتل في أهم مقومات وجوده (الأمن والعلو).


فهذا الكيان اللقيط يدرك أن سر وجوده وبقائه يقوم على عنصر الأمن وقوامه القوة والتفوق لا سيما في الجانب العسكري وإضعاف من حولهم لضمان استقراره وعدم تعرضه لهزيمة مهما كان حجمها أو نوعها.


الأمر الآخر صفة العلو  الملازمة لهذا الكيان حيث يعتقد اليهود أنهم صفوة الخلق وأبناء الله واحباؤه، وأن الجنة خالصة لهم .

وما سواهم من البشر بمثابة حيوانات خلقها الله على صورة بشر من أجل خدمتهم .

لذلك ينظرون لغيرهم نظرة ازدراء واحتقار ليس لهم قيمة ولا وزن بل إن سرقة غير اليهودي في شريعتهم مباحة كذلك الزنى والتعامل بالربا.

وأن دم غير اليهود لا قيمة له ولا وزن.


وبالعودة ليوم السابع من أكتوبر اليوم الأسود كما وصفوه نجد أن اليهود قد أصيبوا بمقتل في أمنهم وعلوهم حيث اهتزت المنظومة الأمنية لديهم بسبب ما وقع لهم من قتل وأسر في عقر دارهم - كما يعتقدون - مما أدى إلى كسر علوهم وجرح كبريائهم وزوال هيبتهم.

لذلك قاموا بمجازر فظيعة في قطاع غزة ودمار شامل دون أي اعتبار لقواعد وقوانين الحروب المتعارف عليها.

ودون أي اعتبار للرأي العام العالمي أو لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.


ودون أي اعتبار لمواقف بعض الدول تجاههم.

ودون  أي اعتبار لحجم الدمار وقتل الأطفال الذي لحق بسكان القطاع.

ودون أي اعتبار لخسائرهم المادية والاقتصادية.

بل تصرفوا تصرف الثور الهائج الذي أصيب بمقتل في جسده.

ويبقى السؤال الملح متى يقف القتال في غزة ؟.

وقبل الإجابة على هذا السؤال لابد أن نضع بعين الاعتبار عدة أمور منها:

ردة فعلهم المتسمة بروح الانتقام لما أصابهم يوم السابع من أكتوبر وأثر ذلك عليهم.

ووجود حكومة متطرفة تحكمهم  وعدت شعبها برد الاعتبار لهم وذلك بالقضاء على حماس وتحقيق الأمن للمستوطنين  والإفراج عن كافة الأسرى دون قيد أو شرط.


يضاف لما سبق الدعم الأمريكي منقطع النظير والمشارك في المعركة.

كذلك الدعم الغربي والموقف العربي المتخاذل بل والمؤيد للكيان لبعضهم. لكل ما سبق فإن آلة الحرب ستستمر حتى تتحقق شروطهم.

فوقف الحرب دون ذلك يعني الهزيمة المذلة لهم... يعني محاكمة قيادتهم والزج بهم في السجن أو إقالتهم.

كما يعني كسر هيبتهم وزوال ريحهم وجرح كبريائهم، ومن قبل من؟.

من قبل مقاومة  قليلة العدد والعدة محاصرة من طرفهم  منذ 17 عاما.


لكن الأمر الوحيد الذي يوقف الحرب هو استمرار المقاومة وصمود الحاضنة الشعبية واستنزاف العدو بخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات حينها يعجز العدو عن الاستمرار في المواجهة و يتنازل صاغرا عن شروطه بل سيخضع لشروط المقاومة ويقبل بالذل والإهانة تحت تحقيق نصر مزيف يروج له في وسائل الإعلام ويتخذه ذريعة لوقف إطلاق النار.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023