هآرتس
قبل قرابة 7 سنوات، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى عقد حلقة للكتاب المقدس "تناخ"، وفاجأ المشاركين فيها بتحذير حاد لمستقبل إسرائيل.
وقال نتنياهو: "إن وجودنا ليس أمرا بديهيا، فقد استمرت الدولة الحشمونية حوالي 80 عاما وعلينا أن نتفوق عليها»،ووعد ببذل كل ما في وسعه لحماية البلاد، حتى تصل إلى مئويتها.
لكن نتنياهو تصرف كالعادة عكس ما وعد به، فبدلا من حماية البلاد، عمل على إضعافها وتفكيكها حتى أصبح وجودها موضع شك لأول مرة. منذ عودته إلى السلطة على رأس الحكومة الكهانية والحريدية، كانت مهمة نتنياهو الرئيسية هي تفكيك الديمقراطية وتحويل إسرائيل إلى دولة دينية استبدادية، ومحو وجود الفلسطينيين وحقوقهم.
لقد استهان بالتحذيرات من أن الانقلاب سيضعف إسرائيل ويؤدي إلى حرب متعددة الساحات، وسار بعيون مفتوحة إلى الفخ الذي نصبه له زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، في مذبحة 7 أكتوبر.
منذ لحظة اندلاع الحرب، ركز نتنياهو على بقائه السياسي كهدف أسمى، واستعبد الدفاع عن البلاد واقتصادها ومكانتها الدولية لصالحه، و تلك انهارت تدريجياً.
فهو يرفض تحمل المسؤولية عن الفشل، ويزيد من الصراع ويقسم الجمهور ويشجع على الانقلاب، ويقود إسرائيل إلى مواجهة كارثية مع الولايات المتحدة من خلال رفض أي تسوية سياسية "لليوم التالي" وإصراره على العمل في رفح.
إن النتائج الوخيمة لاهمال نتنياهو واضحة على كافة الجبهات. ويعيش المختطفون الـ 132 معاناة لا توصف في أنفاق حماس. لقد تم التخلي عن مستوطنتي الغلاف والحدود اللبنانية، وليس من المعروف متى ستعمر في الاسرائيليين مرة أخرى.
وتم إغلاق طريق الشحن البحري الحيوي المؤدي إلى إيلات، وتوقفت شركات الطيران الدولية عن رحلاتها إلى إسرائيل، وانخفض التصنيف الائتماني للبلاد، وأصبح العجز والتضخم على وشك الانفجار، و شعرت إيران بالأمان الكافي لإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات على إسرائيل، التي لم تتمكن من الدفاع عن نفسها لوحدها.
إسرائيل متهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية، ونتنياهو مرشح لمذكرة اعتقال دولية، أوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن شحنات الأسلحة إلى الجيش، وقررت إدارته أن إسرائيل انتهكت "على الأرجح" القانون الدولي في غزة.
وشرع المستوطنون بتشجيع من الحكومة، في حملة تدمير وانتقام ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. ولكن قبل أن تواصل إسرائيل مسيرتها لتحقيق تحذير نتنياهو من أنها ستعيش أقل من الدولة الحشمونائية القديمة، لا يزال بإمكان رئيس الوزراء اتخاذ خطوة أساسية لإنقاذها،عليه أن يستقيل، ويتحمل مسؤولية كارثة 7 أكتوبر وإخفاقات الحرب، ويحرر إسرائيل من مخاطر الحكومة الرهيبة التي أنشأها.
بهذه الطريقة فقط ستكون هناك فرصة لوقف الحرب واستعادة البلاد وعلاقاتها الخارجية حتى تتمكن من الاحتفال بالذكرى المئوية.