تصريح صحفي لرئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري حول معكسر (سديه تيمان)- العنوان الأكبر لجرائم تعذيب بحق معتقلي غزة
هيئة شؤون الأسرى والمحررين


رام الله- قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، إن ما يجري تناوله عبر المنصات الإعلامية للاحتلال حول جريمة تعذيب جديدة بحقّ أحد المعتقلين من غزة، والاعتداء عليه جنسيا من قبل مجموعة من السجانين في معسكر (سديه تيمان)، والتي تتصدر حديث إعلام الاحتلال وما نتج عنها من أزمة بين أجهزة الاحتلال، تشكّل واحدة من بين آلاف الجرائم التي نفّذت بحقّ الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، والتي تزداد حدتها وثقلها مع مرور المزيد من الوقت، وتنفيذ المزيد من حملات الاعتقال. 

وأوضح الزغاري، إنّ هذه الجريمة تُسقط بشكل واضح إدعاءات الاحتلال وما روج له على مدار الفترة الماضية عن نيته بفتح تحقيقات حول الجرائم التي جرت في المعسكر، ومحاولته المستمرة بتصوير معسكر (سديه تيمان) على أنه السّجن الوحيد الذي شهد على جرائم التّعذيب والاغتصاب وأنه بنقل المعتقلين منه ستتوقف الجرائم، علماً أن سجون أخرى تشهد نفس المستوى من الجرائم، وقد وثقنا العديد من الإفادات والشهادات حول ذلك، وأبرزها سجن (النقب). 

وأضاف الزغاري، إن هذه الأزمة تؤكّد مجدداً فشل الاحتلال في محاولة تصوير ما يقوم به السّجانين والجيش على أنها سلوكيات فردية، تدعمها تصريحات الفاشي (بن غفير) بقتل الأسرى وإعدامهم، مرورا بعمليات التحريض التي لم تتوقف بحقّهم منذ سنوات، والتي أدت إلى استشهاد العشرات من المعتقلين والأسرى منذ بدء حرب الإبادة، ولتُسجل هذه المرحلة العدد الأعلى من الشهداء تاريخياً بين صفوف الأسرى، لتشكّل عمليات قتل الأسرى وإعدامهم في هذه المرحلة، أحد أوجه حرب الإبادة المنظمة بحقّ شعبنا.

 وأضاف الزغاري، إنّ كل الدعوات التي خرجت على مدار الفترة الماضية لإغلاق المعسكر، والترويج لذلك بنقل المعتقلين المحتجزين فيه، ما هو إلا جزء من سلسلة إدعاءات خرج بها الاحتلال بعد سلسلة تحقيقات صحفية دولية تناولت جرائم التّعذيب في المعسكر، وكذلك مع تصاعد شهادات معتقلين من غزة أفرج عنهم بالإضافة إلى شهادات محامين تمكّنوا من إتمام زيارات محدودة لعدد من معتقلي غزة، علما أن (سديه تيمان) محطة واحدة من بين عدة سجون شكّلت أحد أبرز الشواهد على جرائم التعذيب ومنها سجن (النقب). 

وأكد الزغاري أنه ومنذ بداية تصاعد جرائم التعذيب -غير المسبوقة- بمستواها بحقّ الأسرى طالبنا بضرورة فتح تحقيق دولي بشأن هذه الجرائم، بحيث يفضي إلى محاسبة الاحتلال الذي ينفّذ جرائمه بدعم من قوى دولية واضحة تشارك في إبادة شعبنا وتعذيب أسرانا وقتلهم، ويستمر ذلك أمام عجز دولي مرعب، جزء منه عجز المنظومة الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان من وضع حد للإبادة، والجرائم بحقّ الأسرى. 

ولفت الزغاري إلى أنّ غالبية معتقلي غزة ما زالوا رهن جريمة الإخفاء القسري، على الرغم من الزيارات المحدودة التي سُمح بإجرائها مؤخراً، هذا عدا عن احتجاز جثامين العشرات من معتقلي غزة الذين اُستشهدوا في المعسكرات والسّجون ويواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، إلى جانب جريمة الإعدام الميداني التي نُفّذت بحقّ معتقلين آخرين. 

ودعا الزغاري إلى ضرورة عقد جلسة طارئة لهيئة الأمم المتحدة، حول ما يتعرض له أسرانا في سجون الاحتلال ومعسكراته، من عمليات قتل وتعذيب واغتصاب، وتجويع، وإذلال. 

وحمّل الزغاري الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير آلاف الأسرى والمعتقلين في سجونه، منهم الأطفال والنساء، وجدد مطالبته بتدخل فوري وعاجل لوضع حد لجرائم التّعذيب والاغتصاب بحقّ المعتقلين والأسرى.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023