فارس يدعو العالم لمشاهدة الجريمة الإسرائيلية على جسد الأسير المريض عبد الباسط معطان
هيئة شؤون الأسرى والمحررين

دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس صباح اليوم الثلاثاء، المنظومة الدولية بكافة تشكيلاتها الرسمية والأهلية والشعبية، لملامسة حجم الجريمة الإسرائيلية الحقيقية بحق الأسرى المرضى، وذلك من خلال مشاهدة ومعاينة حالة الأسير المحرر المريض بالسرطان عبد الباسط معطان، والذي أفرج عنه أمس من سجون الاحتلال بوضع صعب بعد اعتقال إداري لمدة عامين تقريباً.

وقال فارس " على هذا العالم الصامت أن ينظر جيداً لصورتي الأسير المريض معطان قبل اعتقاله وعما بدا عليه بالأمس عند الإفراج عنه، وأن يتوقف عند جسده الذي نال منه المرض والضرب والتعذيب، وأن يستمع جيداً له ولما فرض عليه من معاملة لا أخلاقية ولا إنسانية، جعلت من حياته رهينة لمرض السرطان، الذي وفرت له إدارة سجون الاحتلال البيئة الخصبة للانتشار في هذا الجسد الصابر والمقاوم ". 
وأضاف فارس " خرج عبد الباسط معطان من فم الموت، بعد أن خضع لجريمة الإهمال الطبي والقتل البطيء بحرمانه من الأدوية والعلاج، تجاهلت إدارة السجون حالته بشكل علني، وأرادوا أن تكتب نهايته ونضاله في المعتقل متذرعين بمرضه، ولكن تمسكه بالحياة بصبره وصموده وإرادته جعل منه أقوى من سجانيه ومن مرضه الخبيث ومن التجويع الذي أذاب لحمه عن جسده ".

ويطالب فارس المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية العاملة في فلسطين، بتشكيل لجنة فورية لزيارة الأسير المحرر المريض معطان، والاستماع لكافة تفاصيل اعتقاله والمعاملة التي تعرض لها وفرضت عليه، وتوثيق جريمة اعتقاله والإهمال الطبي بحقه، والتوجه بها نحو أجهزة هيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، لعلها تكون بادرة صحوة لهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرى والأسيرات داخل السجون والمعتقلات الاسرائيلية، والذين ينكر الاحتلال انسانيتهم وحقهم في العيش والحياة الطبيعية.
وأشار فارس الى أن مطالبته تأتي في مرحلة إحباطه من كافة المكونات الدولية، التي قبلت لنفسها أن تكون صامتة ومتخاذلة ومتجاهلة لما يتعرض له الأسرى والأسيرات من هجمة بشعة منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم، وتركتهم فريسة لهمجية وفاشية منظومة الاحتلال، التي تجاوزت كل الاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية في تعاملها اليوم معهم، وما تضمنه من حقد وعنصرية وانتقام .

يذكر أن الأسير معطان ( ٥٠ عاماً ) من بلدة برقة شرق رام الله، أمضى ما يقارب عشرة سنوات في سجون الاحتلال، معظمها كانت وفقاً لسياسة الاعتقال الاداري، ويعتبر من الحالات المرضية والصعبة والخطيرة في صفوف الأسرى، حيث يعاني من سرطان في القولون، وخضع لعدة عمليات جراحية قبل اعتقاله، وكان يخضع لبرنامج علاجي انقطع عنه بسبب الاعتقال.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023