مع استمرار العدوان الإسرائيلي واشتداده شراسة بحق أبناء شعبنا الأعزل في شمال قطاع غزة، تعرضت طواقم الدفاع المدني أمس في منطقة مشروع بيت لاهيا إلى استهداف مباشر ضمن مخطط إسرائيلي لتفربغ مناطق الشمال من السكان ومنع وجود أي جهة تقدم خدمات إنسانية أو طبية.
تفاجأنا مساء أمس بتحليق طائرات مسيرة إسرائيلية "كواد كابتر" في المكان الذي تتواجد فيه طواقم الدفاع المدني وطواقم الخدمات الطبية بمنطقة مشروع بيت لاهيا تطالبهم عبر مكبرات الصوت بترك مركباتهم فورا والتوجه إلى المستشفى الأندونيسي، حيث يتمركز هناك جيش الاحتلال ويمنع العبور إلا من خلال الفحص والتفتيش.
وأثناء محاولة الطواقم اخلاء المكان أطلقت عليهم طائرة إسرائيلية صاروخ بشكل مباشرة ما أدى إلى إصابة 3 من عناصرنا بجروح مختلفة، كذلك تم استهداف سيارة الإطفاء الوحيدة التي تقدم خدمات الإطفاء في مناطق الشمال بقذائف مدفعية ما أدى إلى تدميرها و اشتعال النيران فيها.
وتحت تهديد النيران، اضطرت طواقمنا إلى اخلاء المكان والتوجه إلى منطقة الأندونيسي وهناك تعرضت للتفتيش والتنكيل من جيش الاحتلال الإسرائيلي وتم اعتقال 5 من عناصرنا واقتيادهم إلى مكان مجهول.
وبذلك نعلن تعطل عمل الدفاع المدني بشكل كامل في شمال القطاع، وأن هذه المناطق باتت بدون أي خدمات طبية أو إنسانية من إطفاء وإنقاذ وإسعاف، وهذا ينذر بالخطر على حياة آلاف الأسر التي لا زالت موجودة في منازلها في جباليا البلد والنزلة ومخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون بالرغم من محاولات الإحتلال تفريغ مراكز الإيواء بالقوة.
وأمام هذا التصعيد الممنهج لطواقمنا والطواقم الطبية نعلن أن آلاف الأسر في مناطق شمال قطاع غزة الآن هم بدون خدمات للدفاع المدني، ونحذر من أن حياتهم في خطر كبير.
نناشد العالم والمؤسسات الدولية الإنسانية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإعادة عمل الدفاع المدني والطواقم الطبية في محافظة الشمال.
و نطالب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل الفوري والعاجل للإفراج عمن اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي من عناصرنا، وتوفير الحماية للطواقم.
نحذر من أن عدم التدخل العاجل وعدم وضع حد للاحتلال الإسرائيلي سيجعله يواصل سياسته الممنهجة لتعطيل الخدمات الإنسانية والطبية في باقي مناطق قطاع غزة من أجل اجبار أبناء شعبنا على النزوح والوصول إلى احتجازهم في مناطق محددة تحت ظروف إنسانية خطيرة.