لا يكفي وعيك الشخصي لحماية نفسك من شراك الاحتلال، فالعدو لا يكل ولا يمل في حصد المعلومات وإسقاط أبناء الوطن ولا يوفر أي طريقة في ذلك، وليس ذلك فحسب بل يبتكر طرقاً ليسرق المعلومات من خلالها عنك أو عن أسرتك، فيعمل جاهداً على الدخول إلى بيتك لتكون تحت عينه.
ففي الفترة الأخيرة باتت تظهر صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تبث محتوى يدّعي تقديم المساعدات الطبية والمالية والإغاثة الاجتماعية إلى أبناء شعبنا المكلوم، وفي حال وضع إعجابك أو التحدث مع مدير الصفحة على الخاص، يصبح من السهل جداً عليه اختراق أي بي الانترنت الخاص بك والدخول إلى جميع الأجهزة المتصلة به، فيصبح من السهل سرقة الصور التي على الأجهزة والرسائل وسجلات المكالمات والفيديوهات، وتكون أنت أو زوجتك أو أمك أو أختك أو ابنتك عرضة للابتزاز من قبل مخابرات الاحتلال.
ومثل هذه الصفحات تكون كالفِخاخ التي تترصد فرائسها، والتي من شأنها أن تكسر نفسك للاحتلال وتكون لهم خادماً، فلربما تكون أنت واعٍ لما يدور ولكن أفراد عائلتك لا يمتلكون الوعي الكافي لما يجدون في مواقع التواصل الاجتماعي.
وحتى تُظهر الصفحة لك أو لعائلتك بأنها تسعى لخدمتك، تطلب في بداية الأمر الاسم الرباعي ورقم الهوية ومكان السكن والهاتف والبريد الإلكتروني والحالة الاجتماعية والحالة الصحية، ويستخدم الاحتلال مثل هذه المعلومات للإيقاع بهم في وحل العمالة مستغلاً حاجاتهم المختلفة، فكم سمعنا بمثل هذه المواقف وحقارة الاحتلال باستغلال حاجة المواطنين ليشغلهم كعملاء لصالحه.
فالأمر لا يقف عند هذا الحد، فهو يعمل على جلب أكبر قدر ممكن من المعلومات عبر الأهالي وأفراد العائلة فمثل هذه الصفحات تعمل على اختراق العائلات فهي موجهة إلى أصاحب الحاجة، ولكي تحصل حاجتك عليك أن تقدم المعلومات عن أفراد المقاومة أو خدمة الاحتلال في أمر يطلبه منك الضابط المُشغل.
وتزرع هذه الصفحات فكرة السلام مع دولة الاحتلال وخيار السلام وأن “إسرائيل” حمامة السلام التي تقدم الخدمات وتعمل على مساعدة المواطنين وتظهر بمظهر ملاك السلام، وتعمل على نبذ المقاومة وأنه لا فائدة منها كما تطلب من الذين يطلبون المساعدات بالإدلاء عن أماكن تواجد المقاومة أو تقديم المعلومات للاحتلال.
وهنا لا يكفي أن تكون وحدك واعٍ بما يحدث، فعليك العمل على توعية الأهل والأبناء من حولك حتى لا ينتهز الاحتلال طيبة وبساطة المواطنين في حاجته.
وتم التنويه سابقاً عن صفحات للضباط المشغلين للمناطق، ويطلبون فيها بالتبليغ عن معلومات عن أي عمل مقاوم.
فننصحك، أن تعمل على توعية أهلك ومن حولك وأن تحذر من التعاطي مع مثل هذه الصفحات التي تخدم مصالح العدو أولاً فهي تدس السم في العسل.