أبو شعبان.. “ظل هنية” ورفيقه بالحياة والممات
حضارات

على مدار 5 سنوات، كان وسيم أبو شعبان حارسا شخصيا لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، رافقه كظله دون أن يفارقه، حتى قضى نحبه معه بعملية اغتيال شهدتها العاصمة الإيرانية طهران صباح الأربعاء. 

ونعت “حماس” أبو شعبان (36 عاما)، المكني بـ”أبو أنس”، الذي قضى جل حياته مقاتلا وقائدا في “كتائب القسام” الجناح العسكري للحركة، وتولى حراسة قيادات كبيرة فيها. 

من هو وسيم أبو شعبان؟ ولد أبو شعبان عام 1988 في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وتخرّج في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية.

 وهو متزوج ولديه ولدان وبنتان، وكان معروفا بتعلقه الشديد بالمساجد وبمواظبته على قراءة القرآن الكريم. كما امتاز بسمعة طيبة وأخلاق رفيعة، كما يصفه أصدقاؤه وأفراد عائلته.

 في بداية مسيرته العملية، عمل أبو شعبان حارسا شخصيا لوزير الداخلية بالحكومة الأولى لحركة “حماس” سعيد صيام، الذي اغتيل بقصف إسرائيلي على قطاع غزة عام 2009. أحد أفراد نخبة “القسام” كان أبو شعبان أحد عناصر “كتائب القسام”، وشغل منصب نائب قائد سرية في منطقته، تل الهوى.

 وخلال سنوات عمله مع “كتائب القسام” وقبل انتقاله للعمل مع هنية خارج غزة عام 2019، تولى قيادة فصيل في قوات النخبة. وأثناء الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، شارك أبو شعبان بتنفيذ عملية فدائية ضد الموقع العسكري الإسرائيلي ناحل عوز، شرق حي الشجاعية بمدينة غزة. 

ففي يوليو/ تموز من ذلك العام، تمكن 9 مقاتلين من نخبة القسام من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو؛ هاجموا فيها برجا عسكريا محصنا تابعا لكتيبة “ناحل عوز” الذي كان فيه عدد كبير من الجنود، وقضوا على جميع من فيه، وفق “كتائب القسام” آنذاك. 

وذكرت “القسام” أن المقاتلين حاولوا أسر جندي إسرائيليي لكن ظروف الميدان حالت دون ذلك، فيما تمكنوا من قتل 10 جنود، واغتنموا بندقية من نوع Tavor، وهو السلاح الذي يحمله جنود النخبة الإسرائيليون. وفيما تلتزم تل أبيب الصمت، أعلنت حماس وإيران صباح الأربعاء اغتيال هنية الذي كان يرافقه أبو شعبان في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. 

وتوعدت إيران برد “قاس” على اغتيال هنية يجعل منفذه “يندم عليه بشدة”. كما توعدت “كتائب القسام” إسرائيل “بدفع ثمن” اغتيال هنية، واصفة الحدث بأنه “فارق وخطير ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة وسيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها”. 

وجاء اغتيال هنية بينما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول شن حرب على غزة؛ أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود. وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023