من جديد يرتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جريمة تاريخية بإصدار أوامر وخرائط تُرغم المستشفى الأوروبي ومئات الطواقم الطبية شرق خان يونس (جنوب قطاع غزة) على الإخلاء ومغادرة المستشفى مما يُشكّل كارثة إنسانية تعمل على تعميق الأزمة الصحية في قطاع غزة التي وصلت إلى درجة غير مسبوقة مما يهدد حياة الآلاف من الجرحى والمرضى، حيث وضعه الاحتلال في دائرة الاستهداف الحمراء والإخلاء الفوري.
وبهذه الجريمة الجديدة تتواصل جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المستشفيات بشكل مقصود ومتعمّد وفق خطة ونية مُبيّتة تهدف إلى خلق أزمة إنسانية وصحية في قطاع غزة، حيث أخرج الاحتلال 34 مستشفى عن الخدمة، وكان آخرها إرغام المستشفى الأوروبي على الخروج عن الخدمة من أجل تعميق الأزمة الإنسانية والصحية، مما يزيد الضغط بشكل هائل على ما تبقى من الطواقم الطبية والمراكز الصحية، وخاصة على مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى الذي لم يتبقَ سواه في الخدمة الصحية مع وجود أعداد مضاعفة من المرضى والجرحى بداخله.
نُدين هذه الجريمة المتواصلة على مرأى وسمع العالم أجمع بإخراج المستشفى الأوروبي عن الخدمة الصحية، دون أن يحرك ساكناً لوقف هذه المجزرة بحق هذا الصرح الطبي، ونؤكد أن عدم اتخاذ موقف قوي وحاسم من المجتمع الدولي تجاه اقتحام المستشفيات وإخراجها عن الخدمة واستهدافها بالقصف والصواريخ؛ هو ما شجع الاحتلال على المضي في جرائمه بحق القطاع الصحي والذي وصل إلى إعدام أكثر من 500 من الطواقم الطبية واعتقال 310 منهم حتى الآن، إضافة إلى جرائم استهداف المقرات والمراكز الطبية واقتحامها.
نُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية بوصفها شريك فعلي في هذا العدوان، والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر والجرائم ضد القطاع الصحي وضد المستشفيات وضد الطواقم الطبية والجرحى والمرضى.
نُطالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية بالتدخل الفوري والعاجل والضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف استهداف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، كون ذلك يُؤزّم الواقع الإنساني بشكل غير مسبوق، وإن عدم التحرك من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية في لجم الاحتلال تجاه ذلك؛ يشجّع الاحتلال في مواصلة جرائمه بحق القطاع الصحي والمستشفيات.