08 سبتمبر 2024, الأحد 2:28 ص
بتوقيت القدس المحتلة
المستجدات
قراءة في تصريح ويزير الدفاع الإسرائيلي " تقدير موقف "

عبدالله أمين

خبير عسكري وأمني

أولاً : الموقف

  1. تزايُد عمليات المقاومة في الضفة الغربية ، وانشتار ظاهرة الــ ( كتائب ) العسكرية في المدن والقرى .
  2. بدء دخول مجاميع المقاومين على خط الأعمال ( النوعية ) الهندسية .
  3. ( انكشاف ) دور الدعم الخارجي ـ مالياً وفنياً ـ في تطوير وإمداد وإدامة عمل المقاومة في الداخل.
  4.   زيادة في مستويات الخطر على جنود العدو العاملين في منطقة مسؤولية القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي.
  5. ارتفاع منسوب الخطر على ( مغتصبات ) العدو وقطعان مستوطنيه المنتشرين في طول الضفة الغربية وعرضها .
  6. التغيير القيادي الذي حصل بتقاعد " يهودا فوكس " واستلام " افي بلوط " مسؤوليات المنطقة العسكرية .

كلها أمور دفعت المستوى السياسي ممثلاً بوزير الدفاع ، والمستوى المهني ممثلاً بقيادة المنطقة الوسطى لعمل مراجعة وتقييم لسلوكهم ومواجهتهم للمقاومة في مسرح العمليات ، الأمر الذي تَظهّر بتصريح وزير الدفاع " جالنت " هذا اليوم عقب انتهاء جلسة التقييم مع قيادة المنطقة الوسطى ، حيث صرح قائلاً : " أصدرنا  الأوامر للقيادة المركزية في الجيش الإسرائيلي للقضاء على الكتائب المسلحة في الضفة الغربية ، كما قمت بإزالة القيود على استخدام المسيرات العسكرية في الضفة الغربية لتقليل تعريض حياة الجنود للخطر " . 

ثانياً : الهدف السياسي

يتضح مما سبق أنه يقف خلف هذا التصريح هدفٌ سياسي مطلوب من المستوى المهني القيام على تحقيقه ؛ وحيث أن فهم هذا الهدف ، وتصور مضمونه ؛ يساعد في عملية التحليل والتقدير ؛ فإننا نعتقد أن مضمون هذا الهدف يمكن أن يكون : " العمل على رفع مستوى الأمن والأمان لسكان مغتصبات الضفة الغربية ، وتأمين حرية ترددهم بين مختلف تجمعاتهم السكنية ، ومنع بناء ومراكمة قدرات عسكرية معادية ، قادرة مع الأيام على تشكيل تهديد ذي مصداقية على عمق العدو وتجمعاته السُكانية المحاذية لحدود الضفة الغربية مع فلسطين المحتلة عام الثمانية والأربعين " ، مع رعاية أصل التأمين الشامل للقوات العاملة على تحقيق هذا الهدف . 

ثالثاً : المهمة العسكرية

من هذا الهدف السياسي ، وبعد جلسة " تقدير الموقف " التي حضرها وزير دفاع العدو ، وما أدلى به من تصريح جئنا على ذكره سابقاً ؛ فإن المهمة العسكرية التي استنبطها المستوى المهني من التوجيه السياسي أعلاه ، يمكن اختصارها بـ " القضاء على ( الكتائب ) المسلحة في الضفة الغربية ، ومنعها من تشكيل تهديد ذي مصداقية على العدو في منطقة العمليات ، ومناطق العمق المحتل " . 

رابعاً : التدابير القيادية

وحيث أن العدو يعاني من مشكلة في عملية استقطاب المجندين، ومشاكل في عمليات تجنيد الاحتياط ، فإن القيادة السياسية أصدرت تدبيراً قيادياً للقوات المهنية ، الهدف منه حفظ أمن المقاتلين ، وتقليل مستوى الخسائر البشرية والمادية المتوقع وقوعها أثناء تنفيذ المهمة ، وحيث أن سلوك العدو أثناء العملية سوف يكون محكوماً بهذا التدبير ، فإننا نورده ، كإطار عام لفهم سلوك العدو ، أما عن التدبير فهو : " خفض مستوى التهديد على قوات الواجب الرئيسي ، إلى أدنى مستوى ممكن " الأمر الذي سينشأ عنه : 

  1. استخدام الوسائط الجوية أثناء العملية العسكرية . 
  2. زيادة العمليات الهندسية المصاحبة للجهد القتالي . 
  3. زيادة الجهود الالكترونية للسيطرة على منطقة العمليات ، وتحييد خطر العبوات . 
  4. استخدام وسائط النقل والتنقل الأكثر تدريعاً مما هو مستخدم حاليا . 
  5. إمكانية اللجوء للعمل الجوي ـ إنزالات جوية بالمروحيات ـ للتقرب من أهداف ذات قيمة ورمزية عالية للمقاومة والمقاومين . 
  6. تحييد الأهداف البشرية والمادية من مسافات بعيدة، وتجنب الاحتاك معها عن قرب . 

خامساً : الإجراءات التكتيكية

وتحقيقاً للهدف التعبوي المشار له سابقاً ؛ فإننا نعتقد أن العدو سوف يلجأ إلى مجموعة من الإجراءات التكتيكية والميدانية للوصول إلى غايته بأقل الأثمان وأسرع الأوقات ، ومن أهم هذه الإجراءات : 

  1. إدامة التماس المعلوماتي والميداني الحالي مع المقاومين وبيئتهم ؛ في كامل الضفة الغربية ، خاصة مدن الشمال ومحافظاته . 
  2. زيادة إحكام عمليات فصل المناطق والمدن والمحافظات، ومنعها من تعزيز ودعم بعضها البعض .
  3. تشتيت جهود المقاومين ، ومنعهم من تركيزها ، عبر تكثير ـ زماناً ومكاناً ـ جهود الاقتحام المعادي ، وفتح مناطق اشتباك في أكثر من منطقة ، وأكثر من مربع في المنطقة الواحدة . 
  4. تكثيف العمل الاستخباري والمعلوماتي بكافة وسائط الجمع البشرية والمادية ، لتكوين صورة أكثر وضوحاً عن الموقف في منطقة العمليات . 
  5. استفزاز ( اقرأ الاستطلاع بالقوة ) المجاهدين والمقاومين لكشف أماكنهم ، واستعدادهم و انتشارهم وطرق عملهم ، ليبني العدو على الشيء مقتضاه . 
  6. العمل على ضرب ( سلاسل ) التوريد المادية والبشرية الخاصة ببناء قدرات المقاومة ؛ تسليحاً وتصنيعاً وطرق إمداد . 
  7. ممارسة العدو مزيداً من عمليات الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة لتحقيق أحد الأهداف الآتية : دفعها للتعاون معه ، وقوفها على الحياد ، فضها عن المقاومة
  8. الاستعانة بجهود أمنية وعسكرية ، يُطلب من قوات أمن سلطة الحكم الذاتي القيام بها . 

سادساً : التوصيات

  1. مراقبة وتسجيل وتحليل سلوك العدو الميداني في كافة مناطق الضفة الغربية ، خاصة في محافظات الشمال التي تشكل في نظر العدو مركز ثقل المقاومة الحالية . 
  2. الاقتصاد بالقوة المادية والبشرية ، وعدم الانجرار إلى ( معارك ) جانبية الهدف منها تقيم قدرة وإجراء وكفاءة وانتشار المقاومة في منطقة العمليات .
  3. تجنب الاشتباك الحاسم مع قوات العدو ؛ حتى ولو بدت ظاهرياً قليلة التجهيز والاستعداد ؛ تجنباً للوقوع في أفخاخ وكمائن العدو المعدة مسبقاً . 
  4. الابتعاد عن الإجراءات الاستعراضية ، ولزوم تقليل البصمات الالكترونية للمقاومين ؛ شكلاً ومضموناً . 
  5. لا بد من مراجعة الاستراتيجية العسكرية الحاكمة لعمل المقاومة في الضفة الغربية ، لما هذا الأمر من فائدة في الخروج من حالة الاستنزاف الحالية . 
  6. تجنيب الحاضنة الشعبية المخاطر ، وعدم تحميلها أكثر مما تطيق . 
  7. تحضير البيئة التنظيمية والشعبية ـ مادياً ونفسياً ـلمعركة طويلة مع هذا العدو ، سيشتد وطيسها مع انتهاء الحرب في غزة . 

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . 

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023