رام الله - قال نادي الأسير الفلسطيني إنّ سلطات الاحتلال أفرجت اليوم الخميس عن أسرى ومعتقلين من غزة والضّفة لم يتسن لنا التّأكد من عددهم، وكان من بينهم أسيرتان من غزة. وأوضح نادي الأسير أن الأسرى المفرج عنهم من الضفة إما كانوا رهن الاعتقال الإداري، أو انتهت محكومياتهم، من بينهم أسير أمضى (12) عاماً وهو الأسير عبد الله الخاروف من نابلس، أما معتقلي غزة فغالبيتهم ممن صنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين).
وكما في كل مرة يتم الإفراج عن أسرى ومعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، تتكشف المزيد من التّفاصيل الصّادمة عن جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، إلى جانب عمليات الإذلال، والاحتجاز في ظروف مأساوية حاطة بالكرامة الإنسانية. هذا عدا عن هيئاتهم التي تشكّل شهادة حية عن الجرائم التي تعرضوا، والظروف القاهرة التي واجهوها.
وكان من بين الأسرى الذين تم الإفراج عنهم اليوم، المعتقل حمزة الصيفي (32 عاماً) من مخيم الدهيشة في بيت لحم، والذي أمضى في سجون الاحتلال عامين رهن الاعتقال الإداريّ، حيث ظهر مقطع فيديو لحظة الإفراج عنه من سجن (النقب)، يعكس التغيير الكبير على هيئته، حتّى أنّ والدته لم تتمكن من التّعرف عليه بسهولة.
وبين نادي الأسير أنّ سجن (النقب) ما يزال يشكّل أبرز السّجون الشّاهدة على جرائم التّعذيب بحقّ الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، وهذا ما تعكسه شهادات المفرج عنهم، ولا تقل مستويات هذه الشّهادات عن مستويات الشّهادات في معسكر (سديه تيمان) وغيره من السّجون، والمعسكرات. وذكر نادي الأسير، أنّ الصيفي البالغ من العمر (32 عاماً) متزوج وأب لطفلين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 6 سنوات في سجون الاحتلال.
يؤكّد نادي الأسير مجدداً أنّ جميع الجرائم والسياسات الراهنة التي ينفّذها الاحتلال بحقّ الأسرى، هي جرائم وسياسات ثابتة انتهجها الاحتلال على مدار عقود طويلة إلا أنّ المتغير اليوم مرتبط بمستواها وكثافتها. يُشار إلى أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ حتّى مطلع شهر تموز الجاري أكثر من 9700، بينهم نحو 3380 معتقل إداري، وأكثر من 1400 معتقل من غزة ممن صنفتهم إدارة السّجون (بالمقاتلين غير الشرعيين)، علماً أنّ الاحتلال يواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة، وذلك بعض التعديلات (القانونية) التي أتاحت معرفة أماكن احتجاز المئات منهم ممن أمضى على اعتقالهم أكثر من 90 يوماً، وتنفيذ زيارات لعدد محدود منهم في سجون ( عوفر، والنقب) ومعسكر (سديه تيمان).