تؤكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن ما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تقديم وزير حرب العدو غالانت خطة "لليوم التالي في غزة والتي تقوم على فقاعات إنسانية وتقسيم القطاع إلى 24 منطقة إدارية وتشكيل لجنة خاصة برئاسة أمريكا وتشكيل قوات دولية وعربية للسيطرة والقيادة وتولي قوة فلسطينية مسؤولية الأمن المحلي" هي مجرد أوهام وفانتازيا تعكس إفلاس الاحتلال وعجزه عن مواجهة الواقع.
إن طرح مثل هذه الخطة غير الواقعية دليل واضح على عدم قدرة الاحتلال على تقديم إجابة واضحة حول "اليوم التالي للحرب"؛ كما أن التزامن بين الإعلان عن الخطة وزيارة غالانت لأمريكا تأتي في إطار المزايدات الداخلية داخل الكيان الصهيوني، ومحاولة من غالانت لفرض موقفه السياسي بديلاً عن خطة رئيس وزراء العدو مجرم الحرب نتنياهو بهذا الخصوص.
إن الكيان الصهيوني الذي تلقى هزيمة استراتيجية ويعاني من أزمة وجودية، وجيشه المنهك الذي فقد قوة الردع ويتلقى ضربات متتالية ويحارب على جبهاتٍ متعددة، وفي ظل التدهور الكبير في الاقتصاد الصهيوني، والعزلة الكبيرة التي يعاني منها الكيان الصهيوني على مختلف المستويات فهو ليس في وضع يمكنه من تنفيذ مثل هذه الخطة المتخيلة، خاصةً وأنه غير قادر على حسم المعركة والسيطرة على كافة مناطق قطاع غزة، مما يؤكد على ضعف هذه الخطة واستحالة تطبيقها.
كما أن محاولات الاحتلال للهروب من غزة عبر توريط الإدارة الأمريكية وبعض الأطراف العربية في إدارة القطاع خطط فاشلة، إذ لا يوجد طرف عاقل يوافق على الغرق في مستنقع غزة أو يأتي على ظهر دبابة أو خوض حرب بالوكالة.
إن هذه الخطة محكومة بالفشل، والمقاومة في غزة باقية وستظل قوية ولها تأثير كبير، ولن يستطيع أحد فرض أي رؤية أو مخطط خارج إرادة الشعب الفلسطيني، الوحيد القادر على رسم مستقبل القطاع وتحديد شكل الحكم من خلال توافق وطني حقيقي، وأي تواطؤ من أي طرف محلي أو عربي أو دولي سيُعتبر شريكاً مع الاحتلال وطرفاً معادياً لشعبنا.