رام الله - قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إنّ إدارة سجون الاحتلال رفضت السماح بزيارة الأسير المريض معتصم رداد (42 عامًا) من طولكرم، بعد نقله من سجن (عوفر) إلى (عيادة سجن الرملة) حيث يقبع عدد من الأسرى المرضى من الحالات الصعبة والمزمنة. وأوضحت الهيئة والنادي في بيان مشترك، أنّ رداد والذي يعتبر من أصعب الحالات المرضية في سجون الاحتلال، تعرض لعملية نقل من سجن (الرملة) الذي مكث فيه فترة طويلة قبل نقله بعد تاريخ السابع من أكتوبر إلى سجن (عوفر)، وواجه فيه جريمة طبيّة مضاعفة بحرمانه حتى من الحد الأدنى من العلاج الذي كان يقدم له.
ومؤخرًا بعد تقديم طلب من أجل نقله من سجن (عوفر) جرّاء التردي الذي طرأ على وضعه الصحيّ والمخاطر على مصيره، جرى إعادته إلى سجن (الرملة) في منتصف شهر أيار/ مايو المنصرم، ومنذ نقله ترفض إدارة السجون السماح بزيارته.
تؤكّد هيئة الأسرى ونادي الأسير أن القلق على مصير الأسير رداد يتصاعد، بعد ورود معلومات بنقله منذ أكثر من أسبوع إلى مستشفى خارجي، ورغم المحاولات التي تمت من قبل المحامي لمعرفة مكان نقله ووضعه الصحي، إلا أن إدارة السجون لم تفصح عن مكان نقله حتى اليوم، ورفضت السماح للمحامي بزيارته. الأسير رداد واحد من بين مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال والذين تصاعدت أعدادهم بشكل غير مسبوق في ضوء جرائم التّعذيب، والتجويع، والجرائم الطبيّىة الممنهجة، والتي شكّلت الأسباب الأساسية في استشهاد أسرى منذ بدء حرب الإبادة المستمرة.
وكان أحد الأسرى المفرج عنهم من سجن (عوفر) قد نقل رسالة عن الأسير رداد قبل إعادته إلى سجن (الرملة) قال فيها: (أشعر بداخلي أنني الشهيد القادم داخل سجون الاحتلال، فوضعي يتدهور يوميًا وخلال الأشهر الماضية أصبتُ بحالات إغماء متواصلة، والأمعاء تنزف دمًا يوميًا، ودقات القلب غير منتظمة مع ارتفاع دائم في ضغط الدم، إلى جانب معاناتي من ضيق التنفس، وأكاد أختنق بلا مغيث، عدا عن الآلام الشديدة التي أعاني منها في الظهر والمفاصل، كما وأعاني من صعوبة كبيرة في النوم، والكلمة الوحيدة التي أتلقاها من السجانين، "أنك ميت ميت هنا"، فمعاناتنا كمرضى في السجون لا يمكن تصورها بأي شكل من الأشكال نحن نموت يوميًا فنحن محتجزون في زنازين ومحاصرون بالجوع والعطش والقمع والتنكيل والتعذيب ومحرومون من أدنى شروط الرعاية الصحيّة).
وحمّلت هيئة الأسرى، ونادي الأسير مجددًا إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير رداد وكافة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، مع استمرار تصاعد جرائم الاحتلال بحقّ الأسرى. إلى هذا طالبت عائلة الأسير المريض معتصم رداد استمرار الضغط في محاولة لتقديم الحد الأدنى من الرعاية التي كانت تقدم له رغم محدوديتها سابقا، فمنذ بداية العدوان المستمر، لا تقدم إدارة السجون الدواء المقرر له، في ظل حالة القلق الكبيرة على حياته. وتجدد هيئة الأسرى ونادي الأسير، مطالبتهما بضرورة فتح تحقيق بإشراف دولي بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، وذلك على الرغم من الصورة القاتمة التي تلف المنظومة الحقوقية الدولية، وحالة العجز المرعبة التي سيطرت على صورتها ومواقفها، أمام الجرائم والفظائع التي مارسها الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة حتى اليوم.