الرشقات الصاروخية من القطاع تثبت أن حماس تستغل الخلاف مع الولايات المتحدة وتضع إصبعها في عين إسرائيل

أمير بوخبوط - الاعلام العبري

والا نيوز


بينما تحاول الولايات المتحدة منع المناورة في رفح، أطلقت حماس اليوم رشقتين صاروخيتين من منطقة مخيمات الوسطى في غزة لإثبات صمودها وقدرتها على إعادة البناء. وتلاحظ المنظمة الخلاف مع البيت الأبيض وتحاول توسيعه. الاستنتاج واضح: المقاومة الفلسطينية تغلي على مستويات عالية في المناطق التي لم يناور فيها الجيش بعد

وبينما تبذل الولايات المتحدة ودول أخرى، بما في ذلك قطر ومصر، قصارى جهدها لمنع مناورة الجيش في رفح - خوفا من حدوث كارثة إنسانية وإلحاق الضرر بالسكان الفلسطينيين المدنيين، فإن منظمة حماس تبذل قصارى جهدها لوضع اصبعها في عين إسرائيل و تطلق في مناسبتين منفصلتين وابل من الصواريخ على إسرائيل من منطقة مخيمات الوسطى لإثبات الصمود والقدرة على إعادة التأهيل.


تدرك حماس تنامي الشرخ بين الحكومة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية وتحاول الدخول إليه وتوسيعه واستغلاله لحاجات بقاء التنظيم بشكل خاص وبقاء قادته بشكل عام أو العكس - والسؤال هنا من نسأل.

ولكن على خلفية رغبة حماس في استعادة الحكم في أراضي قطاع غزة، فإن الذراع العسكري للمنظمة يعلق يافطة ضخمة: المقاومة الفلسطينية تغلي على مستويات عالية في المناطق التي لم يناور فيها الجيش بعد على الأرض. ومنها: مخيمات الوسطى مع التركيز على دير البلح والنصيرات ومدينة رفح.


لذلك، فإن القرار الأمريكي بالوقوف جانبا وعدم استخدام حق النقض ضد الدعوة إلى إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يسبب إحباطا كبيرا في إسرائيل. وفي الوقت الحالي بالتحديد، حيث يقترب القتال من لحظات الحقيقة. خاصة وأن الجيش يبحث عن روافع لممارسة الضغط على قيادة حماس لحثها على المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين وفي الوقت نفسه لإسقاط حكمها الذي زرع الرعب والخوف في قطاع غزة بأكمله

إن هذا اليوم يثبت أكثر من أي وقت مضى أن على الجيش أن يناور على طول قطاع غزة بأكمله، بما في ذلك مخيمات المركز ورفح، مع إظهار قدرات متقدمة لنقل السكان إلى منطقة محمية ومساحات إنسانية من أجل تحقيق أهداف الحرب.

الإدارة الأمريكية تتصرف بعدوانية في الآونة الأخيرة بسبب الحملة الانتخابية الدامية بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، ولكن في المقابل يجب على جميع الأطراف أن تفهم أن الجيش الإسرائيلي تعثر بالفعل في الأشهر الأخيرة وكان بإمكانه تحقيق المزيد لو أنه ناور في جميع نقاط الضغط لدى حماس - لكن خلاصة القول هي أن الجيش يفعل كل شيء أولاً وقبل كل شيء لإعادة المختطفين إلى منازلهم وفي الوقت نفسه إعادة عشرات الآلاف من المدنيين إلى منازلهم بعد أن اختطفت حماس الناس من أسرتهم في 7 أكتوبر وقتلوا عائلات بأكملها.

وعلى الرغم من الأشهر الطويلة التي مرت منذ ذلك الحين، تحسن الوضع الأمني في المنطقة، لكن حماس تواصل احتجاز الرهائن، وتضيع الوقت في المفاوضات أمام العالم أجمع بينما شعبها يئن من الألم وقادتها يتمتعون بالحماية المؤقتة في الأنفاق والبعض يقيم في الفنادق الفاخرة.

إن نضال الحكومة الإسرائيلية لا مثيل له، وسيأتي يوم يفهم فيه الجميع أن هذه حرب باسم العالم الحر بأكمله وليس باسم إسرائيل فقط. إن الهجوم الإرهابي في روسيا هو تذكير بما يمكن أن يحدث في أي بلد وما يتغير هو فقط اسم المنظمة الإرهابية. ولا يمكن لإسرائيل، كدولة ذات سيادة، أن تتخلى عن مناورة كبيرة أو على مراحل في المخيمات المركزية ورفح

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023