الانفجار غير العادي و صراخ الضابط : "حادث كبير في إطار جولاني".
يديعوت أحرنوت


كانت الساعة 4:30 مساء و من خلال قناع السحابة يمكنك أن ترى أن الشمس قد بدأت بالفعل في الغروب.  

فجأة، هز انفجار بحجم غير عادي الأرض.. من الصعب وصف انفجار ضخم بالكلمات، لأنه كيف يمكن للمرء أن يوضح إن ما حدث جحيم كأقرب وصف؟ إنه رعب وامض يسيطر على العظام والوعي.. حجم لا يمكن تصوره.


مكثنا هناك لمدة ثلاث ساعات يوم الثلاثاء وللحظة لم يتوقف الحريق..  


فجأة، هذا الانفجار، وبعد لحظة أو اثنتين، صاح أحد الضباط: "حادث كبير في إطار جولاني"، وبينما كان الجنود يقفزون إلى ناقلات الجنود المدرعة والدبابات، سيطر رعد المحركات واضطررنا إلى الانتقال إلى الصراخ.  


صرخ أحدهم: "مهلا ، يقولون تعالوا بسرعة، ربما انهيار مبنى، إلى الأمام، الجميع إلى الأدوات، الجميع إلى الأدوات..."  

وبدأ الجري في كل الاتجاهات.. سمع نداء من إحدى شبكات الراديو: "توقفوا و كفوا لا تطلقوا علينا".  


و أوضح أحدهم أنه تم إصدار أمر لقواتنا بإطلاق قذائف الهاون بالتوقف عن إطلاق النار حتى لا تعرض القوات على الأرض للخطر.

وفوقنا يمكن سماع قعقعة الطائرات بدون طيار (الطائرات المأهولة عن بعد) التي تحلق للتغطية على عمليات الإنقاذ للقوات المهاجمة.  


كان من الواضح أن هذا كان حادثا معقدا، وأن جولاني قد تعرض لكمين وأن قواتنا تكبدت إصابات.  

ولكن بصرف النظر عن الانتقال السريع إلى وضع القتال، والقفز السريع، والركض إلى المركبات وتقارب القوات المتبقية لاتخاذ مواقع المعركة، فإن أكثر ما برز هو ضباب المعركة.  


عدم اليقين، صعوبة فهم ما حدث في الدقائق الأولى ليس بعيدا عنك، 250 - 300 متر ، وفقا لأحد الضباط في مركز قيادة قائد اللواء.  


بصفتك أحد الوالدين، تشعر بالذعر على الفور : هل أصيب الجنود، وإذا كان عدد الذين أصيبوا، وما إذا كان هناك وفيات. وتفكر على الفور في الآباء الذين أبناءهم هنا وهم أنفسهم الآن في المنزل، غير مدركين لهذه الدراما الرهيبة التي بدأت للتو.  

و تنظر إلى الجنود والضباط الذين يتصرفون الآن بحدة.  


الشجاعية هو حي بحجم مدينة.. يعيش حوالي 100 ألف نسمة في منطقة صغيرة تبلغ مساحتها حوالي سبعة كيلومترات مربعة.  

يسميه سكانه "حي الشجعان"، لأنه كان دائما معقلا لحركة حماس. هذا هو أقرب حي إلى مستوطنة إسرائيلية: ضواحيها الشرقية على بعد 800 متر فقط من كيبوتس ناحال عوز.  


وتعتبر كتيبة حماس في الشجاعية الأقوى في قطاع غزة.. من هنا، تم التخطيط للهجوم على الكيبوتس وموقع ناحال عوز وشنه.

ولهذا السبب "تلقى شجاعية معاملة خاصة" من فريقين قتاليين: الفريق القتالي للواء 188 يهاجم الحي من الشرق إلى الغرب، وفريق جولاني القتالي من الشمال الغربي.  


إنهم يغلقون عليها بحركة كماشة بقوة نيران تدمر كل شيء في الطريق.. وهذا ما يفسر الدمار الشامل، لكنه لا يمنع مقاتلي حماس من الخروج من كل مكان.. والضرب على حين غرة والعودة إلى أعماق الأرض كما فعلوا بعد ظهر أمس، في هجوم أودى بحياة تسعة مقاتلين وقادة جولاني.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023