حماس: نؤكد مجدداً أنَّه لا تفاوض بخصوص تبادل الأسرى إلاّ بعد وقف العدوان الصهيوني
غير مدعوم
الموقع الرسمي - حركة حماس

عقدت حركة المقاومة الإسلامية حماس اليوم الثلاثاء (12-12-2023) في العاصمة اللبنانية بيروت المؤتمر الصحفي اليومي لمواكبة تطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل على قطاع غزة، وجاء فيه:



بسم الله الرَّحمن الرَّحيم



-لليوم السابع والستين، يواصل الاحتلال النازي وجيشه الفاشي - بدعم أمريكي وبريطاني - حربهم الهمجية وعدوانهم السافر على أهلنا في قطاع غزَّة، وعلى كل مقوّمات الحياة الإنسانية فيها، فلم يتركوا علامة من علامات الحياة إلاّ ودمّروها وعاثوا فيها إرهاباً وخراباً وفساداً؛ من المستشفيات وآبار المياه ومحطات الوقود والطاقة الشمسية والمخابز والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، والبنية التحية والمؤسسات الخدمية، وكل مقوّمات الحياة الإنسانية، حتى محلات ألعاب الأطفال لم تسلم منه ساديتهم وفاشيتهم .



-هؤلاء هم أعداء الحرية والإنسانية، وزوراً وبهتاناً أن ينسبوا لأيّ حضارة إنسانية، فهؤلاء المحتلون المجرمون مجرّدون من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، وهذه الحرب النازية قد فضحت حقيقتهم.



-لقد ارتقى في هذه الحرب العدوانية حتى اليوم، أكثر من 18250 شهيد، ونحو 50 ألف جريح ومصاب، وفي اليومين الماضيين فقط ارتكب هذا العدو النازي أكثر من 25 مجزرة مروّعة، استهدفت بيوت آمنين أبرياء، ومدارس تضمّ نازحين، وأباد خلالها عائلاتٍ بأكملها.  



-الرَّحمة على أرواح شهداء شعبنا الأبرار في قطاع غزَّة والضفة الغربية المحتلة، وستكون دماؤهم لعنة تطارد هذا العدو وداعميه، وستذكي روح المقاومة، نحو تحرير الأرض والمقدسات.

-ونشيد بكل معاني الاعتزاز بالملحمة الأسطورية التي يسطّرها أهلنا في قطاع غزَّة، ويكتبون فيها تاريخاً مجيداً لشعبنا وأمتنا، بدمائهم وآلامهم وجوعهم وعطشهم، وهم يدافعون عن أنفسهم وكرامتهم وحريّتهم واستقلالهم.



-ونقف وقفة إجلال وفخر وإكبار أمام بطولات كتائبنا المظفرة، كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، التي مرّغت أنف هذا الجيش النازي في تراب غزَّة، وهشّمت أسطورته الزائفة إلى الأبد، وقرّبت هذا الاحتلال البغيض إلى نهايته الحتمية وزواله عن أرضنا.

-كما نشيد ببطولات شبابنا الثائرين ورجال المقاومة في ضفتنا الأبيّة، الذين يشتبكون مع جنود العدو، ويدافعون عن أرضهم ومقدساتهم أمام جرائم العدو، واقتحاماته العدوانية، وعربدة مستوطنيه المتطرّفين، وتدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك؛ حيث بلغ عدد شهداء الضفة الغربية منذ بداية معركة طوفان الأقصى 288 شهيداً، وأكثر من 4200 معتقل.



-لقد فشل هذا العدو النازي في تحقيق أيّ إنجاز سياسي أو عسكري أو ميداني، بفضل صمود شعبنا وبسالة كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام ورجال المقاومة الفلسطينية، وهو ما يكشف تصعيد جيشه الجبان لحرب الإبادة والمجازر والتهجير القسري ضدّ المدنيين العزّل.

-إنَّ اعتقال جيش الاحتلال النازي مجموعة من المواطنين المدنيين، النازحين في مدارس الأونروا ومراكز الإيواء والمستشفيات، منهم أطباء ومعلّمون وصحفيون، وتجريدهم من ملابسهم بصورة مهينة،  

ونقلهم في شاحنات بمن فيهم النساء، جريمة تحاكي ما فعل النازيون باليهود وما جرى في سجن أبو غريب من قبل الأمريكان، وهي محاولة للانتقام من أبناء شعبنا، ولن تفلح في محو هزيمته النكراء وفشله الاستراتيجي يوم السابع من أكتوبر.



-إنَّ قيام جيش العدو بانتزاع أو فبركة ما يدّعي أنها "اعترافات" من أسرى من كرام أبناء شعبنا وشخصياته في قطاع غزَّة، تحت التعذيب الوحشي والتهديد الهمجي، هو محاولة يائسة لكسر إرادة شعبنا، وممارسة حرب نفسية قذرة، لن تُجدي ولن يصدقها أحد.



-نجدّد تأكيدنا على موقف شعبنا الرّاسخ والثابت في رفض كل مشاريع ومخططات التهجير من قطاع غزَّة.



-ونؤكد مجدداً أنَّه لا تفاوض بخصوص تبادل الأسرى إلاّ بعد وقف العدوان الصهيوني.



-ما كشفته تقارير إعلام العدو وإقرار جيشه عن وصول أعداد جرحى جنوده وضبّاطه إلى 5 آلاف حالتهم خطيرة، وأنَّ 60 جريحاً يصل يومياً إلى المستشفيات، وأنَّ 20 جندياً قتلوا بنيران صديقة، هذه الأرقام لا تفصح إلا عن جزء يسير من الحقيقة التي يخاف منها المجرم نتنياهو وأركان حربه.



-إنَّ فشل محاولة جيش الاحتلال في الوصول إلى مكان أحد الأسرى الصهاينة في قطاع غزَّة، هو استمرارٌ لفشل هذا الجيش الجبان وحكومته الفاشية في تحرير أيّ جنديّ من أسراه، ونقول له: لا تحاول .. فلن تفلح في تحرير أي من الأسرى .. وأنت بمغامراتك تعرّض حياتهم للخطر..  



-  إنَّ اقتحام جيش الاحتلال فجر اليوم مخيم جنين، يستهدف المقاومين والحاضنة الشعبية والبنية التحتية في المخيم، ومحاولته كسر المقاومة في الضفة، وهذا لا ينفصل عن جرائمه في غزة، وسيفشل في الضفة أيضاً كما فشل في غزَّة..



 وهنا نقول بكل ثقة ويقين:  

-لن يحقّق نتنياهو الفاشل أيَّ هدفٍ يصبو إليه على أرض غزَّة العزَّة، وسيكون مصيره واضحاً أمام جمهوره وهو المحاكمة والسجن.



-إنَّ تكرار أركان حرب العدو ادّعاءاتهم بالقضاء على رجال المقاومة، يجعلهم أضحوكة أمام شعبنا والعالم، الذي يشاهد أعدادُ قتلى جنودِهم وضبّاطِهم التي تصل يومياً إلى كل مستشفيات الكيان، كما ينسف هذه الادّعاءات أيضاً وصول صواريخ المقاومة إلى قلب كيانهم.



-إنَّ ادّعاءات الاحتلال الكاذبة باستسلام رجال القسّام، هي ادّعاءات سخيفة ووقحة، لتبرير فشله في مواجهتهم في الميدان، فأبطال القسام ورجال المقاومة لا يعرفون الاستسلام أو الانكسار، وكلمة (استسلام) ليست واردة في قاموسهم أصلاً. وشعارهم الدَّائم: إنَّه جهادٌ، نصرٌ أو استشهاد.



-سنفشل كل مخططات هذا العدو النازي في تهجير شعبنا، وسندفن أحلامه وأوهامه، وسنخرجه مدحوراً يجرّ أذيال الخيبة والخسارة؛ فجنوده وضباطه قد دخلوا غزَّة أحياء ولن يخرجوا منها إلاّ أشلاء.



-إنَّ استخدام أمريكيا الفيتو ضدّ قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف النار الإنساني في غزَّة، هو إمعان من الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته في جرائم التطهير العرقي و المجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.



-نثمن جهود المجموعة العربية والاسلامية لعقد اجتماع اليوم للجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”. كما يدعو إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.



-ندين ونستنكر بشدة اعتزام الحكومة الفرنسية استضافة مؤتمر دولي وبمشاركة الكيان الصهيوني النازي لمناقشة ما يسمونه "الحد من تمويل حركة حماس وأنشطتها على الإنترنت"، ونعتبره انحيازا فاضحا لصالح الاحتلال، وتماهيا معه في محاربة شعبنا الفلسطيني وروايته على الفضاء الإلكتروني، وانكارا لحق شعبنا في التحرر وتقرير المصير على فرنسا والدول الاوروبية ان تعيد النظر في انحيازها الفاضح للاحتلال ولسياساته العنصرية، وان تلتزم القانون الدولي والانساني ان بقي لديها ضميرا إنسانيا او احتراما لحقوق الانسان.



-نرحّب بموقف رؤساء وزراء إسبانيا وإيرلندا وبلجيكا ومالطا الداعي لوقف الحرب الصهيونية على قطاع غزَّة، وندعو إلى مزيد من الضغوط لتبنّي الاتحاد الأوروبي قراراً بالوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا.  



-نشكر كل الشعوب الحرَّة التي لبّت نداء الإضراب الشامل أمس الاثنين تضامنا مع غزَّة، ونحيي كل المبادرات والفعاليات لاستمرار الحراك العالمي لوقف العدوان.

-ونرحّب بكل مواقف الشعوب العربية والإسلامية الشقيقة، في كل من الكويت والأردن واليمن وإندونيسيا وماليزيا وباكستان، وغيرها من الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم التي عبّرت عن تضامنها مع غزّة وصمود شعبها في وجه العدوان

-نجدّد دعوتنا إلى مواصلة وتصعيد كلّ أشكال الحراك الجماهيري والفعاليات في كل مدن العالم، حتى يتوقف العدوان.

-وفي الختام، نؤكّد للعالم أنَّ من حقّ شعبنا وأهلنا في غزَّة أن يعيشوا حياة حرَّة وكريمة على أرضهم، بلا حصار ولا جوع ولا قصف ولا تهديد ولا تهجير، كباقي شعوب العالم، ونقول ونؤكد أنه لن ينعم الاحتلال ومستوطنوه بالأمن والهدوء والاستقرار، حتَّى ينعم به شعبنا، وأهلنا في غزَّة العزَّة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023