في الذكرى الـ57 لهزيمة حزيران (يونيو) في العام 1967، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً، أكدت فيه أن تجارب شعبنا الفلسطيني، فضلاً عن تجارب حركات التحرر في العالم، تؤكد وبما لا يدعو للشك، أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
وأضافت الجبهة الديمقراطية: إن التجارب تؤكد كذلك أن تحرير الشعوب من الاستعمار والاحتلال، ومن كل مظاهره، تتطلب، بالضرورة وفي المقدمة، تنظيم صفوف الشعب وتأطيره، الأمر الذي يترجم عملياً حركته التحررية، إلى معركة لكل فئات الشعب واتجاهاته السياسية المختلفة.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن التجربة الغنية والغالية لشعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في قطاع غزة، تبين إلى حد كبير، دور الشعب الملتحم بمقاومته، فالتصدي للاحتلال، وحربه الهمجية التي لم يتورع عن استعمال كل أشكال القتل الجماعي في شنها، دون أن يقوى على تقويض إرادة شعبنا، وهز مكانة مقاومته في الوجدان الوطني، ودون أن ينجح في تحقيق أياً من أهدافه السوداء، لا في القضاء على المقاومة، ولا في تدمير إرادة الصمود لدى الشعب وقواه السياسية، ولا حتى في تحرير أسراه لدى المقاومة.
وشددت الجبهة الديمقراطية في هذا السياق، على ضرورة إعلاء تجربة شعبنا الصامد في قطاع غزة، والإتعاظ بها كواحدة من أهم تجارب حركات التحرر في العالم، بحيث نتجاوز معاً، كل سياسات الرهان على الوعود الأميركية الفاسدة، أو استجداء الحلول التي لن تأتي إلا عن طريق المقاومة والصمود.
كما أكدت الجبهة الديمقراطية في هذا السياق، أن السبيل إلى تحرير الأرض وطرد الاحتلال بكل مظاهره، هو في اعتماد الاستراتيجية الكفاحية للمقاومة الشعبية الشاملة، بكل أساليبها وطرقها، وتأطير اللجان والهيئات الوطنية لتعزيز صمود الشعب، واستنهاض كل عناصر القوة في صفوفه، مؤكدة في السياق أن هذا الطريق، وإن كان مكلفاً ويتطلب منا التضحيات الجسام، إلا أنه يكفل لنا حرية الأرض والشعب، والكرامة الوطنية، ووضع حد للاحتلال، وتحقيق أهدافنا الوطنية في العودة وتقرير المصير، ويعزز موقع الشعب الفلسطيني في المجتمع الدولي، شعباً حراً، يعتز بدولته المستقلة كاملة السيادة، ويعتز بتاريخه النضالي، وبأبطال المقاومة، وشهداء المقاومة، ويكتب تاريخه المضيء، درساً من الدروس البليغة للتاريخ النضالي للشعوب الحرة.
وختمت الجبهة الديمقراطية أن هزيمة حزيران (يونيو) 67، يجب أن تشكل درساً، يقرأ معانيه حتى من لا يدرك حتى الآن أن الالتحاق بالركب الأميركي لن يقود سوى إلى الكوارث الوطنية