رام الله- حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة القيادي عبد الله غالب البرغوثي المعتقل منذ عام 2003 وهو صاحب أعلى حكما في تاريخ الحركة الأسيرة والبالغ (67) مؤبدا، وذلك في ضوء إفادات حصلت عليها المؤسسات من خلال أسرى أفرج عنهم مؤخرا، حول تعرضه لاعتداء على يد قوات القمع في سجن (شطه)، وأدت إلى إصابته بكسور في صدره بحسب الإفادات، إلى جانب تعرض مجموعة من رفاقه الأسرى المتواجدون معه في نفس الزنزانة.
ووفقا للإفادات الأولية: "أكدوا فيها أنّ الأسير البرغوثي تعرض لاعتداء وحشي وخطير من خلال الضرب المبرح، استخدمت فيها قوات القمع الكلاب البوليسية، وقد تبين لاحقا أنّه أصيب بكسور في صدره نتيجة لذلك." واعتبرت الهيئة والنادي في بيان مشترك اليوم الثلاثاء، أنّ ما جرى مع الأسير البرغوثي والعديد من قيادات الحركة الأسيرة، هي محاولة واضحة لقتلهم، ولفتتا إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال ومنذ بداية العدوان استهدفت قادة الحركة الأسيرة بشكل مضاعف، من خلال عمليات التّعذيب، والعزل، والنقل، والتّنكيل المستمر، هذا عدا عن عمليات عرقلة زيارات المحامين لهم، وكان من بينهم الأسير البرغوثي، حيث تم رفض زيارته لثلاث مرات سابقاً، وبانتظار رد جديد على طلب زيارته.
وأضافت الهيئة والنادي أن الإفادة التي تتعلق بالاعتداء على الأسير البرغوثي هي واحدة من بين العديد من الإفادات الأولية والشّهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة سواء من خلال الأسرى الذين أفرج عنهم، أو من خلال الأسرى والمعتقلين داخل السجون عبر الطواقم القانونية، وأشارتا إلى أنّ هذه الإفادات والشّهادات لا تتوقف بل إنّ التّفاصيل تزداد مستواها مع مرور المزيد من الوقت والإفراج عن المزيد من الأسرى، لا سيما أن الزيارات التي يقوم بها المحامون تتم تحت مستوى رقابة عالية لا يتمكن الأسير خلالها من الكشف عن كل ما يتعرض له داخل السّجن، وتشكّل هذه الشّهادات وجهاً آخر للإبادة بحقّ شعبنا.
وذكرت الهيئة والنادي، أنّه وعلى الرغم من مرور أكثر من 290 يوماً على حرب الإبادة، فإنّ مستوى الإجراءات والجرائم التي فرضت على الأسرى ما تزال متواصلة، ومنها عمليات الاعتداء بمستويات مختلفة، إلى جانب استمرار جرائم التّعذيب والتّجويع والجرائم الطبيّة، والتي شكّلت السبب الأساسي في استشهاد أسرى ومعتقلين منذ بدء حرب الإبادة. وفي هذا السياق تؤكّد الهيئة والنادي أنّ كل السّياسات الراهنة بما تحمله من توحش وجرائم بحقّ الأسرى، هي سياسات تاريخية ممنهجة يمارسها الاحتلال على مدار عقود طويلة إلا أنّ المتغير الوحيد مرتبط في مستواها الراهن وغير المسبوق، إضافة إلى التّخوف الكبير من أن يتحول هذا الواقع إلى نهج دائم بحقّ الأسرى.
يذكر أنّ الأسير البرغوثي تعرّض لتحقيقٍ قاسٍ وطويل استمر عدة شهور عقب اعتقاله عام 2003، كما وتعرّض لعزلٍ انفرادي متواصل استمر لعدة سنوات، وخلال مدة اعتقاله استطاع تأليف عدّة كتب إحداها "أمير الظل- مهندس على الطريق" تحدث فيه عن قصة حياته وكفاحه ضد الاحتلال.
تُجدد مؤسسات الأسرى مطلبها إلى كافة المؤسسات الحقوقية الدّولية بمستوياتها المختلفة إلى ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل في ضوء استمرار تصاعد الجرائم وحرب الإبادة الجماعية بحقّ شعبنا في غزة، والعمل بشكل جدي وحقيقي لوضع حد للجرائم المتصاعدة -وغير المسبوقة- بحقّ الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، واستعادة دورها الحقيقي واللازم أمام توحش منظومة الاحتلال المدعوم من قوى دولية تتعمد تتجاهل المجتمع الإنساني والبشري برمته وكل أصوات الأحرار في العالم.