مع مرور الوقت، تزداد إحتمالات وقوع أحداث صعبة في غزة

حضارات

مؤسسة حضارات


صحيفة معاريف العبرية

 بقلم المحلل العسكري:  تل ليف رام

مع مرور الوقت، يعلم العدو أن الجيش الإسرائيلي والقوات تتآكل أيضاً، ما يزيد من فرص وقوع حوادث صعبة للغاية مثل تلك التي وقعت الاثنين الماضي والتي قتل فيها 21 جندياً.

وهذا حادث يوضح، قبل كل شيء، مخاطر حرب العصابات التي تشنها حماس: مجموعة صغيرة من المسلحين، تمكنت من إصابة الجنود على وجه التحديد في منطقة بعيدة عن خط المواجهة، خلال مهمة روتينية يتم تنفيذها من موقع دفاعي قريب نسبيا من الحدود مع إسرائيل.

وعملت القوات المتضررة على إنشاء المنطقة العازلة، وهي منطقة أمنية خالية من السكان والمباني والنباتات، تعمل إسرائيل على إعدادها من الناحية الهندسية حتى لليوم التالي للحرب.

التفاصيل الدقيقة للكارثة قيد التحقيق حاليًا، لكن في الوقت الحالي يمكن القول أن المسلحين على ما يبدو أطلقوا قذائف مضادة للدروع، أحدها على الدبابة والآخر على المباني، ما أدى إلى انفجار هائل للألغام التي كانت مزروعة من قبل الجنود لتفجيرها. 

سيتعين الآن على الجيش الإسرائيلي أن يرى ما إذا كان قد تم تعلم الدروس من الأحداث السابقة في الميدان؛ ولماذا كان هناك هذا العدد الكبير من الجنود في مكان العملية معاً في نفس الوقت؛ ولماذا لم تكن هناك منطقة معقمة حول المباني المعرضة للانفجارات؛ و كيفية خلق فصل بين القوة التي تؤمن العملية والقوة الهندسية التي تجهز الانفجار فنياً.

وتتشابه خصائص الحادثة الحالية مع تلك الكارثة التي وقعت في البريج بداية الشهر الجاري، حيث تسببت قذيفة دبابة في تفعيل المنظومة التخريبية التي زرعها الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ في أحد أنفاق حماس، أدت إلى مقتل ستة جنود.

وتعتبر هذه الأعطال نادرة جداً - فقد سبق لقوات الهندسة أن قامت بتفجير عدد كبير جداً من المنازل والأنفاق والبنى التحتية العسكرية في الحرب الحالية في كافة أنحاء قطاع غزة - إلا أن ثمن كل عطل فيها باهظ جداً.

ومن الأسئلة التي تطرح بعد مثل هذه الكوارث هو ما إذا كان من الأفضل قصف مثل هذه المواقع من الجو، وبالتالي تجنب الخطر المحتمل على الجنود. 

تظهر التجربة المتراكمة في قطاع غزة أن الوصول المادي إلى المنطقة وحده، في معظم الحالات، هو القادر على تدمير البنية التحتية العسكرية بالكامل، خاصة في الأماكن التي توجد بها أنفاق أو فتحات. 

إن الهجوم الجوي يؤدي في أغلب الأحيان إلى انهيار المبنى، ولكنه لا يلحق الضرر بباطن الأرض تحته.وتقع الكارثة الصعبة تحديداً على خلفية ما يبدو تقدماً كبيراً للجيش الإسرائيلي في خان يونس، حيث أنهت القوات تطويق المدينة وتعمل بشكل كبير في غربها.

وتشير التقديرات إلى أن العملية في خان يونس ستنتهي خلال أسابيع قليلة، وحينها ستواجه إسرائيل منعطفا حاسما.

وإلى جانب الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة مختطفين، يقوم المستوى الأمني ​​بالتحضير للمرحلة المقبلة في رفح، كما يلتزم المستوى السياسي أيضاً بإعداد الهيكلية السياسية للعمل هناك، والتي من المتوقع أن تكون معقدة خاصة في مواجهة مصر.  


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023