أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل حية أن من سيحمل الراية بعد القائد إسماعيل هنية سيمشي على الدرب نفسه، ونحن نعاهد أمتنا ونعاهد كل الأحرار، أن نمضي على طريق المقاومة بأهدافنا الوطنية لكنس الاحتلال، وإنهائه عن أرضنا، وإعادة شعبنا اللاجئ من المنافي والشتات، وإقامة دولتنا الفلسطينية الحرة، وتقرير مصير شعبنا، “هذه قضايانا العادلة وأهدافنا التي نسعى لها ونقاتل من أجلها، وندفع الأثمان الغالية عليها”.
وشدد الحية في مؤتمر صحفي من العاصمة طهران اليوم الأربعاء على أن القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية بذل حياته من أجل دينه ومن أجل قضيته ووطنه، فعاش مجاهدًا، وسياسيًا بارعًا، وعاش نقابيًا مفعمًا بالحيوية والنشاط، واعتقل في سجون الاحتلال، ولم تثنه لحظة أن يواصل الطريق خدمة لوطنه وقضيته وأمته.
وأضاف أننا اليوم نفخر بأخينا القائد إسماعيل هنية، ونغبطه على هذه الشهادة، فلقد قضى نحبه على خير العمل، في ظروف استثنائية، لكننا نحن وشعبنا وأمتنا افتقدناه، هو فاز بالشهادة والجنة.
وأضاف أن حركة حماس وشعبنا الفلسطيني الذي يمتطي صهوة المقاومة منذ 76 عامًا في الدفاع عن قضيته ووطنه لن يوقف مسيرة المقاومة لا استشهاد قائد أو عشرة ولا غير ذلك.
وأكد الحية أن مسيرة الإجرام الصهيوني التي طالت قيادات كثيرة من شعبنا الفلسطيني، ما زادت مقاومة شعبنا إلا إصرارا وعزة، ولقد كانت حركة حماس على ذات الطريق، حيث قضى عشرات من قيادات الحركة الأولى، على رأسهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، ولن يكون آخرهم الشهيد القائد إسماعيل هنية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس: “إن هذا الحدث بقدر ما هو أليم لكننا نقول بكل اعتزاز ونحن نودع قائدنا اليوم ورئيس حركتنا، ونطمئن شعبنا وأمتنا والمحبين، أن هذا الحدث الأليم الجليل لم يكن حدثًا استخباريًا أو شيئًا كبيرًا يمكن أن يتباهى به العدو الصهيوني الذي نفذ جريمته”.
وأوضح أن الأخ المجاهد إسماعيل هنية هو رئيس المكتب السياسي، وكان يتواصل ويلتقي قبل استشهاده بلحظات مع وفود من الزوار، وهو في مكان عام في بيت ضيافة في الجمهورية الإسلامية، فلم يرقد في مكان سري، ولم يكن بعيدًا عن الأضواء، إنما كان في زيارة وضيافة رسمية، توجت بالعشاء الذي كان أمس مع جميع من شاركوا في تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وأضاف الحية: “أن حالة ترويج أن هذا إنجاز للاحتلال عارٍ عن الصحة، لكن لماذا أقدم العدو على ذلك…؟، أولًا فالعدو من أول طوفان الأقصى حاول أن يعزل المقاومة وأن يصفها بأوصاف كثيرة لتكون بعزلة في العالم، لكنه تفاجأ أن القائد إسماعيل هنية يتنقل في عواصم عالمية وعربية وإسلامية كثيرة، من روسيا إلى ماليزيا إلى إيران إلى قطر إلى مصر إلى تركيا إلى لبنان إلى الجزائر إلى موريتانيا إلى المغرب، وإذا بهذه الحركة المقاومة وغيرها من الحركات التي حاول العدو الصهيوني أن يصفها بأوصاف متعددة تتحرك في العواصم ويستقبلها الساسة هنا وهناك، فغاظ ذلك الاحتلال، ومما غاظه كثيرًا، هذه التظاهرة السياسية التي شهدها القائد إسماعيل هنية أمس”.
وقال إن القائد إسماعيل هنية كان وسط تظاهرة سياسية في تنصيب الرئيس الإيراني، بين عشرات من الساسة الدوليين والعرب والمسلمين، وكان هنية يتوسطهم في حالة ترحاب واحتضان وأخذ الصور، وهذا المشهد أبطل جهود الاحتلال في عزل المقاومة، وباعتقادنا أن هذا الغيظ الذي كمده الاحتلال أراد أن يفرغه بشكل مفاجئ.
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن السبب الثاني هو أن هذا الاحتلال الإجرامي البغيض القاتل الذي لم يفلح إلا في التدمير والقتل، هو يتحدى العالم اليوم، ويسعر الحرب ويريد أن يحرق المنطقة بالكامل، لذلك أراد أن يضرب في لبنان وفي إيران، وهو يعلم أن لبنان وإيران والمقاومة لن يمرروا له هذا الإجرام إطلاقًا، ولن تمرره مقاومتنا وكتائب القسام إطلاقًا.
وأكد أن فعل العدو اليوم هو لإشعال المنطقة بالكامل، ليهرب إلى الأمام لأنه فشل في تحقيق أهدافه، لذلك قلنا مرارًا إنه يراوغ، فلا يريد اتفاقًا ولا يريد صفقة، بل يريد أن يبقى العدوان ويهرب إلى الأمام بالقتل والتدمير.
وحمل الحية العالم الذي يريد أن يحافظ على الأمن والسلم الدوليين، ليكبح جماح هذا الكيان المارق.
وأكد أن الاحتلال يعلم أن الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة وجبهات المقاومة لن تمرر له هذا الاغتيال، وقد استمعنا لكل المقولات من سماحة القائد وغيره، وهم يتوعدون بالرد على هذا العدوان الذي حدث على أرض الجمهورية الإسلامية.
وشدد الحية على أن الكيان الصهيوني جدير بأن يعزل، وأن يطرد، وأن يدفع ثمنًا غاليًا على جرائمه البشعة التي يواصلها.
وطمأن الحية أمتنا وأهلنا وشعبنا، وقال: “بقدر الألم على فراق الأخ القائد إسماعيل هنية الذي صحبناه على مدار عشرات السنين، وتعرض لمحاولات الاغتيال أكثر من مرة، إلا أننا نقول لكم أيها الإخوة ويا أمتنا اطمئنوا على خيارنا، فحماس والمقاومة ماضية على استراتيجية واضحة، وضعت في مؤسساتها المتعددة، لا تنحذف لا باستشهاد ولا موت قائد ولا عشرة من القادة.
ووجه رسالة للأمة أن اطمئنوا، عهدنا معكم أن تبقى فلسطين قبلتنا السياسية، وأن يبقى المسجد الأقصى قبلتنا، لنقاتل نحن وكل الأحرار حتى نصل إلى أهدافنا، وإننا ورغم هذا الزهو والعربدة الصهيونية، فإن ذلك لا يخيفنا، وماضون على خطى الأحرار والقادة والشهداء حتى التحرير بإذن الله.