حمدان: الحركة والمقاومة الفلسطينية لن تستجيب لأيّ مبادرة لوقف العدوان أو صفقة تبادل تحت الضغط العسكري
الموقع الرسمي- حركة حماس

ملخص لأبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي لحركة حماس الذي عقده القيادي في الحركة أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة:

-على الرّغم من حجم المجازر والإبادة الجماعية والتهجير وتدمير كل مقوّمات الحياة الإنسانية، استخدم فيها الاحتلال النازي، على مدار أكثر من سبعة أشهر، كلّ أنواع القوَّة العسكرية المفرطة، بدعم أمريكي مفتوح ومتواصل، إلاّ أنَّ نتنياهو وأركان حكومته المتطرّفة لم يحقّقوا أيّاً من أهدافهم العدوانية، وتحطّمت مخططاتهم الواحدة تلو الأخرى، على صخرة صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا.
-إنَّ موافقة الحركة على مقترح الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، هو نتيجة لمفاوضات طويلة وصعبة ومعقّدة ومتواصلة طيلة الأسابيع والأشهر الماضية وقد عُرِضت خلالها مقترحات عديدة، لم تكن تلبي شروط المقاومة، ولا مطالب شعبنا الوطنية، وقد تمسكنا بمطالبنا، وأبدينا المرونة حيث لزم ذلك.

 -لقد أبدت الحركة في جميع مراحل هذه المفاوضات، روحاً إيجابية ومسؤولة، وحاولت تذليل كل العقبات التي كانت تحُول أمام الوصول إلى صيغةٍ مُرضية، وتحفظ  في ذات الوقت حقوق شعبنا الفلسطيني، وتضمن وقفاً كاملاً للعدوان، وانسحاباً من جميع مناطق قطاع غزة، وعودةً غيرَ مشروطةٍ للنازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، وتفرض إعادة الإعمار وإغاثة أهلِنا، وصولاً إلى صفقة جدّية لتبادل الأسرى.
-نعبّر عن عميق تقديرنا وشكرنا للإخوة الوسطاء في القاهرة والدوحة، الذين بذلوا جهوداً مضنية ومتواصلة من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق.
-إنَّ هذا الاتفاق في بنوده وشروطه ومراحله، قد أمَّن القضايا الرَّئيسة لمطالب شعبنا ومقاومتنا في وقف العدوان بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين بحرية، والإغاثة وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية وجادة.

- حَقّقَ هذا الاتفاق الترابطَ في تنفيذ مراحله الثلاثة بشكل متواصل، وَقَطَعَ الطريق أمام الاحتلال، الذي كان يريد إنجاز مرحلة واحدة، يحقّق فيها الإفراج عن أسراه لدى المقاومة، ثمَّ يستأنف عدوانه ضد قطاع غزَّة، وهو الأمر الذي رفضته الحركة جملة وتفصيلاً.

-هذا الاتفاق الذي وافقت الحركة عليه، يمثّل الحدّ الأدنى الذي يستجيب لمطالب شعبنا ومقاومتنا؛ حيث تعاملت الحركة مع مقترح الوسطاء بمرونة عالية وقدَّمت تنازلات محسوبة ضمن هذا الحدّ، الذي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال التنازل أو التفريط بجزء منها.

-لقد تلقينا من الإخوة الوسطاء، في حال الموافقة على مقترحهم، تأكيدات وتطمينات؛ بأنَّه سيكون لهم دورٌ في إتمام كافة مراحل الاتفاق، والضغط على الاحتلال للالتزام بنصوصه وتنفيذها، وعدم المماطلة أو التهرّب منها، وقد تكررت هذه التأكيدات والتطمينات بعد إعلان الموافقة على مقترحهم.

-كانت الحركة في كلّ مراحل هذا الاتفاق، على تواصلٍ وتشاورٍ دائمٍ ومستمرٍ وحثيثٍ مع الإخوة في فصائل المقاومة، وعلى رأسهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الأخ المجاهد زياد النخالة، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الرَّفيق جميل مزهر، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزَّة.

-إنَّ هذا الاتفاق يمثّل إجماعاً وطنياً لكلّ قوى المقاومة، وتجسيداً لصورة الجسد والموقف والرّؤية الواحدة في ميدان المعركة وفي ميدان السياسة والمفاوضات، وتعبيراً صادقاً عن تطلعات شعبنا وحقوقه المشروعة.

 -إنَّ توجيه قيادة الحركة لوفدها المفاوض التوجّه من الدوحة إلى القاهرة، حيث يكون قد وصل في هذه اللحظات، تؤكّد جدّية موقفها في التعاون الإيجابي مع الوسطاء، وفي إتمام وإنجاز اتفاق وقف العدوان، وأنَّها معنية بالمُضي بكل إيجابية، في كل مراحله المتوافق عليها.

-إنَّ موافقة الحركة على مقترح الوسطاء، مقابل السلوك الفاشي لحكومة نتنياهو، ومحاولاته المراوغة والتهرب من الوصول لاتفاق، يضع الإدارة الأمريكية، التي اتهمت الحركة دون دليل، أنها العقبة أمام إبرام هذا الاتفاق؛ يضعها أمام استحقاق واضح؛ بضرورة التخلّي عن انحيازها لمجرمي الحرب الصهاينة، والشراكة في جريمة الإبادة الجماعية، والانتقال إلى مربع الضغط عليهم لإلزامهم بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، ووقف الجريمة التي خطط لها في مدينة رفح والسعي لتنفيذها.

 -إنَّ مناورة المجرم نتنياهو العبثية؛ عبر محاولات التهرّب من استحقاق الاتفاق، من خلال حربه العدوانية ضدّ شعبنا وفق أجندات سياسية شخصية، باتت لا تنطلي على أحد، وفي الوقت نفسه، لا يمكنها أن تدفعنا للتنازل عن حقّ من حقوق شعبنا ومطالبه المشروعة.

-نؤكّد أنَّ الكرة الآن أولاً في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرّفين، وأن سلوكهم بعد إعلان موافقة الحركة، يعكس إصراراً من المجرم نتنياهو على تعطيل كل جهود الوسطاء بمن فيهم الإدارة الأمريكية، وأنه لا يأبه بحياة أسراه لدى المقاومة، الذين يتهدّدهم الموت يومياً بقذائف وصواريخ جيشهم، بسبب سياسة المجرم نتنياهو.  

الكرة ثانياً في ملعب الإدارة الأمريكية، التي عليها أن تثبت جديتها ومصداقيتها في إلزام حكومة الإرهابي نتنياهو بنتفيذ الاتفاق.  

  -إن اقتحام جيش الاحتلال النازي معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر العربية فجر اليوم، جريمة وتصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.    

-إنَّ اقتحام واحتلال الاحتلال معبر رفح يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع مُمنهج من قبل الاحتلال النازي.    

-إنَّ اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح، وقصفه بشكل همجي وإجرامي، بإصرار من نتنياهو وأركان حربه المتطرّفين، هو محاولة مكشوفة لتخريب كلّ جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان على شعبنا، وهو في ذات الوقت محاولة يائسة  لصناعة صورة نصر موهوم لحفظ ماء وجهه، ولن يحصل في حال استمرار عدوانه إلا على مزيدٍ من الهزائم والخزي.   

-إننا - وإزاء الهجوم الصهيوني على معبر رفح - لندعو  الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد لقاء عاجل على مستوى وزراء الخارجية، وأخذ  موقف عاجل وفاعل لوقف هذا الانتهاك وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه ضد مقدّرات شعبنا وأمتنا.


-نقدّر عالياً موقف الأشقاء في جمهورية مصر العربية في إدانة قصف الاحتلال واحتلاله معبر رفح، ونثمّن رفضهم طلب الاحتلال فتح المعبر في ظل هذا القصف والاحتلال، إلاّ وفق الآلية السابقة، ونؤكّد أنَّ معبر رفح كان وسيبقى معبر اً مصرياً فلسطينياً خالصاً، ولا وجود فيه لأيّ قوة احتلالية.

-على نتنياهو وحكومته النازية أن يفهموا أنَّ الحركة والمقاومة الفلسطينية لن تستجيب لأيّ مبادرة لوقف العدوان أو صفقة تبادل تحت الضغط العسكري وتصعيد العدوان، وإن هذه الأوهام ستذهب أدراج الرياح.

-ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدّد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة، كما يهدد كل مساعي الوسطاء في وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية.

-نؤكّد أنَّ العملية العسكرية في رفح، إذا أقدم عليها العدو؛ لن تكون نزهةً لجيش الاحتلال الإرهابي، الذي سيجرُّ في نهاية المطاف، أذيال الخيبة، وسيخرج مدحوراً كما فعل في كل المناطق التي دخلها في قطاع غزة، وتعرّض فيها للإذلال، بأيدي مجاهدي كتائب القسَّام وسرايا القدس والمقاومة الفلسطينية

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023