منذ بدء حرب الإبادة المستمرة منذ 270 يوماً بحقّ شعبنا في غزة وتصاعد حملات الاعتقال -غير المسبوقة- اعتقل الاحتلال الآلاف من المدنيين من مختلف أنحاء غزة خلال الاجتياح البري، منهم عشرات النساء، والأطفال، والطواقم الطبيّة التي استهدفت بشكل بارز مع استهداف المستشفيات الفلسطينية، والتي شكّلت هدفا من أهداف الإبادة.
•شكّل التّحريض على د. محمد ابو سلمية عقب الإفراج عنه أمر بالغ الخطورة، ودليلاً جديداً على قرار الاحتلال باعتبار الطواقم الطبيّة هدفا مركزيا في حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعبنا في غزة، وقد شكّلت عمليات الاعتقال الممنهجة بحقّ الكوادر الطبيّة، أبرز السياسات التي اتبعها الاحتلال خلال الحرب، إلى جانب عمليات الاغتيال، علمًا أنّه وخلال الحرب استشهد د. عدنان البرش في سجون الاحتلال، كما كشف إعلام الاحتلال عن استشهاد د. إياد الرنتيسي، مع الإشارة إلى أنّه لم يتم تبليغ أي جهة فلسطينية بشكل رسمي عن استشهاده حتى اليوم.
•يواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري، ويرفض الإفصاح -بشكل كامل- عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، كما ويرفض حتّى اليوم السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم.
•تعمد الاحتلال حرمان أسرى غزة الذين انتهت محكومياتهم من الإفراج عنهم، حتى أن تم الإفراج يوم أمس عن عدد منهم وكان من أبرزهم: الأسير يوسف مقداد، ونائل النجار، ومحمد الصوفي، ووليد ابو عيد، علما أن العديد من أسرى غزة المعتقلين قبل الحرب والذين أمضوا سنوات استشهد لهم أقارب من الدرجة الأولى خلال الحرب.
حيث فقد الأسير يوسف مقداد الذي أمضى 22 عامًا، ابنته هيا وزوجها وأبنائها خلال الحرب، فحينما اعتقل كانت ابنته هيا تبلغ من العمر أربع سنوات. كما استشهد العديد من أقارب الأسير نائل النجار، الذي أمضى 20 عامًا.
•شكّلت روايات وشهادات معتقلي غزة، تحولا بارزا في مستوى توحش منظومة الاحتلال والتي عكست مستوى -غير مسبوق- لجرائم التّعذيب، وعمليات التّنكيل وجريمة التّجويع، بالإضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة، والتي أدت بمجملها إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، هذا عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين، علماً أنّ المؤسسات المختصة أعلنت فقط عن ستة شهداء وهم من بين 18 معتقلا وأسيرا استشهدوا منذ بدء حرب الإبادة، وكان من بينهم الطبيب عدنان البرش، فيما يواصل الاحتلال إخفاء بقية أسماء معتقلين استشهدوا في المعسكرات والسجون.
•وقد شكّلت قضية الشهداء الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة أحد أبرز التّحولات في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967، فقد سُجل أعلى عدد بين صفوفهم منذ تاريخ الحركة الأسيرة بحسب البيانات والمعطيات المتوفرة لدى المؤسسات، وكان العدد الأكبر من معتقلي غزة بعد حرب الإبادة.
•ما تزال آلاف العائلات لا تعلم أي شيء عن مصير أبنائها المعتقلين، خاصة أنّ الاحتلال عمل منذ بدء الحرب على تطويع قوانين لترسيخ هذه الجريمة.
•مؤخرا تبذل عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية، ومن المؤسسات في الأراضي المحتلة عام 1948، جهودا في ضوء بعض التعديلات القانونية التي طرأت اللوائح الخاصة بمعتقلي غزة، من أجل معرفة أماكن احتجازهم، والسعي لاحقًا من أجل زيارتهم، إلا أنّ تلك المحاولات تتم حتى تحت قيود مشددة وصعوبات كبيرة.
•وفي ضوء ذلك تمكّن مؤخرًا عدد من المحامين من إتمام زيارات محدودة لعدد من معتقلي غزة كان من بينهم زيارات لمعسكر (سديه تيمان) الذي شكّل عنوانا بارزا لجرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة، إضافة إلى ما حملته روايات معتقلين وآخرين مفرج عنهم عن عمليات اغتصابات واعتداءات جنسية، وقد جاءت هذه الزيارات بعد عدد من التّقارير والتّحقيقات الصحفية التي كشفت جانبا عن عمليات التّعذيب التي يتعرض لها المعتقلون في معسكر (سديه تيمان)، مع العلم أنّ هذا المعسكر ليس المكان الوحيد الذي يحتجز فيه معتقلو غزة، فالاحتلال وزّعهم على عدة سجون مركزية، ونفذ بحقهم عمليات تعذيب ممنهجة، توازي عمليات التعذيب في معسكر (سديه تيمان).