نؤكد ضعف جهود إغاثة شعبنا وبقائها دون الحد الأدنى المطلوب أمام الكارثة الإنسانية التي تعصف به، فما دخل من شاحنات لمحافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة غرب بيت لاهيا ٢٢٤ شاحنة فقط، غالبيتها محملة بالطحين ومستلزمات الإنتاج للمخابز الخمسة العاملة تحت إشراف برنامج الغذاء العالمي.
انخفضت أعداد الشاحنات الداخلة هذا الأسبوع عن الأسبوع الماضي بنسبة ١٢٪، ويعمد الاحتلال إلى خداع الرأي العام العالمي، عبر الحديث عن إدخال شاحنات لا تحمل سوى الطحين فقط، ويتعمد تقليل حمولتها لزيادة عددها، ورغم ذلك لا يزيد عددها في اليوم الواحد على ٣٥ شاحنة، يفترض بها أن توفر المصدر الوحيد للغذاء والدواء لأكثر من ٧٠٠ ألف محاصر شمال القطاع.
تتفاقم الأزمة الإنسانية، مع استمرار احتلال معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات، وإعاقة دخولها من معبر كرم أبو سالم، حيث تطبق "إسرائيل" بذلك حصارها على قطاع غزة بالكامل، فيما يتهدد شبح المجاعة من جديد محافظتي غزة والشمال، وتتدهور أزمة الأمن الغذائي بمحافظات الوسط والجنوب، سيما مع نزوح مئات آلاف المواطنين من مدينة رفح جراء عملية الاجتياح المتواصلة التي يقوم بها جيش الاحتلال.
في ضوء الكارثة الإنسانية التي تزداد مأساوية؛ فإننا نطالب بانسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح، ونؤكد مجددا أن المعابر البرية هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، والحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تتهدد كافة مناطق القطاع. يجب أن يتداعى المجتمع الدولي عاجلا وقبل فوات الأوان لإنقاذ من يموتون جوعا وأفضل وسيلة لذلك هو عمل المعابر البرية بصورة تسمح بإدخال كافي ومنتظم لشاحنات المساعدات والإغاثة التي تصطف على الجانب المصري من معبر رفح ويرفض الاحتلال إدخالها حتى اللحظة، ضاربا بعرض الحائط قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية، ودون الاكتراث بالواقع الإنساني الكارثي للمواطنين في القطاع.