نحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة مع إطباق الاحتلال حصار مخيم جباليا والأحياء الشرقية والشمالية المحاذية له مثل تل الزعتر والسكة وبيت حانون وبيت لاهيا، إلى جانب التمركز في الأجزاء الغربية وصولا لمقبرة يافا ومفترق التوام لليوم الرابع على التوالي.
قوات الاحتلال تواصل اجتياح أجزاء واسعة من شمال غزة منذ مساء السبت الماضي 5 أكتوبر وسط شن غارات وأحزمة نارية وقصف مدفعي، بما في ذلك قصف منازل على رؤوس سكانها، ما أدى إلى عشرات الشهداء والجرحى.
تلقينا معلومات أولية عن إعدام قوات الاحتلال 5 مواطنين، منهم امرأة ورجل وابنه خلال محاولتهم النزوح من مخيم جباليا رغم أنه كانوا يرفعون رايات بيضاء.
في تطور خطير، قوات الجيش أبلغت بإخلاء مستشفى كمال عدوان الواقع في مشروع بيت لاهيا، في وقت تتعرض فيه المستشفى للحصار من طائرات كواد كوبتر مع شن عشرات الغارات على المباني في محيطها، واستهداف بوابتها بقنابل دخانية.
قصف الاحتلال قطع الطريق الوحيد الذي كانت تمر منه سيارات الإسعاف من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى المعمداني لنقل عشرات الإصابات الخطيرة.
الفريق الميداني للمرصد تلقى شهادات من مواطنين تمكنوا من الوصول إلى مدينة غزة عن مشاهدتهم جثامين شهداء في الشوارع، إلى جانب آخرين من الضحايا تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف.
آلاف المحاصرين في مخيم جباليا وبيت لاهيا وجباليا يعانون من نفاد شبه تام للمواد الغذائية التي كانت أساسا قليلة لديهم بسبب إغلاق المعابر الإسرائيلية مع وقف إدخال البضائع والمساعدات القليلة التي كانت تدخل منذ أكثر من أسبوع قبل الاجتياح الجديد.
جيش الاحتلال يعمل بشكل ممنهج لمحاولة تفريغ شمال غزة من أهلها ودفعهم للانتقال القسري إلى الجنوب.
عملية جيش الاحتلال لا يوجد لها هدف أو ضرورة حربية بل تأتي لاستكمال عمليات التدمير التي طالت أكثر من 85 % من مباني شمال غزة، واستهداف المدنيين وإجبارهم على إخلاء المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية بالكامل.
نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ عشرات آلاف المدنيين شمال غزة، ووقف عملية التطهير العرقي المروعة التي تجري ضدهم، ووضع حد لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال للعام الثاني على التوالي.